تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

على البوح به لقرائى صديقى الدكتور سعد الدين ابراهيم– رفيق النضال والكفاح ضد الطغيان فى جلسة فى بيتى فى مدينة الاسكندرية مقاطعة فرجينيا الامريكية – كان معنا الكاتب الصحفى الصديق مجدى خليل أخذنا نستعيد فيها ذكريات الماضى وآمال المستقبل. تحدثت عن اضطرارى للصلاة فى بيتى وشكاوى القراء المسلمين المتنورين فى أمريكا من تخلف خطباء المساجد وجهلهم والصورة السيئة التى يقدمونها عن الاسلام. أخذَنا الحديث الى ضرورة وجود مسجد يتعلم فيه المسلمون الاسلام الحقيقى البعيد عن التطرف وثقافة الارهاب والذى يمكن أن تنبت فيه نواة لمدرسة يتعلم فيها أئمة يبشرون بالاسلام الحقيقى بين المسلمين ليثبتوا للغرب التناقض بين الاسلام والتطرف. اقترح الدكتور سعد الدين ابراهيم أن أتوجه بهذه الفكرة الى القراء المسلمين فى كل مكان طالبا الرأى والمشورة، وهأنذا أفعل. ما رأيك عزيزى القارىء فى أن نقيم مسجدا فى مقاطعة الأسكندرية فى ولاية فرجينيا يكون قلعة للدفاع عن التعاليم الحقيقية المنسية للقرآن الحكيم وليكون فيه مدرسة يتعلم فيها ويتخرج أئمة مسلمون يواكبون العصر– عصر الديمقراطية وحقوق الانسان؟ تعضيدكم لهذه الفكرة يمكن ان ينقلها الى حيز الامكان، وانا فى انتظار رسائلكم".

وهو يرى أن من حق أمريكا، حفاظا منها على مصالحها، أن تفعل بنا وبالدنيا ما تشاء، وفى ذات الوقت ينتقد المسلمين الأوائل لفتحهم البلاد ونشرهم التوحيد بدل التثليث والثنوية والوثنية، كما يدعى على المسلمين الحاليين المزاعم القاتلة متهما إياهم بالإرهاب واضطهاد الأقليات: "الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية عندنا تتعرض لدرجات مختلفة من الاضطهاد ويسرى التعتيم عليها حتى لو وصل الأمر الى ارتكاب المذابح العرقية كما حدث من قبل فى العراق ثم فى دارفور. اذا فشل التعتيم وتدخل الغرب لاقرار العدل وللدفاع عن المظلوم اتهمناه بالتدخل فى شئوننا الداخلية وبالتآمر على العرب والمسلمين. حدث هذا حين تدخلت أمريكا والغرب لاغاثة ضحايا دارفور الأفارقة المسلمين من مذابح أرتكبها فى حقهم (أشقاؤهم العرب المسلمون). بل ان التعتيم قد يصل الى تجاهل دور أمريكا والغرب فى حماية مسلمى كوسوفا من الابادة الجماعية على يدى الصرب المسيحيين لأنه لا يصح ان نذكر أى ايجابية لأمريكا والغرب. مقابل هذا التعتيم والتجاهل تنطلق حناجرنا بالصراخ حين ترسل احدى المنظمات الوهابية الأمريكية شكوى كاذبة الى الصحف العربية تشكو من التمييز الذى تزعم وقوعه فى مجتمع المسلمين الأمريكيين. وكم عانى مركز ابن خلدون وصاحبه دكتور سعد الدين ابراهيم حين فتح بصراحة ملف الأقليات فى الوطن العربى مطالبا باعطائهم حقوقهم بالمساواة والعدل، فتعرض لاضطهاد وأغتيال معنوى للشخصية شارك فيه مثقفو الاستبداد والاستعباد من دعاة القومية العربية وفكر الستينيات العظيم الى دعاة السلفية الوهابية السياسية مع ذيول الحاكم المستبد القائم. أولئك جميعا هم الذين تزدهر بهم ثقافة العبيد.

ان ثقافة العبيد هى عملة رديئة لها وجهان: الأول الخنوع للقريب الظالم واستعذاب ظلمه سواء كان أخا أو أبا أو حاكما، والوجه الثانى هو كراهية الآخر اى الأجنبى لمجرد انه أجنبى مختلف عنا. الأجنبى يبدأ بالمختلف معنا فى الداخل– المختلف دينيا ومذهبيا وعرقيا ولغويا، ثم يمتد ويتضخم ليشمل الأجنبى الغريب فى الخارج. كلما زادت الفوارق بيننا وبين الأجنبى وزادت قوته وازداد احتكاكه بنا ازددنا عداء له مهما فعل من خير لنا. ينطبق هذا على الغرب وأمريكا بالذات، فاذا قدمت أمريكا خيرا فهى مؤامرة، واذا تصرفت أمريكا وفقا لمصلحة شعبها– وهذا هو واجب أى حكومة فى العالم باستثناء حكوماتنا المقدسة- اشتعل الهجوم علي الرئيس الأمريكى لأنه لا يعمل لمصلحة الشعوب العربية كما لو كان رئيسا للولايات المتحدة العربية وليس الامريكية. فى نفس الوقت فان الحاكم المستبد المحلى يرتكب ما يشاء من جرائم ويجد من يدافع عنه ويمجده ويفسر كل خيباته الثقيلة فى ضوء التآمر الامريكى والاسرائيلى. ولو راجعت الأمثلة الشعبية السابقة لوجدتها تنطبق على هذه الحالة المرضية. فضرب الحاكم لنا شرف ومثل أكل الزبيب ونحن نبلع له الزلط بينما نتمنى لأمريكا الغلط، فاذا خيبت امريكا أملنا ولم تغلط بادرنا نحن بالغلط فيها لكى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير