ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 May 2005, 09:47 م]ـ
أدان 37 من كبار علماء الشريعة في المملكة العربية السعودية الجريمة الأمريكية النكراء التي ارتكبها الجنود الأمريكان في غوانتانامو بتدنيس المصحف الشريف إمعاناً في إيذاء نفسيات سجنائهم من أبناء المسلمين، مشددين على مثل أن هذه الجريمة لا تصدر إلا عن نفوس قد ملئت بالحقد والبغضاء للمسلمين ودينهم وكتابهم وتجردت من جميع صور الاحترام للإنسان
وأكد العلماء –في بيان لهم- أن هذه الجريمة تأتي في إطار مسلسل من الانتهاكات التي يتعرض لها المسلمين ومساجدهم وعلمائهم ومعتقداتهم، مشددين على ثبوت وقع هذه الجريمة بعد ما ذكره المعتقلين المفرج عنهم من قاعدة غوانتانامو، وطالبوا حكومات العالم الإسلامي وعلمائه ومثقفيه وشعوبه أن يقفوا وقفة حازمة جادة تجاه تدنيس كتاب الله، كما طالبوا منظمات حقوق الإنسان والهيئات الدولية بشجب وإدانة هذه الجريمة النكراء
وقلل علماء الشريعة في المملكة من جدوى إصدار البيانات الإعلامية الاعتذارية عن الجرائم التي يمارسها الجنود الأمريكان، مشددين على ضرورة محاكمة من اقترفوا هذه الجرائم، ومحذرين أمريكا من استهتارها بمقدسات المسلمين ومعتقداتهم فأمريكا –بحسب البيان- لن تنال مرادها من عدوانها على المسلمين ومقدساتهم وإنما تضاعف أسباب كرهها وبغضها من المسلمين في كل أقطار الأرض وتثير العداوات بين الشعوب.
وختم العلماء بيانهم بالإعراب عن ثقتهم التامة ويقينهم القاطع بأن الله سينتصر لكتابه ويحفظه من كل حاقد ومجرم، وثقتهم أن عقوبة الله في الدنيا قبل الآخرة محيطة بأعداء الله الكافرين الذين ينالون من كتابه ودينه فوق كل أرض وتحت كل سماء جزاء جرائمهم وظلمهم وعدوانهم.
وهذا هو نص البيان الذي أصدره علماء الشريعة بالمملكة العربية السعودية:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.
فقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر إساءة الجنود الأمريكان في غوانتانامو للقرآن الكريم وتدنيسه بالنجاسات وإلقائه في المراحيض إمعاناً في إيذاء نفسيات سجنائهم من أبناء المسلمين، إننا في موقع علماء الشريعة إذ نستنكر هذا الفعل الإجرامي الآثم الذي لا يصدر إلا عن نفوس قد ملئت بالحقد والبغضاء للمسلمين ودينهم وكتابهم وتجردت من جميع صور الاحترام للإنسان ومعتقداته وخياراته في الحياة فإننا نؤكد على الأمور الآتية:-
1 - إن هذا الفعل الإجرامي يأتي في سياق مسلسل خطير من الجرائم التي تصدر من أمريكا حيال المسلمين في مواقع مختلفة وبصور متعددة من انتهاك لحرمات المساجد وقتل للعلماء والنساء والأطفال وتدمير للمدن وانتهاك للأعراض وتعذيب للسجناء وإيذاء لمشاعر المسلمين في معتقداتهم وشعائرهم والنيل من نبيهم.
2 - إن هذه الجريمة بالذات قد تُحُدِّث عنها في وسائل الإعلام من قبل العديد ممن أفرج عنهم من معتقل غوانتانامو وكذلك تحدثت عن ذلك وسائل الإعلام في العراق وفي أفغانستان وبالتالي فالأمر متكرر من الجنود الأمريكان وليس بجديد.
3 - إننا نطالب حكومات العالم الإسلامي وعلمائه ومثقفيه وشعوبه أن يقفوا وقفة حازمة جادة في الموضوع وأن يعلموا أمريكا أن كتاب الله عزيز عليهم ولن يسمحوا بتدنيسه وفي السياق نفسه فإننا نشكر الشعوب التي بادرت إلى الاحتجاج على الجريمة ونشكر الحكومات والهيئات والمنظمات التي أعلنت استياءها ومطالبتها بمحاكمة المجرمين وفي مقدمة هؤلاء الحكومة السعودية.
4 - نطالب المنظمات الدولية وناشطي حقوق الإنسان في العالم أن يشجبوا هذه الجريمة النكراء التي تنتهك أعظم وأغلى حقوق الإنسان وهي عقيدته ودينه في الوقت الذي تزعم أمريكا في إعلاناتها السياسية أنها تدعوا إلى حرية الإنسان في اختيار عقيدته ودينه وهي تمارس الاعتداء على هذا الحق الغالي على أهله.
5 - نطالب المفكرين والمثقفين والعلماء في أمريكا بأن يقفوا وقفة حازمة في مواجهة هذه الممارسات السيئة التي سيكون لها أوخم العواقب على علاقة الشعب الأمريكي مع العالم الإسلامي.
¥