تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قرآنية البسملة في أوائل السور]

ـ[عبد الإله الحوري]ــــــــ[19 Apr 2006, 01:29 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم الدكتور عبد الإله الحوري

[قرآنية البسملة في أوائل السور]

أجمع المسلمون على أن البسملة جزء آية من سورة النمل في قوله تعالى:] إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [[النمل 30]، وأجمعوا أيضا على أنها ليست آية من أول سورة التوبة، واختلفوا فيما وراء ذلك على أقوال:

أولا: مذهب الشافعية ([1]): البسملة آية كاملة في أول الفاتحة بلا خلاف في المذهب الشافعي، أما في باقي السور عدا براءة ففي المذهب ثلاثة أقوال:

الأول: أنها آية كاملة في أول كل سورة.

الثاني:أنها بعض آية في أول كل سورة.

الثالث: أنها ليست بقرآن في أوائل السور عدا الفاتحة.

وقد ذكر النووي أن الراجح في المذهب هو الأول ([2]).

ثانيا: مذهب الحنفية: لم ينقل عن أبي حنيفة شيء في كون البسملة آية من القرآن أم لا، وإنما نقل عنه أنه يسر بها في الصلاة، وسئل محمد بن الحسن عنها فقال: ما بين الدفتين كلام الله تعالى ([3]). والمختار عند علماء الحنفية أنها آية تامة مستقلة أنزلت للفصل بين السور، فهي من القرآن وليست من الفاتحة ولا من غيرها ([4]).

ثالثا: مذهب الحنابلة: قال ابن قدامة: واختلفت الرواية عن أحمد هل هي آية من الفاتحة يجب قراءتها في الصلاة أو لا؟ فعنه أنها من الفاتحة وذهب إليه أبو عبد الله ابن بطة وأبو حفص، وروي عن أحمد أنها ليست من الفاتحة ولا آية من غيرها، ولا يجب قراءتها في الصلاة، وهي المنصورة عند أصحابه. قال ابن قدامة:واختلف عن أحمد فيها – أي في هذه الرواية – فقيل عنه هي آية مفردة كانت تنزل بين سورتين فصلا بين السور، وعنه هي آية من سورة النمل ([5]). أي وليست من غيرها.

وقال ابن تيمية معلقا على هذه الرواية عن أحمد:" ويحكى هذا رواية عن أحمد ولا يصح عنه وإن كان قولا في مذهبه" ([6]). وقد نصر ابن تيمية القول بأنها من القرآن حيث كتبت من أول كل سورة وليست من السورة، وقال: وهذا أعدل الأقوال ([7]).

رابعا: مذهب المالكية: البسملة ليست من القرآن في غير سورة النمل ([8]).

وهذه المذاهب تدور بين النفي والإثبات، فهناك من نفاها مطلقا كالمالكية ورواية عن أحمد، وهناك من أثبتها في كل المواضع، أو أثبتها في موضع دون آخر.

وقد استدل من أثبتها بأدلة منها:

1 - أن الصحابة قد أثبتوها في المصاحف مع حرصهم الشديد على تجريد القرآن وعدم كتابة شيء معه ([9]).

2 - روى مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله؟ قال:" أنزلت علي آنفا سورة " فقرأ:] بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ [" ([10]).

3 - سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم ([11])

4 - عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم ([12])

5 - عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم ([13])

6 - عن أم سلمة أنها ذكرت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين، يقطع قراءته آية آية ([14]).

7 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا قرأتم الحمد لله فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم أحد آياتها ([15]).

أما من نفاها فقد استدل بما يلي ([16]):

1 - حصول الاختلاف فيها ولو كانت قرآنا لما اختلف فيها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير