تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أقوال المفسرين في تحريف الإنجيل بين اللفظي والمعنوي]

ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[13 Jun 2005, 11:57 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وصلى الله وسلم وبارك علىنبينا محمد الذي صح عنه عند مسلم من حديث أبي هريرة أنه قال:

و الذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي و لا نصراني ثم يموت و لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار

أما بعد:

فهذه ورقات كتبتها بطلب من بعض الفضلاء أورد عليه نصراني شبهة حول دعوى التناقض في تحريف الإنجيل بين المسلمين

وأرغب في إثراء هذه الورقات وحبذا لو أفاد من يشارك بآراء المفسرين حسب اطلاعه حول هذه الموضوع

من من المفسرين قال بالتحريف اللفظي

ومن منهم قال بالمعنوي يعني تحريف معانيه وصرفها عن ظاهرها وعدم الائتمار بها

والآن إلى جهد المقل والله المستعان.

فإن الله تعالى يقول في كتابه

{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (48) سورة المائدة

فبين سبحانه أنه أنزل هذا القرآن مهيمنا على ما بين يديه من الكتب والمهيمن الشاهد المؤتمن الحاكم يشهد بما فيها من الحق وينفي ما حرف فيها ويحكم بإقرار ما أقره الله من أحكامها وينسخ ما نسخه الله منها وهو مؤتمن في ذلك عليها

والحكم والهيمنة لا تعنى الحراسة الحسية من امتداد أيدي المجرمين بالتحريف كما زعمه بعض الأغبياء ولا يتصور هذا إلا من فقد أدوات المنطق.

والنسخ لم يقع إلا في قليل من الشرائع وإلا فالأخبار عن الله وعن اليوم الآخر وغير ذلك لم تنسخ وكذلك الدين الجامع والشرائع الكلية لا نسخ فيها

فالذي عليه جميع المسلمين أن الله لن يقبل من أحد غير الإسلام كما قال تعالى

{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85) سورة آل عمران

ولن يقبل الله دين من يكفر برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولا من يكفر بكتابه القرآن العظيم

قال تعالى

{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (19) سورة آل عمران

والذين بيننا وبين اليهود والنصارى وسائر الملل من الخصومة كفرهم بالله و تكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكتابه

وأما اعتقاد المسلمين في الكتب السماوية فإنهم يؤمنون بكل ما أنزل الله من الكتب على رسله كما قال تعالى عنهم

{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (285) سورة البقرة

يؤمنون بالكتب السابقة جملة ويؤمنون بما فصل الله ذكره كتابه كالتوراة والإنجيل

وأنهما كتابان من عند الله تعالى، في آي آيات كثيرة من القرآن

كما قال تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} (3) سورة آل عمران

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير