تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولتوضيح الفرق نشير الى ان المستعمل للغة عادة يكون منشغلا بمحتوى اللغة ومآربه حتى تشف اللغة أو تندك فى مقصوده فلا يلاحظها. أما الناقد اللغوي كالوليد فله شأن آخر مع المتكلمين:انتباه الى المحتوى وانتباه الى اللغة فى ذاتها. ومن ثم تأهل أكثر من غيره الى الفتوى فى القرآن. ولا شك انه سيكون لرأيه تبعات ثقيلة جدا. تبعات لم تفت ماكرا كأبي جهل فبادر الى شن حرب نفسية يتوسل بها الى إحداث ما هو شبيه بالتنويم المغناطيسي ليؤثر على صاحبه فتأتي الفتوى على مقياس الاشتهاء.

إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوه لك.

فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر أو أنك كاره له.

فكأن أبا جهل يريد أن يلقن صاحبه الجواب. لكي لا تقع الكارثة.

لكن الله قدر أمرا آخر:

ان يصدر وصف القرآن من خبير فى اللغة والأساليب من جهة. وهذا الخبير واقع فى ظرف عصيب كل مفرداته تدعو الى مناوءة القرآن من جهة.

المقام الثالث:

قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلوا وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته.

هذا اعتراف الخبير. وأبو جهل كان يعرفه مسبقا. لذلك حاول "استصدار الفتوى".لكن سلطان القرآن على قلب الوليد كان أقوى بكثير من "وسوسة" أبي جهل في أذنه.

وهكذا يصبح قول الوليد المحفوظ فى الناس بالتواترحجة على العربي والعجمي والاحمر والاسود.

وإن لم يذعنوا له لزمهم الا يذعنوا لقول صيرفي فى نقود ولا قول طبيب فى مريض ولا شهادة مهندس فى بناء. فهل يلتزمون؟؟؟

وشاء الله أن يصدر هذا الرأي من كافر عدو لله ولرسوله ولكلامه. ليكون قوله فى القرآن فوق كل الشبهات. وليشهد العالم أن احتمال تواطؤ أو مجاملة غير وارد عند العقلاء. والحق ما شهدت به الأعداء.

ثم انظروا الى أمر آخر:

قال: فدعني حتى أفكر

ففكر

فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره.

هاهو صوت الهوى بعد العقل. وشتان بين التلقائية والتكلف. وبين الصدق والكذب. قال: فدعني حتى أفكر. هل سيفكر فى القرآن.؟ هيهات. بل سيفكر فى الكذبة التي سيقولها للناس.

المقام الرابع:

أسلوب الوليد فى هذه الواقعة عجيب. فهو يرتفع -حين الصدق-الى درجة عليا من البلاغة. فوصفه للقرآن قطعة فنية لا تجارى. والظاهر أنه قال ذلك على البديهة قال ابن عاشور: وقد روي أن الفقرات الشهيرة التي شهد بها الوليد بن المغيرة للقرآن من قوله (إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما هو بكلام بشر) قالها عند سماع هذه الآية -يقصد (أن الله يأمر بالعدل والإحسان) الآية-.

ويشاء الله ان يحكم الحجة: الوليد يشهد لبلاغة القرآن. وشهادته نفسها تنادي ببلاغة صاحبها. فتكون الحصيلة شهادة بليغ بتفوق بليغ خصم. وهذا منتهى الانصاف.

ثم انظر الآن الى من كان محلقا فى أعالي الفصاحة-وهو صادق-كيف يهوي به التكلف

الى حضيض الكلام-وهو كاذب-.

لم يجد الغبي إلا أن يقول: هذا سحر.وهو تعليل من حقه أن يصدر عن السذج من الأطفال. لكنه الهوى و"التفكير".

نخلص من هذه الاعتبارات الى تأكيد ما قررناه من أن الحجة قد قامت علينا بمثل هذا الذي وصل الينا ممن هو أهل للتحدي. أما نحن فلا يحق لنا ان نسلك انفسنا فى زمرتهم إلا إذا كنا مصابين بداء الجهل المركب.واسمحوا لي بهذا المثل الخارج عن اللياقة-لكنه العي والفهاهة-

عندما يسقط الملاكم خصمه الذي هو من وزنه فى الدقيقة الاولى هل تعتقدون أنه سيتحدى امرأة من الجمهور. وإن فعل فعلى سبيل الدعابة فقط ..... أما إن كان جادا فمن المؤكد أن الجمهور سيحتفظ فى ذاكرته بصورة الملاكم الغبي أكثر من صورة الملاكم القوي.

فهل يتعظ صاحب "أسرار القرآن" ويدرك -أننا وأنه -يستحيل علينا أن نكتشف في لغة القرآن ما خفي عن العين الفاحصة العالمة مع استدام التأمل وطول الأمد.

هذا والأمر يتعلق بكفار العرب وأجلافهم.حيث مجرد التفكير فى الدنو منهم ينادي على صاحبه بالجهل المركب. أما ادعاء مزاحمة الصحابة فأقله أن يعود صاحبه لا بخفي حنين بل بالجهل المثلث.

وهذا محور نصيحتنا للشيخ صلاح الدين فى المناسبة القادمة إن شاء الله.

ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[29 Aug 2005, 12:00 ص]ـ

اقتباس:

قال أبو عبد المعز: ((والخلط واضح بين التفكير كعملية نفسية داخلية لا يمنعها أحد ولا صاحبها. وبين التفكير الصحيح. فليس الشأن أن تفكر ولكن ان تفكر بمنهج صحيح ..... وقد ثبت عندنا قطعا أن السلف أزكى وأعلم وأحكم ... فيكون الخضوع لهم ليس الغاء للعقل كما زعموا بل هو عين العقل ....

وإن كان الرجل معتدا بعقله وفكره .... فإنني معتد بما أقرأ فى فاتحة الكتاب:"اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم"

وإن كان لا بد من التفكير فليفكر: لماذا قال الله تعالى ذلك؟ ولماذا جعلها فى الفاتحة دون غيرها من السور؟ ولماذا لا تقبل صلاة من غير الفاتحة المتضمنة لتلك الآية؟

فلينظر بعدها كيف يستقيم له أن يدعو ربه أن يهديه الى صراط السالفين ... وبعد الصلاة يلتمس الهداية من عقله وفكره.

هذا الموضوع هو محور نقدنا القادم لصاحب موقع اسرار القرآن.

اللهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم لا صراط غيرهم. آمين. [/ QUOTE])).

يرجى من الأخ أبو عبد المعز أن يطلع على:

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=7529

لعله يراجع نفسه، ويقلع عن عادته، ويعترف بأنه مخطىء في كل ما قال. ولا يخفى عليه أن الاعتراف بالخطأ فضيلة، وأن إصراره على الخطأ كإصراره على النقد الذي لا يقوم على الحجة والبرهان، بل يتخطى الحجج والبراهين وأقوال السلف من أهل اللغة والتفسير، ثم يدعي أنه على صراطهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير