تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

دراسة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية التي أعدّها ريجيس بلاشير

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2007, 06:07 ص]ـ

دراسة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية التي أعدّها ريجيس بلاشير

الشيخ فودي سوريبا كمارا

بسم الله الرحمن الرحيم

تصدير

الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل:] ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين [(الروم:22) وأصلي وأسلم على من خاطبه الله بقوله تعالى] وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا [(سبأ:28) سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن هذا البحث يتكون من مقدمة وفصلين وخاتمة. ألقيت في المقدمة نظرة سريعة على تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوربية بصفة عامة، وإلى اللغة الفرنسية بصفة خاصة. وبينت في الفصل الأول آراء بلاشير بالنسبة إلى القرآن الكريم، وكونه منزلاً من عند الله وما إلى ذلك. أما الفصل الثاني فقد فصَّلْت فيه القول في بعض أخطائه في ترجمته لمعاني القرآن الكريم، وذكرت ذلك في مبحثين. ذكرت في المبحث الأول بعض أخطائه في المسائل النحوية، كما ذكرت في المبحث الثاني بعض أخطائه في المسائل اللغوية. وذكرت في الخاتمة تعليقات وتوصيات.

مقدمة

إن الترجمة وسيلة تبليغٍ لرسالة الله، وهمزة وصل بين الثقافات، وأداة اتصال وتفاهم بين الشعوب والأمم، لذلك "فإن الحاجة إلى الترجمة ضرورية" كما صرح بذلك سماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية رحمه الله ([1]). ويرى فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين –رحمه الله- أن ترجمة معاني القرآن الكريم واجبة. وقال: "وأما الترجمة المعنوية فهي جائزة في الأصل؛ لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة لإبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين بالعربية. لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لايتم الواجب إلا به فهو واجب" ([2]).كما أن الترجمة – شأنها في ذلك شأن كل العلوم تقريباً – سلاح ذو حدين: يمكن استعماله أداة للبناء أو معولاً للهدم.

وقد بدأ الصحابة رضوان الله عليهم في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ([3])، واستغلها المسلمون الأوائل استغلالاً حسناً في جزء لا يستهان به من أنحاء المعمورة، وذلك بشرح معاني القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والكتب الإسلامية المعتمدة، بواسطة مترجمين، للشعوب غير العربية في المجالس العلمية والاحتفالات الدينية. والواقع الملموس يشهد على أن جهود هؤلاء المسلمين الأوائل – مع حسن معاملتهم للناس- قد آتت ثمارها في كل أنحاء العالم، في نشر الإسلام من أقصى الأرض إلى أقصاها في فترة وجيزة وبسرعة مذهلة لم يشهد التاريخ لها مثيلا. وفي المقابل استغل بعض أعداء الإسلام من المنصِّرين و المستشرقين وغيرهم الترجمة في محاربة الإسلام الذي أقضَّ مضجعهم سرعة انتشاره وشدة تمسك معتنقيه به، وذلك رغم كل ما يستعملونه ضد الإسلام من مختلف أنواع التهديد والإغراء ورغم ما يتهمونه به من التخلف والجمود والسحر والشعر والكهانة وغير ذلك، فبدؤوا يفكرون في تطوير هذه الأساليب التي باءت بالفشل الذريع وصارت موضع سخرية لدى الجميع، حتى وصلوا بأفكارهم العنيدة إلى القيام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغاتهم. فرأوا في ذلك ضالتهم المنشودة لما يتيح لهم من فرصة ظهورهم أحيانا في ثياب أصدقاء مع أنهم في الحقيقة أعداء ألدّاء، كما يسهّل عليهم دس السم في الدسم كما يريدون. لذلك اهتموا بترجمة معاني القرآن الكريم اهتماماً كبيراً، ويشجعهم في هذا العمل العدائي ضد كتاب الله الكريم كون عدد قارئي الترجمات أكثر من عدد قارئي النص العربي، وبعبارة أخرى كون المسلمين غير العرب أكثر من المسلمين العرب.

نبذة تاريخية عن تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوربية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير