تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحمد بن يوسف التغلبي الأحول"، شيخ أبي جعفر الطبري، هو صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام، مشهور بصحبته، ثقة مأمون، مضى مرارًا آخرها رقم: 12994 وهو الذي أخذ عنه أبو جعفر الطبري كتب أبي عبيد القاسم بن سلام.

و" القاسم"، هو" القاسم بن سلام"،" أبو عبيد"، الفقيه القاضي، صاحب التصانيف المشهورة، كان إمام دهره في جميع العلوم، وهو صاحب سنة، ثقة مأمون، وثناء الأئمة عليه ثناء لا يدرك.

و" يزيد"، هو" يزيد بن هرون السلمي"، وهو أحد الحفاظ الثقات الأثبات المشاهير، روى له الجماعة، مضى مرارًا آخرها رقم: 10484.

و" جرير" هو" جرير بن حازم الأزدي"، ثقة حافظ، روى له الجماعة، مضى مرارًا آخرها رقم: 14157.

و" الزبير بن الخريت". ثقة، روى له الجماعة سوى النسائي، مضى برقم: 4985، 11693، وكان في المطبوعة:" الزبير بن الحارث"، غير ما في المخطوطة مجازفة.

و" يعلي بن حكيم"، ثقة، روى له الجماعة سوى الترمذي، مضى برقم: 12748.

فهذا خبر رجاله ثقات، بل كل رجاله رجال الصحيحين، سوى أبي عبيد القاسم بن سلام، وهو أمام ثقة صدوق، فإسناده صحيح، لا مطعن فيه - ومع صحة إسناده لم أجد أحدًا من أصحاب الدواوين الكبار، كأحمد في مسنده، أو الحاكم في المستدرك، ولا أحدًا ممن نقل عن الدواوين الكبار، كالهيثمي في مجمع الزوائد، أخرج هذا الخبر أو أشار إلى هذه القراءة عن ابن عباس، أو علي بن أبي طالب، كما جاء في الخبر الذي قبله رقم: 20408، بل أعجب من ذلك أن ابن كثير، وهو المتعقب أحاديث أبي جعفر في التفسير، لما بلغ تفسير هذه الآية، لم يفعل سوى أن أشار إلى قراءة ابن عباس، وأغفل هذا الخبر إغفالًا على غير عادته، وأكبر ظني أن ابن كثير عرف صحة إسناده، ولكنه أنكر ظاهر معناه إنكارًا حمله على السكوت عنه، وكان خليقًا أن يذكره ويصفه بالغرابة أو النكارة، ولكنه لم يفعل، لأنه فيما أظن قد تحير في صحة إسناده، مع نكارة ما يدل عليه ظاهر لفظه. وزاد هذا الظاهر نكارة عنده، ما قاله المفسرون قبله في هذا الخبر عن ابن عباس، حين رووه غير مسند بألفاظ غير هذه الألفاظ.

فلما رأيت ذلك من فعل ابن كثير وغيره، تتبعت ما نقله الناقلون من ألفاظ الخبر، فوجدت بين ألفاظ الخبر التي رويت غير مسندة، وبين لفظ أبي جعفر المسند، فرقًا يلوح علانية، وألفاظهم هذه هي التي دعت كثيرًا من الأئمة يقولون في الخبر مقالة سيئة، بلغت مبلغ الطعن في قائله بأنه زنديق ملحد! ونعم، فإنه لحق ما قالوه في الخبر الذي رووه بألفاظهم، أما لفظ أبي جعفر هذا، وإن كان ظاهره مشكلا، فإن دراسته على الوجه الذي ينبغي أن يدرس به، تزيل عنه قتام المعنى الفاسد الذي يبتدر المرء عند أول تلاوته.

