ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[03 Jul 2006, 09:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محمد
أشجعك على إتجاهك البحثي
وأتمني أن أساهم مع في ذلك
بهذا المنهج
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=2091
وكذلك إن شاء الله نستعد للقيام ببحوث مشتركة على موقع يتم بنائه حاليا
www.esmallah.org
يتم تثبيت فيه خطط البحوث الجماعية، المتفرعة من خطة بحث علمي شاملة نتمني أن تساعدنا فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المراسلات على
[email protected]
ـ[د. علي أسعد]ــــــــ[08 Jul 2006, 09:30 م]ـ
أخي أبو عبد المعز حفظك الله تعالى: أتفق معك فيما ذكرت، ففلاسفة العلم التجريبي يصرحون بأن العلم لا يبلغ الحقيقة أو يكون على طريقها إلا إذا استطاع أن يحكم على نظرياته بالصدق أو الكذب فيما تقرره عن الواقع أو في بلوغها ما تقصده، فصدق أي حقيقة إنما هو بالتنبؤ المتواصل لها، هذا الذي يدل على أن نتائج التجارب قد أثبتتها في كل مرة، ولكن هل يمكن للعلم أن يُسلّم بحقيقة ما ويعلن عن إطلاقها؟
لا يمكن جعل الحقيقة خارج العالم المتغير، بل تظل دائماً تحت الاختبار المتواصل، لأن العلماء لا يكفون عن مواصلة اصطناعهم للمنهج العلمي، فهم يغيرون من وضع الأشياء وعلاقاتها، ويصهرون بعضها مكونين علاقات جديدة، وإن لغة العلم اليوم هي الرياضيات و المنطق، و هذان العلمان يقومان على أساس الفكر المعبّر عنه باللغة، و الفكر و اللغة قدرات مجردة، فلا بد أن تفرض الثانية على الأولى حدوداً ليس من السهل تجاوزها، هذا بالإضافة إلى دور الفكر الإنساني في تعامله مع الطبيعة وفقاً لمنطقه ومدركاته وخياله.
وعلى هذا فإن ما صرح به سابقاً على أنه حقائق علمية مؤكدة، قد ظهر من خلال المراجعة أنها إما خاطئة،أو ظنية، أو لا تصدق سوى في نطاق محدد.
فما توصلت إليه العلوم اليوم يقف في ميزان المحتمل، فنتائج أي تجربة من المحتمل أن تكون صادقة لأن وقائعها تتضمن نسبة عالية من الصحة، ومما يظهر عامل الاحتمال في نتائج العلوم، أن المختصين بعلم الإحصاء وتصميم التجارب، يعلمون أن تصميم التجارب بالطريقة العلمية، لا توفر إمكانية تأكيد الفرض، بل توفر إمكانية نفي نقيضه.
وعلى هذا فالحقيقة العلمية ليست يقينية، بل إن الشك فيها و اليقين في جدلية مستمرة، فهي نسبية، وما يأتي من معرفة عن طريقها ليست مطلقة، وذلك لأن محرك العلم هو الشك المنهجي البنّاء.
ولكن هل هذه الظنية أو الاحتمالية في نتائج العلم التجريبي تقلل من أهميته ومن اعتمادنا عليه وثقتنا به؟
إن نتائج دراسات الطب احتمالية، ولكنّ الأمراض التي يعالجها حقيقية، فعندما يمرض الإنسان، لا يفكر باحتمالية العلم، وإنما يذهب لتلقي العلاج، والذي لا يتبنى نتائج العلم لأنها احتمالية كمن يمنع القاضي من أداء عمله لأنه يحكم بغالب الظن.
ولا بد من الإشارة إلى أن العلم التجريبي في عصرنا الحاضر قد بهر الناس بتطبيقاته المتصلة بحياتنا اليومية، وبما أحدثه من اكتشافات علمية، كل ذلك جعله حقيقة مطلقة في نظرهم، ومقياساً لكل أمر في حياتهم.
ويجب في التفسير الانطلاق من النص القرآني لا من نتائج العلم التجريبي كما يحدث اليوم في أغلب ما يوسم بالإعجاز العلمي دون أن يعني ذلك إهمالنا أو متابعتنا لنتائج العلم التجريبي.