تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا: الطلاق 10 - 11" فهو كلام لا يستحق عنت الرد عليه، اللهم إلا لتنبيه من لا يدرى أن هذا الكائن جاهل جهلا مغلظا وأنه لا يعرف فى العلم إلا التشادقات المغثية للمعدة، وإلا فكيف يقول الله عن القرآن إنه "يتلو عليكم آيات الله مبيِّنات"؟ هل يعقل أن يتلو القرآن ما فيه من الآيات؟ أفتونى يا سادة يا كرام بشأن هذا القىء الذى يسلحه هذا الجاهل من فمه! ومثل ذلك زعمه أن كلمة "الرسول" قد تأتى بمعنى كلام الله، أى صفة من صفاته، ويستحيل أن يكون مقصودا منها النبي محمد، كما فى قوله تعالى: " لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً: الفتح 9". ترى هل يمكننا مثلا أن نسبِّح كلام الله؟ إن المقصود هو الإيمان بالله ورسوله، وكذلك تعزير الله وتوقيره وتسبيحه. وقد تكررت الآيات التى يتقدم فيها ذكر شخصين أو شيئين ثم لا يعود الضمير بعد ذلك إلا على واحد فقط، مثل: "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشِّرْهم بعذابٍ أليم" (التوبة/ 34)، "وإذا رَأَوْا تجارةً أو لَهْوًا انفضّوا إليها وتركوك قائما" (الجمعة/ 11)، "فلا يُخْرِجَنّكما من الجنة فتَشْقَى" (طه/ 117)، وعلى ذلك فلا مشكلة هنا، ولا موضع أيضا لحذلقات الغباء الماسخة التى يظن صاحبها أنه أتى بالذئب من ذيله!

وبعد، فأود أن أختم دراستى هذه ببعض الخطوط البارزة فى شخصية الدكتور أحمد صبحى منصور مأخوذة من كتاباته هو: إنه يدعو إلى الاستعانة بالتدخل الأجنبى، رافضا فى ذات الوقت أى حل تقدمه المعارضة الوطنية (وبالذات الإسلامية، التى يتهمها دون سائر طيوف المعارضة بأنها تسعى إلى الحكم بالأساليب الدموية التى ستدمر الوطن كله فلا تبقى منه شيئا)، اللهم إلا ما نادى به خالد محيى الدين ("فارس الوطنية المصرية والشيخ الأكبر لليسار المصرى والعربى" كما يلقبه بهذا اللقب الطنطان، الذى لم ينزل الله به من سلطان) من الاستعانة بهذا التدخل حسبما ذكر. والتدخل الأجنبى، كما جاء فى كلامه، هو التدخل الأوربى والأمريكى. وإلى القارئ بعض ما كتبه كويتبنا فى هذا الصدد، وهو مأخوذ من مقال بعنوان: "إلى المعارضة المصرية: لا بد من الاستعانة بالأجنبى لمنع الحرب الأهلية القادمة": "ان شعارات الناصرية فى رفض التدخل الاجنبى لم تعد تلائم العصر الحالى. الاستعمار القديم انتهى، بل وقد ثبت لدينا بالدليل العملى ان ذلك الاستعمار أفضل وأكثر تحضرا وشفقة من الاستبداد المحلى الحالى الذى أضاع البلاد والعباد. لم يعد مستساغا ان يتخفى حاكم فرد خلف شعار الوطنية ليستأثر وحده بالوطن ويكون الشعب كله أسيرا فى قبضته ويقوم فيهم بدور الاله يعز من يشاء ويعذب من يشاء، فاذا تدخل المجتمع الدولى للدفاع عن حقوق الانسان او لطلب الاصلاح السياسى والديمقراطية هب ذلك الفرد يرفض ذلك معتبرا دعوة العدل والاصلاح تدخلا فى الشئون الداخلية لا ترتضيه العزة الوطنية والقومية. لقد آن لهذا الغباء أن ينتهى من عقولنا. ان عصرنا الجديد هو عصر القرية العالمية الواحدة التى تم الغاء المكان والزمان فيها، والتى أصبح فيها الفرد العادى مستحقا للتمتع بكل حقوق الانسان ومتمتعا بحماية المجتمع الدولى الذى جعلته ثورة الاتصالات شاهدا على كل ما يحدث فى العالم من انتهاكات. شعارات الناصرية والقومية والسلفية الوهابية لم تعد تتفق وعصر حقوق الانسان الفرد الذى يجب على الحكومات ان تعمل لخدمته ورفاهيته لا لتسلبه كرامته وحقوقه. لا بد للمعارضة المصرية ان تعايش العصر و لا بد لها أن تتخلص من ذلك التراث الماضوى وتخاطب المجتمع الدولى تطالبه بالتدخل الفورى السريع لانقاذ مصر وحضارتها وسكانها من حرب أهلية قادمة لن تبقى ولن تذر. اذا أصر شيوخ الناصرية واليسار والسلفية السياسية والدينية على رفض التدخل الأجنبى حرصا منهم على ثقافة بالية فليتذكروا ان فارس الوطنية المصرية والشيخ الأكبر لليسار المصرى والعربى الاستاذ خالد محيى الدين لا يرى بأسا فى التدخل الاجنبى الايجابى لاقرار الحق والعدل".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير