تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا إضافة إلى الأوجه السابقة الدالة على عدم الاعتداد به فإنه كذب محض، ذلك أن كل وجهين (صفحتين) من المصحف الكريم تحويان ما يقرب من ألف حرف، وعدد الأوجه من أول السورة إلى الآية المشار إليها يبلغ (17.5) تقريبا، فإذا اعتبرت هذا العدد عرفت البون الشاسع بين ما ذكره الكاتب وبين الحقيقة؛ ولذا رأيت في بعض طبعات تلك الورقة المعدلة أن هذا الرقم (2001) هو عدد الكلمات من أول السورة إلى الآية المشار إليها، وهذا أيضا غير صحيح ذلك أن العدد الحقيقي للكلمات هناك يزيد على (2920) كلمة.

وإذا أحسنَّا الظن بالكاتب قلنا إنه لا يحسن العَدَّ، ذلك أن الكلمة عند أهل العربية على ثلاثة أقسام:

1 – الاسم.

2 – الفعل.

3 – الحرف الذي جاء لمعنى نحو: من، على، إلى، والباء وغيرها من حروف الجر وما في حكمها، وهكذا الضمائر سواء كانت متصلة أو منفصلة فإنها تُعد كلمات أيضا.

الثامن: زعم الكاتب أن المركز المشار إليه يقع على شارع اسمه: " جرف هار ".

وهكذا كذب مُلَفَّق، وقد سألت من يعرفون تلك البلاد فلم يعرفوا هذا الاسم، كما اطلعت على بعض المعلومات والخرائط التي توضح الموقع وما حوله عبر الشبكة العنكبوتية، وليس لهذا الاسم ذكر في شيء من ذلك.

ثم لو فرضنا جدلا أن هذا هو الاسم الحقيقي لشارع فنقول: إن هذا الاسم أعجمي، والقرآن بلسان عربي مبين، ومعلوم أن الألفاظ قوالب المعاني، وإنما تُفَسَّر الألفاظ بحسب ما وُضِعَت له من المعاني في اللغة التي تضاف إليها، فكم من لفظة أعجمية توافق لفظا كلمة عربية وتناقضها في معناها ومدلولها، ولا يقول أحد له أدنى مسكة من عقل بأن هذه الألفاظ المتوافقة في مجرد اللفظ أنها تُحمل على مدلول واحد.

ومعلوم أن (الجرف) في العربية هو المكان الذي يأكله السيل (29).

وأما (الهار) فإن أصل الكلمة هذه الكلمة يدور على معنى واحد وهو السقوط والانهدام (30).

ولا يبعد على هذا الكاتب وأمثاله أن يخرج علينا باستنباط جديد بعد أن عرف معنى هاتين الفظتين في لغة العرب، وهو أن يقول بأن المبنى المشار إليه يمر بجانبه نهر، فهو يقع على ضفافه وبالتالي فهو على جرف هار، والدجل ليس له حد ينتهي إليه.

وفي الختام أنبه القارىء الكريم أن المقصود الأهم من كتابة هذه الورقات إنما هو التنبيه على حال هذه المُخْتَلَقَات وهي كثيرة ومتنوعة وذلك بعرضها على ميزان العلم فينكشف أمرها، وهذا الذي بين يديك يمكنك أن تعتبر به حال كثير مما يمر بك مما قد يستهوي بعض السذج والبسطاء، والله الموفق.

كتبه

د. خالد بن عثمان السبت

2/ 3/1423 هـ


الحاشية:
(1) إسناده صحيح. أخرجه أبو عبيد (1/ 58)، وابنُ أبي شيبة (10/ 512 – 513)، وسعيد بن منصور في تفسيره (1/ 181)، والحاكم (2/ 514)، والبيهقي في الشعب (2084).
(2) إسناده صحيح. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في الفتح (13/ 271)، وابن سعد (3/ 327)، وابن جرير (30/ 60 - 61)، والبيهقي في الشعب (2084)، وأصله في البخاري مختصرا.
(3) إسناده صحيح. أخرجه ابن جرير.
(4) إسناده صحيح. أخرجه أبو عبيد، وابن جرير.
(5) إسناده صحيح. أحرجه ابن جرير. ولعل السائل أورد عليه مسألة مُتَكَلَّفَة، وإلا فمن المعلوم أن السؤال عما يعني في التفسير وغيره أمرٌ غير مُسْتَنكَر.
(6) إسناده صحيح. أخرجه ابن جرير، وابن سعد.
(7) إسناده صحيح. أخرجه أبو عبيد، وابن جرير.
(8) إسناده صحيح. أخرجه أبو عبيد، وابن جرير، وابن أبي شيبة.
(9) إسناده صحيح. أخرجه ابن جرير.
(10) إسناده صحيح.
(11) إسناده جيد. أخرجه أبو عبيد.
(12) إسناده صحيح. أخرجه أبو عبيد، وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، والبيهقي في الشعب.
(13) إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة، والبيهقي في الشعب، وأبو نعيم في الحلية.
(14) إسناده صحيح. أخرجه ابن جرير.
(15) إسناده صحيح. أخرجه أبو عبيد.
(16) انظر: الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية ص 706.
(17) العقود الدرية ص 26، وهو في الكواكب ص 78.
(18) للتوسع انظر على سبيل المثال: سنن الدارمي (1/ 53) فما بعدها، الموافقات (4/ 286).
(19) انظر في ذلك على سبيل المثال: فنون الأفنان لابن الجوزي ص 245 فما بعدها، البرهان للزركشي (1/ 249)، الإتقان للسيوطي (1/ 197)، جمال القراء للسخاوي (1/ 231).
(20) ورأيت بعضهم يحتج له بأن الله جعل خزنة النار تسعة عشر.
وهذا لحكمة يعلمها الله تعالى ولكن ما وجه الإعجاز في ذلك؟ وهكذا سائر الأعداد المذكورة في القرآن كابواب النار وغير ذلك وسيكون بيان ذلك كله – إن شاء الله – في غير هذه الورقات عند الكلام على التفسير العلمي للقرآن.
(21) مع أننا نقول في الوقت نفسه: إن هذا الترتيب وقع عليه إجماع الصحابة رضي الله عنهم في زمن عثمان رضي الله عنه، فينبغي اتباعه في طباعة المصاحف، ولا تصح مخالفته.
(22) أخرجه أحمد (4/ 107)، والبيهقي في السنن (9/ 188)، وسنده حسن، وذكره الألباني في الصحيحة (1575).
(23) أخرجه البخاري (2004)، ومسلم (1130).
(24) انظر: الفتح (4/ 291)، وانظر (7/ 323).
(25) مفتاح الدار السعادة ص 538 – 539.
(26) انظر: الفتح (7/ 323).
(27) قال في الفتح (4/ 248): وسنده حسن ".
(28) السابق، وللتوسع في هذا الحساب راجع: صبح الأعشى (2/ 382 - 401).
(29) انظر: المفردات للراغب (مادة: جرف).
(30) انظر: المقاييس في اللغة، كتاب الهاء، باب الهاء والواو وما يثلثها.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير