تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إنك عندما تدخل السوق وتجد منتجاً أمريكياً فتتركه تتحرك فيك مشاعر الإيمان لأنك ما تركته إلاّ براءة من الكفار وولاءً للمؤمنين.

وأقول أيضاً إذا لم يكن بالإمكان أن نقاطع كل سلعة أمريكية فلا أقل من أن يقاطع الواحد منا ولو عدداً يسيراً من هذه المنتجات من أجل هذا الهدف العظيم.

سادساً: إحياء عقيدة الولاء والبراء، التي أصبحت مع كل أسف ضعيفة هزيلة في نفوس كثير من المسلمين، والأمة تحتاج إلى هذا المبدأ وبخاصة في هذه العصور المتأخرة التي ضعفت فيها العقيدة لدى كثير من المسلمين.

سابعاً: إن ما حدث ينطبق عليه قوله تعالى: (لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ) (النور: من الآية11)، وكما أن الإفك وحادثة الإفك كانت عظيمة ومؤثرة فنزل فيها هذا القرآن العظيم (لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (النور: من الآية11)، فإن ما رأيناه من احتجاجات واستنكارات عالمية يبيّن أن في هذه الأمة خيراً وأنها مستعدة لمواجهة عدوها متى ما سنحت الفرصة المشروعة لذلك، ومما يتأكد في هذا الجانب وقوفنا مع المجاهدين الصادقين في ميادين الجهاد العظيمة في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان دعماً لهم بكل وسيلة ممكنة وأخص الدعم المادي لإثخان العدو في ميادينه المباشرة، وفي غيرها من الميادين تكون المواجهة بفضح أمريكا وعملائها وتجريدها من مقوماتها التي تدعيها كالديمقراطية والحرية وغيرها وهذا من جملة جهاد اللسان (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) (التوبة: من الآية73) فلنجاهدها في ميادين الجهاد الحقيقية بالسنان ولنجاهدها في البلدان الأخرى باللسان فضحاً وتشهيراً وبياناً لجرائمها عبر التاريخ وما تفعله بالمسلمين.

وأخيراً فإن ما حدث هو من حفظ الله لهذا القرآن العظيم (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)، إن حفظ القرآن ليس فقط حفظ نصه وإنما يشمل ذلك حفظ لمنزلته ومكانته، فما حدث من ردة فعل قوية من المسلمين وكيف سُرِّب هذا الخبر من داخل معتقلات غوانتانامو على أيدي الأمريكيين أنفسهم إنه دليل عظيم على حفظ الله لكتابه وحمايته لكتابه جل وعلا وإبراز لمكانته في قلوب المسلمين جميعاً.

وبالمقابل ومما يجعلني أتفاءل وألتمس بعض جوانب الخير في هذا الحدث هو أن أمريكا تتساقط من قلوب الناس وهذا مؤذن بإذن الله بسقوطها من أرض الواقع طال الزمان أو قصر وعلامة ذلك شاهدة بارزة ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم: «ولكنكم تستعجلون»، فأبشروا وأمّلوا، فالعدو مخذول والظلم مرتعه وخيم (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59)

أسأل الله أن يحمي هذه الأمة وأن يحفظها وأن يذل أعداءها وأن يجعل الدائرة عليهم.

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر: موقع المسلم ( http://www.almoslim.net)

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2005, 07:26 ص]ـ

د. وسيم فتح الله

قال الله تعالى:"فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً" (البقرة200)، فجعل انتصار المرء لحظ نفسه وأبيه وعشيرته حداً أدنى لا يقل عنه ذكره وانتصاره لأمر الله عز وجل ولله تعالى المثل الأعلى، فمن كان انتصاره لنفسه أو لأبيه أو لقومه أشد من انتصاره لله تعالى ولأمر الله تعالى فقد باء بالخسران المبين، وخرج عن زمرة العقلاء إلى زريبة البهائم إن أُطعمت سكتت وأن جاعت هاجت، ليس لها وراء ذلك من غاية، فلا ترفع بالحق صوتاً ولا تأخذ على الباطل بيد، ولكن لا غرابة في ذلك فهذه إنما هي بهائم إن عقلها أصحابها لم تدر فيما أُعقلت، وإن أرسلها أصحابها لم تدرِ فيما أُرسلت، فالخزي كل الخزي والعار كل العار أن يتحول الإنسان إلى تلك البهيمة البكماء الصماء لا ترفع رأساً ولا صوتاً إلا لحاجة بطنها وفرجها ليس إلا ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير