تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- الصوم ليس فرضاً بل اختيارياً [4] ألم تسمع قول الحبيب: الصوم يقلل من الإنتاج؟

وأخذ يوزع الشاي على إخوانه.

- ما هذا لم يبقَ إلا الحج!!!

ضجت الغرفة بالضحك، ونظر طومسون إلى أبنائه بحنان وغمز ابنه (الطيب) الذي قال:

- الحج طقوس وثنية تعبِّر عن الحنين إلى عبادة الأصنام [5]

تنفس طومسون متنهدا وقال (الابن سر أبيه) همهم: " That's my boy " ثم خرج ليستنشق عبق المنشأة .. حاملاً صحن ثمار الصبار وأخذ ينقي بذورها ويرميها ذات اليمين وذات الشمال ..

- يا طومسون، ماذا تبقي من ثمرة الصبار إن رميت ببذورها؟

- أنتم العرب أجهل الناس، ألا تعلم أنني (فنلندي) لذا فأنا أعلم منك بالصبار!!

وأخذ يتمتم (باسخفاف): " عرب ستبقون عرب ... ".

ثم سار مبتعداً ..

التفتُّ إلى الناس المنهمكين بالفك والتركيب، قائلاً:

- وأركان الإيمان، هل بقيت بحالها أم تفككت أيضاً

غرد الشحرور قائلاً:

- كل أركان الإيمان أساطير عدا ركنين: التوحيد والإيمان باليوم الآخر. [6]

- شكراً لكم لقد تفضلتم علينا ... لكن، أأنتم متأكدين أنكم مع التوحيد؟

التفت (حسن) متأففاً

- ما أغباك يا رحيم، الله يرحمك يا ابن عربي، التوحيد هو توحيد الإنسان في بوتقة العالم، فالإنسان والعالم والإله شيء واحد .. بل صفات الكمال للإله هي ذاتها صفات (السوبرمان) البشري. الإله الحقيقي (الله الجديد) وأعني به: " الدافع الحيوي، التقدم، الحرية، الطبيعة، الخبز، الحب ". [7]

صاح (أركون) إلهي الواحد هو: " الأمل، الحرية، المساواة، العدالة ". [8]

- طيب، الإيمان باليوم الآخر لم تمسوه بسوء؟

صاحوا جميعاً: رد يا (أبو زيد) لماذا تصمت؟ فأجاب:

- " اسمع .. مع إنك قليل العلم سأعلمك .. أنا أسمح لك بالإيمان باليوم الآخر عدا: العرش / الكرسي / الملائكة / الجن / الشياطين / الصراط / السجلات / ... وغير ذلك من الأساطير " [9]

وأضاف (الصادق):

- " مكان الحساب على الأرض ليس في السماء .. والعالم المتحضر هو الذي سيربح الجنة (الرفاهية) ". [10]

- لكن أهوال القيامة .. نعيم الجنة عذاب النار .. !!! قل يا (حسن) أنت أحسنهم ...

- " أهوال القيامة معنوية غير حسية، فالجبال لن تهتز .. ولكننا سنراها كذلك لاضطراب قلوبنا [11] أما الجنة والنار فهما شعوريان: راحة الضمير، أو القلق " [12].

- لكن كيف تكون الحور العين معنوية لا حسية؟؟!!!

سمعت قرقرة كصوت الديك التركي .. ميَّزت منها:

- " الحور العين ....... [همهمات وكلام غير مفهوم] ..... ااهغفاته .... إنها .. مباتهخ .... إنها ......... ما تراه من ((((فنون)))) على شاشة التلفاز [13] ".

أذن المؤذن لصلاة المغرب، خرجت كأني لا أعرفهم ... نظرت وإذا طومسون مشغولاً بنزع بذور ثمرة الصبار بشغف ولذة .. صاح كصياح أطفال مبتهجاً:

- " إنَّ نزعَ بذورها والرمي بها في كل اتجاه خير وأمتع من أكلها .. فلا يمكن لمعدتي أن تهضمها ".

- " سأذهب إلى الصلاة، وعندي إحساس بأن ثمرة الصبار ستقودك إلى الحق .. الحق الذي ما سواه باطل ".

استمر طومسون بنزع البذور ... غابت اللذة .. وأخذ ينتزع البذور ويرميها بعصبية غير مبررة

" إما أنا أو أنتِ يا صبيرة " .. ولم ينتبه أن قدمه صارت فوق المياه العادمة ...

تعالوا يا أبنائي .. أنقذوني ..

هرع الأبناء لإنقاذه .. ولكن أحسُّوا بما يشبه الحبل يجذبهم حيث والدهم ..

- ما هذا ما هذا .. أنتم تزيدون من أوزاري ... ليتني لم آتِ بكم .. لا أم لكم ... لا أم لكم ......

استرعى انتباهه صوتين نديَّين قريبين جداً .. وكانا آخر ما سمعته أذناه

سمع إمام المسجد الأول يقرأ آيات تتحدث عن فرعون: " ... فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ..... ".

متداخلا مع صوت إمام المسجد الآخر، وآياته تتحدث عن فرعون أيضاً: " .... يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ... ".

-------

بعد الغداء، قلت لرئيس البلدية: لماذا تذكرت طومسون بعد هلاكه بزمن؟!!

- ألم تعلم، قرروا إغلاق محطة التنقية.

- هل تشاءموا بطومسون؟ .. أم عجزت الأمهات أن يلدن مثله؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير