تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[30 عقبة في طريق الحوار مع الآخر]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Aug 2007, 09:23 م]ـ

تنمية القدرات الحوارية في برنامج حوار الحضارات: 30 عقبة في طريق الحوار مع الآخر

شيرين حامد فهمي - إسلام أون لاين ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1184649571105&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout)

في عالم صارت فيه الثقافة والهوية مشكلين أساسيين للسياسة العالمية، وصار فيه الدين مكونًا جوهريًّا في تفسير الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بات الحوار مع الآخر ضرورة مُلحة لا غنى عنها، وقدرًا محتومًا لا يمكن الفرار منه.

وانطلاقًا من هذه الضرورة، نرى في جهود مركز "حوار الحضارات" في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الذي يقيم دورات تدريبية حول "تنمية المهارات والقدرات الحوارية" والتي تنصب أهدافها على تدريب المشاركين على كيفية إدارة الحوار الناجح، وكيفية التفاوض مع الأنماط المختلفة من البشر، ومن ثَم تلافي الأخطاء التي قد يقع فيها المفاوض العربي أو التي يوقع فيها. وتعتبر مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية من أهم المؤسسات التي تمول مثل هذه الدورات.

* الحوار والممارسة العشوائية

"إذا ثار الحديث عن فكرة الحوار، فالمقصود بذلك أن تتحول الممارسة العشوائية للحوار إلى ممارسة منظمة وواعية". هكذا تحدث المستشار "طارق البشري" مقصد الحوار، كما تناوله في كتابه "المسألة الإسلامية المعاصرة: الملامح العامة للفكر السياسي الإسلامي في التاريخ المعاصر" (دار الشروق، 2005، صـ82).

ويضيف "البشري" مستكملاً حديثه عن مقصد الحوار قائلاً، إن الحوار يمثل حركة اجتماعية، ذات أدوات عديدة للإفصاح عنها. ومن تلك الأدوات: الندوات والمؤتمرات والبرامج ومطالب وتوجهات الأطراف المتحاورة. ومن ثَم فإن الحوار لا يسبق فيه الإعداد التنفيذ -كالتصميمات الهندسية- وإنما هو عملية متراكمة، تتداخل مراحلها وتتجمع على مدى زماني متطاول نسبيًّا.

يشير الدكتور "سيف الدين عبد الفتاح" -أستاذ النظرية السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمسئول عن تنسيق تلك الحوارات- إلى وجود حوالي 30 مثبطًا أو معوقًا للحوار الناجح المثمر. فبوجود تلك المثبطات والمعوقات، تصير الحوارات مرضية، أو ندخل في دائرة "الأمراض الحوارية" كما تقول الدكتورة "نادية مصطفى" رئيسة برنامج حوار الحضارات وأستاذة العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.

ومن نماذج تلك الحوارات المرضية كما أسردها الدكتور "سيف": الحوارات السطحية والازدواجية والسلطوية والاستعراضية والالتفافية والتسفيهية والمراوغة والتآمرية والمفخخة؛ وكذلك حوارات الطريق المسدود وزخرف القول وفائض الكلام والمراء، وأيضًا حوارات خلط الأوراق والملفات السوداء، وحوارات الأماني والصور الوردية، وحوارات التكذيب والمغالطات والمتاهات، وحوارات التشويه الدلالي وبلبلة الألسن، والحوارات التافهة والعبثية، والحوارات المتعصبة الاستبدادية ذات الأفكار المسبقة، وحوارات التقييم التي يزيد فيها الرأي الشخصي عن الوصف مما يقلل الحجية، وأخيرًا حوارات نقطة الصفر التي تنكر التراكم الحواري، فيصير هدف الحوار الحوار ذاته.

"لا تغضب، لا تتعصب، لا تشغب"

هكذا حذر الدكتور "سيف" من آفات التصلب والتعصب والشغب في الحوار مع الآخر، سواء كان في داخل دائرتنا الحضارية أم خارجها. فالتعصب -بحسب رأيه- يضيع كل شيء. كما حذر من سوء اختيار المحاورين الذين يمثلون الذات الإسلامية الحضارية؛ فكثيرًا ما يتم إرسال نماذج غير مناسبة -على الإطلاق- إلى مؤتمرات وندوات بالخارج، يكون شغلها الشاغل هو التنزه والترفه لا الرسالة والمهمة. فأحوال الناس، كما يقول أستاذ النظرية السياسية، تندرج بين أربع حالات: إما إنسان يدري ويدري أنه يدري، فهو العالم؛ وإما إنسان يدري ولا يدري أنه يدري، وهو عالم إلا أنه يحتاج إلى تذكير؛ وإما إنسان لا يدري ويدري أنه لا يدري، فهو راشد؛ وإما إنسان لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، وهو الجاهل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير