[الإصرار على نقد "موقع الأسرار"]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[12 Jun 2005, 10:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ظهر موقع فى الشبكة سماه القائم عليه"أسرار القرآن".جمع فيه ما رآه صاحبه تفسيرا للقرآن وتدبرا أوصله الى "حقائق "غابت عن الماضين. ومن موقع النصيحة للمسلمين- لامن موقع الحسد لعبقرية مسلم - كتبت هذه الورقات أرجو بها الكشف عن "أسرار الأسرار "والاعلان عن المطوي هناك. لا أريد الإطالة فى التقديم ... وأرى الدخول فى الموضوع من فوري هذا:
ينهض منهج الشيخ صلاح الدين أبو عرفة -وهو صاحب الموقع المذكور- على أصلين عظيمين:
- دعوى التمسك بظاهر القرآن وصحة الحديث.
- دعوى الاستقلال عن فهم السلف.
وأريد الاستفصال في هاتين المسألتين قبل التفرغ الى المؤاخذات المنهجية والمنطقية المتفرقة بحسب المقالات المنشورة.
1 - دعوى التمسك بالظاهر:
مفهوم"الظاهر" من أكثر المفاهيم تداولا عند صاحب "أسرار القرآن".ويشهره فى موقفين:
-فى موقف الاحتجاج لنفسه مدعيا أن قوله هو الموافق لـ (ظاهر القرآن).
-فى موقف الرد على مخالفيه من السلف والخلف, مدعيا انه لا يرتضيه ما عليه الجمهور لمخالفتهم لظاهر القرآن.
وكان على" صاحب الاسرار"أن ينقح هذا المفهوم نظرا لمركزيته فى منهج "قراءته للقرآن", لكنه لم يفعل مكتفيا بالدلالة الاجمالية لهذا المفهوم وهذا مخالف لشروط البناء العلمي للمناهج والنظريات. ويستفحل الأمر عندما يستعمل الباحث هذا المفهوم فى سياقات يستفاد منها تحميل "الظاهر"دلالات هي أبعد ما تكون عن معنى "الظاهر" ولو على محمله الإجمالي والعامي.
تعريف (الظاهر) عند أهل العلم:
قال أبو زيد الدبوسي الحنفي -رحمه الله-: الظاهر (ما ظهر للسامع بنفس السمع).
قال فخر الاسلام البزدوي الحنفي -رحمه الله-: (الظاهر اسم لكل كلام ظهر المراد به للسامع بصيغته.)
قال السرخسي الحنفي- رحمه الله- (الظاهر: ما يعرف المراد منه بنفس السماع من غير تأمل, وهو الذي يسبق الى العقول والأوهام لظهوره موضوعا فيما هو المراد.)
وعلق الدكتور محمد أديب صالح على التعاريف السابقة بقوله: أن عماد الظاهر عند هؤلاء الأئمة أن يكون اللفظ بحيث لا يتوقف فهم المراد منه على قرينة خارجية ,وإنما يتضح مدلوله المراد من الصيغة نفسها فمجرد سماع اللفظ كاف للحكم على المعنى الذي يدل عليه اللفظ ,لكن مع الاحتمال. ونستطيع بعد هذا الايضاح أن نعرفه تعريفا مبسطا يفي بالغرض فنقول: (هو اللفظ الذي يدل على معناه بصيغته من غير توقف على قرينة خارجية , مع احتمال التخصيص والتأويل والنسخ.) [راجع تفسير النصوص في الفقه الاسلامي- الجزء الاول]
يبدو ان قيد "مع الاحتمال" أضافه الدكتور ليجمع على صعيد واحد تعريفات الشافعية والمتكلمين مع أصوليي الحنفية.لأنه يغلب على الشافعية أن يذكروا قيد الاحتمال فى الدلالة الظاهرة:
قال أبو إسحاق المروزي: (الظاهر لفظ معقول يبتدر الى فهم البصيربجهة الفهم منه معنى ,وله عنده وجه في التأويل مسوغ لا يبتدر الظن والفهم. فهو بالنسبة للمعنى الراجح ظاهر وبالنسبة للمعنى المرجوح مؤول)
قال القاضي الباقلاني: (هو لفظة معقولة المعنى لها حقيقة ومجاز, فإن أجريت على حقيقتها كانت ظاهرا وإذا عدلت الى جهة المجاز كانت مؤولة).
ولنا على هذه التعريفات ملاحظات:
-"الظاهر" هي الدرجة الأولى فى دلالة الكلام ... ولا يتوقف فهمه على ذكاء أو ثقافة أو حس تذوقي أو استنباط.
-"السامع" الذي يخطر بباله المعنى الظاهر لا يشترط فيه شيء الا المعرفة بأوضاع اللغة. واصطلاحات المستعملين. ومن هنا لا بد من رفع التباس يتعلق بتوهم "الظاهر" أمرا نسبيا أو إضافيا: فالمعيار ليس ذاتيا بحيث يكون الظاهرهو ما" يظهر لي" وقد يخفى على الآخر فلا يكون ظاهرا عنده. كلا ... فلو كان الأمر كذلك لكان الظاهر" سفسطائيا" لا يصلح فى أدوات العلم الشرعي فضلا عن ان يكون معيارا يتحاكم اليه كما هو حاصل بالفعل عند أهل العلم.
-"السامع "هو ما يطلق عليه المعاصرون"المتكلم السامع المثالي"ويعنون به السامع العادي فى بيئة لسانية معينة:
¥