تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأزهرى يظن أنه مستطيع بما علمه إياه الكاوبوى اللعين أن يَسُوق البَلَه على الشيطنة، ناسيًا أننا نستطيع أن نعهد به إلى أحد المتصلين بعالم الجن والعفاريت ممن كان يعمل معهم فى صباه وشبابه فى قريته فيطرد الشياطين التى تركبه بعصا غليظة يظل يضربه بها فوق ظهره وعلى أجنابه حتى يظهر له صاحب، آكلاً بهذه الطريقة علقةً لم يذقها حمار فى مطلع ولا حرامى فى جامع، علقة يظل يحلم ويحلف بها طول العمر! لقد كنا، ونحن صغار، نردد أن الفلاح إذا أراد أن يتمدن يجىء لأهله بمصيبة، وها هو ذا شيخنا الأزهرى يريد أن يتأمرك، فجلب المصائب على أم رأسه وأورد نفسه موارد الجحيم، لعن الله كل أفاق كذوب!

ولمزيد من التفصيل نعيد القول بأن الأفاق، تشكيكا منه فى أحاديث سيد الأنبياء والمرسلين، يزعم أنه عليه السلام "كانت وظيفته التبليغ فقط، ويشمل التبليغ أنه كان شاهدا ومبشرا ومنذرا وداعيا الى الله ومعلما للقرآن ومزكيا للمسلمين بالقرأن، ولكنه كان فى كل ذلك يتكلم بالقرآن فقط " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ: الأعراف 2"، "وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ: الأنعام 51"، "نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ: ق 45" ومن الطريف أن النبي عليه السلام خطب الجمعة أكثر من خمسائة مرة ومع ذلك فلم يحفظ له العصر العباسي خطبة جمعة واحدة لأنه كان يخطب الجمعة بالقرآن، ولأنه كان مبلغا فقط فلم يكن من حقه التشريع، لأن التشريع حق الله وحده، لذلك كان يسألونه عن أشياء تكرر ذكرها فى القرأن من قبل وكان فى وسعه أن يجيب بمجرد قراءة القرآن والاستشهاد به، ولكنه كان ينتظر أن تأتى الإجابة من الله "يسألونك عن"، "قل"".

هذا ما قاله البكّاش النتّاش، فهل فى الآيات التى ساقها هنا كلمة واحدة تَنْهَى النبى عن أن يتكلم بشىء يوضح به القرآن أو يجادل به الكفار ويرد على عنادهم وشبهاتهم؟ أبدا، وكل كلام غير هذا إنما هو كذب فى كذب! إن القرآن والسنة النبوية إنما يشبهان معًا كتابا ذا هوامش وحواشٍ: القرآن فيه يمثل النص الأصلى، والحديث يقوم بدور الشارح، ولا تعارض البتة بين الاثنين. وكلام الرسول وأفعاله هى جزء من الوحى، إلا إذا اجتهد الرسول عليه السلام من عند نفسه، ولم توافقه السماء على ما اجتهد، فعندئذ ينزل القرآن منبها إياه بوجوب العدول عن هذا أو باستحسان ذلك العدول على الأقل: "عَبَسَ وتولَّى* أنْ جاءه الأعمى* وما يدريك؟ لعله يزَّكَّى* أو يَذَّكَّر فتنفعه الذكرى* أما من استغنى* فأنت له تَصَدَّى* وما عليك ألاّ يَزَّكَّى* وأما من جاءك يسعى* وهو يخشى* فأنت عنه تَلَهَّى* كلا، إنها تذكِرة" (عبس/ 1 - 11)، "يا أيها النبى، لِمَ تحرِّم ما أحل الله لك؟ تبتغى مرضاة أزواجك، والله غفور رحيم" (التحريم/ 1)، "وإذا قيل لهم: تعالَوْا يستغفر لكم رسولُ الله لَوَّوْا رؤوسهم ورأيتَهم يَصُدّون وهم مستكبرون* سواء عليهم أَسْتغْفَرْتَ لهم أم لم تستغفر لهم. لن يغفر الله لهم، والله لا يهدى القوم الفاسقين" (المنافقون/ 5 - 6)، "يا أيها النبى، إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله" (الممتحنة/ 12)، "قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله، والله يسمع تحاوركما. إن الله سميع بصير" (المجادلة/ 1)، "يا أيها الذين آمنوا، إذا ناجيتم الرسول فقَدِّموا بين يَدَىْ نجواكم صدَقة" (المجادلة/ 11)، "ما كذَب الفؤادُ ما رأى* أفتُمَارُونه على ما يرى؟ " (النجم/ 11 - 12)، "يا أيها الذين آمنوا، لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى، ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تَحْبَط أعمالكم وأنتم لا تشعرون" (الحجرات/ 1)، "لقد رضِىَ الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا" (الفتح/ 18)، "لقد صَدَق اللهُ رسولَه الرؤيا بالحق لَتَدْخُلُنَّ المسجد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير