ويعرف خليل زاده بكونه جزءاً من جهود الولايات المتحدة ومنذ مدة طويلة للحصول على مدخل إلى احتياطيات النفط والغاز في آسيا الوسطى، حيث كان يعمل مستشاراً للطاقة لدى شركة شيفرون، كما عمل مشرفاً لدى شركة النفط الأمريكية العملاقة (ينوكول) التي كانت ترغب في بناء أنبوب للغاز يربط بين تركمانستان وباكستان عبر أفغانستان، كما يعرف عنه تودده للمجموعات المناوئة لصدام وحركة طالبان قبل الغزو الأمريكي لكلا البلدين، وبعده.
عبرت (شاريل بينارد) عن نواياها في تقرير الإسلام المدني الديمقراطي، حيث إن الهدف هو بناء نموذج جديد من الخطاب الإسلامي غير الفعال يكون مصمماً ليتماشى مع الأجندة الغربية لفترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، وبتركيزها على أكثر المصطلحات وضوحاً، لم تدع الكاتبة مجالاً للشك فيما يخص الطموحات العظيمة في مشروعها، وتضيف قائلة: إن تحويل ديانة عالم بكامله ليس بالأمر السهل، إذا كانت عملية بناء أمة مهمة خطيرة، فإن بناء الدين مسألة أكثر خطورة وتعقيداً منها (5).
وتزعم (بينارد) أن الأزمة الحالية للإسلام تتكون من مكونين رئيسين وهما: عدم قدرته على النمو، وعدم الاتصال مع الاتجاه السائد في العالم.
ومن وجهة نظر الكاتبة فإن العالم الإسلامي هو سبب مشكلة الحضارة لأنه لم يتمكن من مواكبة الثقافة العالمية المعاصرة! وتعيد الكاتبة استخدام ما ذكره أحد المستشرقين القدامى عن تصويره للمسلمين بصورة نمطية فتقول: "إن المسلمين هم الوجه الآخر للبربريين" وأن أسلوب حياتهم يتناقض مع أسلوب الحياة لدى الغرب، فإن كان الغرب الحديث حركياً، فإن العالم الإسلامي راكد لا يتحرك، وبينما الغرب يحترم حياة الإنسان والحرية، فإن الإسلام مصاب بداء الاستبداديين والإرهابيين، وحرب الأحاديث (6) التي لا تنتهي، وشباب متعصبون يلبسون المتفجرات ويقدسون الموت ويشجعون المفاهيم التدميرية مثل الشهادة، ولم تأت الكاتبة إلى ذكر الدعم الغربي للأنظمة الاستبدادية العلمانية، ولا إلى برامج "إسرائيل" التي لا تنتهي ضد الفلسطينيين، ولا إلى العنصرية العرقية التي تمارس ضد المسلمين في أوروبا الشرقية والشيشان، وبالطبع إهمال القصف الأمريكي العنيف لأفغانستان والعراق.
اتجاهات فكرية
ومن أجل خلق صلات وثيقة مع القوى المحبة للغرب، يقترح التقرير تحديد أربعة اتجاهات فكرية في المجتمعات المسلمة للمنافسة في التحكم بقلوب المسلمين وعقولهم:
1 المتشددون الذين "يرفضون قيم الديمقراطية والحضارة الغربية المعاصرة".
2 التقليديون "الذين يشككون في الحداثة والابتكار والتغيير".
3 الحداثيون الذين "يريدون من العالم الإسلامي أن يكون جزءاً من التقدم الذي يسود العالم".
4 العلمانيون الذين "يريدون من العالم الإسلامي أن يتقبل فكرة فصل الدين عن الدولة".
ويقول التقرير إن أنصار الحداثة والعلمانيين هم أقرب هذه الفئات للغرب، ولكنهم بشكل عام في موقف أضعف من المجموعات الأخرى، حيث ينقصهم المال والبنى التحتية والبرنامج السياسي، ويقترح التقرير استراتيجية لدعم أنصار الحداثة والعلمانيين، وذلك عن طريق طباعة كتاباتهم مقابل تكاليف مدعومة، لتشجيعهم على الكتابة للعديد من القراء وطرح وجهات نظرهم في مناهج المدارس الإسلامية، ومساعدتهم في عالم الإعلام الجديد الذي يهيمن عليه المتشددون والتقليديون.
كما يقترح التقرير أن يتم دعم التقليديين ضد المتشددين من خلال ممارسة الولايات المتحدة لسياسة "تشجيع عدم الاتفاق" بين الطرفين، ومن الاستراتيجيات المقترحة أيضاً في التقرير، مواجهة ومعارضة المتشددين من خلال تحدي تفسيرهم للإسلام وفضح ارتباطهم بمجموعات وأنشطة غير قانونية، وذهبت (بينارد) إلى أبعد من ذلك، حيث دعت إلى تقوية الصوفية "لأنها تمثل تفسيراً أكثر خمولاً للإسلام".
¥