[شبهة: تعدد مصاحف الصحابة , والجواب عنها]
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Jun 2005, 08:33 م]ـ
هذا سؤال وجه إلي اجبت عنه إجابة مختصرة بما فتح الله , ارجو من الإخوة إضافة ما يرونه مناسباً.
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد: هذه شبهة ساقها أحد النصارى بالفلبين لأحد الدعاة هناك مفادها.
لديكم ما يسمى قرآن ابن مسعود، و قرآن أبي بن كعب، و قرآن عثمان فيتسأل: -
1 – أي هذه أصح.
2 - أي هذه كلام الله تعالى.
3 – و إن كان هذا لديكم فلم تنكرون علينا كون لدينا أكثر من إنجيل.
نرجو من فضيلتكم الإجابة عاجلا على هذه الشبهة، إجابة محررة شافية، حتى لا تكون مثل هذه الشبهة سببا في ردة أحد من حديثي الإسلام هناك.
وفقكم الله تعالى لما يحب و يرضى وسدد خطاكم و جعل إجابتكم في ميزان حسناتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
القرآن كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المفتتح بسورة الفاتحة , والمختوم بسورة الناس , تلقته الأجيال عن الأجيال , لا يزيد فرد على فرد في تلاوته في مشرق الأرض ومغربها على ما بأيدينا , فهذه دور المخطوطات في العالم كله في بلاد الإسلام وغيرها , فيها ما لا يحصيه إلا الله من المصاحف التي كتبت في الأزمان والبلدان المختلفة , لا ترى فيها مصحفاً يختلف عن الآخر في شيء , وأما قول النصراني: لديكم ما يسمى قرآن ابن مسعود، و قرآن أبي بن كعب، و قرآن عثمان فهذا غير موجود عندنا فالقرآن عندنا واحد لا يتعدد , وإنما الموجود عندنا: مصحف ابن مسعود، و مصحف أبي بن كعب، ومصحف عثمان , والمصحف المراد به ما كتب بين دفتيه القرآن وأول من سماه بذلك أبو بكر رضي الله عنه , وسبب ذلك أن الصحابة كانوا يعتمدون على الحفظ , وهناك منهم من كتب لنفسه ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ليكون عوناً له على تذكره, ولذا نسب إليهم فقيل مصحف ابن مسعود ومصحف أبي بن كعب باعتبار أنهم كتبوها, كمن يشتري مصحفاً من مكتبة و يقول: هذا مصحفي باعتبار أنه مالكه , وإلا فهو لا يخرج عما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم , فهيئ الله أبا بكر رضي الله عنه فجمع القرآن في مصحف واحد مما استقر في العرضة الأخيرة التي عارض فيها جبريلُ أمين الوحي النبيَ صلى الله عليه وسلم في آخر سنة من حياته , وجعله عنده وترك ما بأيدي الناس معهم , ثم لما تولى عثمان رضي الله عنه الخلافة جمع الصحابة واستشارهم في كتابة مصحف موحد ليكون للناس إماماً وترك ما عداه مما كتبه الناس لأنفسهم فوافقوه على ذلك فكتب مصاحف ووزعها على الأمصار وأرسل معها القراء يعلمون الناس , وأمر الناس أن يدعوا ما معهم من المصاحف التي كتبوها لأنفسهم ويعتمدوا على مصحف كتب على أدق أنواع التحري وكان منهجهم في كتابته:
1 - لا يكتب شيء إلا بعد التحقق من أنه قرآن.
2 - لا يكتب شيء إلا بعد العلم بأنه استقر في العرضة الأخيرة.
3 - لا يكتب شيء إلا بعد التأكد أنه لم ينسخ.
4 - لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة.
5 - إذا اختلفوا في شيء من القرآن كتبوه بلغة قريش.
6 - يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة.
وبهذا المنهج الدقيق والأسس السلمية كتب المصحف العثماني فكان في غاية الدقة والضبط والتحري ,وهو الذي بأيدي المسلمين اليوم , ليس عندهم غيره ,ويسمى المصحف العثماني نسبة إلى عثمان رضي الله عنه باعتبار أنه هو الذي أمر بكتابته وكتب في عهده , وكان ذلك بإجماع الصحابة رضي الله عنهم.
ولذا فإن المصاحف التي كتبها بعض الصحابة لأنفسهم اندثرت ولم يبق منها إلا روايات يسيرة تناقلها الناس فكانت عرضة للخطأ والزيادة والنقصان ممن نقلها , وبعضها كان يذكرها بعض الصحابة على أنها تفسير لا قرآن فظن ناقلها أنه مما سُمع من النبي صلى الله عليه وسلم , ولم يثبت منها إلا القليل , ولذا لا يجيز العلماء القراءة بها في الصلاة ويعدون صلاة من قرأ بها باطلة لمخالفتها المصحف الإمام, وإنما يستفيدون منها في التفسير والأحكام.
¥