فلما شرعت في دراسته من جميع وجوه الدراسة، انفتح لي باب عظيم من القول في هذا الخبر وأشباهه، من مثل قول عائشة أم المؤمنين:" يا ابن أخي، أخطأ الكاتب"، أي ما كتب في المصحف الإمام، ومعاذ الله أن يكون ذلك ظاهر لفظ حديثها. وهذان الخبران وأشباه لهما يتخذهما المستشرقون وبطانتهم ممن ينتسبون إلى أهل الإسلام، مدرجة للطعن في القرآن. أو تسويلا للتلبيس على من لا علم عنده بتنزيل القرآن العظيم، فاقتضاني الأمر أن أكتب رسالة جامعة في بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم:" أنزل القرآن على سبعة أحرف"، وكيف كانت هذه الأحرف السبعة وما الذي بقي عندنا منها، وانتهيت إلى أنها بحمد الله باقية بجميعها في قراءات القرأة، وفي شاذ القراءة، وفي رواية الحروف، لا كما ذهب إليه أبو جعفر الطبري في مقدمة تفسيره (1: 55 - 59)، ومن ذهب في ذلك مذهبه. ثم بينت ما كان من أمر كتابة المصحف على عهد أبي بكر، ثم كتابة المصحف الإمام على عهد عثمان رضي الله عنهما، وجعلت ذلك بيانًا شافيًا كافيًا بإذن الله. وكنت على نية جعل هذه الرسالة مقدمة للجزء السادس عشر من تفسير أبي جعفر ولكنها طالت حتى بلغت أن تكون كتابًا، فآثرت أن أفردها كتابًا يطبع على حدته إن شاء الله.انتهى كلامه.

قلت وهذا الكتاب لم يكمله رحمه الله كما ذكر في مقدمة تحقيقه للجزء السادس عشر من تفسير الطبري.

هذا ما تيسر ذكره ولعل الأخوة يتحفوننا بما عندهم ليزداد الموضوع بياناً.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 Jul 2006, 02:26 ص]ـ

بسم الله. . .

ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ج13 ص156 كلامًا قريبًا من كلام محمود شاكر رحمه الله فقال: ((وَرَوَى الطَّبَرِيُّ وَعَبْد بْن حُمَيْدٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيح كُلّهمْ مِنْ رِجَال الْبُخَارِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا " أَفَلَمْ يَتَبَيَّن " وَيَقُول: كَتَبَهَا الْكَاتِب وَهُوَ نَاعِس وَمِنْ طَرِيق اِبْن جُرَيْجٍ قَالَ: زَعَمَ اِبْن كَثِير وَغَيْره أَنَّهَا الْقِرَاءَة الْأُولَى، وَهَذِهِ الْقِرَاءَة جَاءَتْ عَنْ عَلِيّ وَابْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَابْن مُلَيْكَة وَعَلِيّ بْن بَدِيمَة وَشَهْر بْن حَوْشَب بْن الْحُسَيْن وَابْنه زَيْد وَحَفِيده جَعْفَر بْن مُحَمَّد فِي آخِر مَنْ قَرَءُوا كُلّهمْ " أَفَلَمْ يَتَبَيَّن " وَأَمَّا مَا أَسْنَدَهُ الطَّبَرِيُّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فَقَدْ اِشْتَدَّ إِنْكَار جَمَاعَة مِمَّنْ لَا عِلْم لَهُ بِالرِّجَالِ صِحَّته، وَبَالَغَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي ذَلِكَ كَعَادَتِهِ إِلَى أَنْ قَالَ: وَهِيَ وَاللَّهِ فِرْيَة مَا فِيهَا مِرْيَة. وَتَبِعَهُ جَمَاعَة بَعْدَهُ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَان. وَقَدْ جَاءَ عَنْ اِبْن عَبَّاس نَحْو ذَلِكَ فِي قَوْله تَعَالَى (وَقَضَى رَبُّك أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) قَالَ " وَوَصَّى " اِلْتَزَقَتْ الْوَاو فِي الصَّاد، أَخْرَجَهُ سَعِيد بْن مَنْصُور بِإِسْنَادٍ جَيِّد عَنْهُ. وَهَذِهِ الْأَشْيَاء وَإِنْ كَانَ غَيْرهَا الْمُعْتَمَد، لَكِنْ تَكْذِيب الْمَنْقُول بَعْدَ صِحَّته لَيْسَ مِنْ دَأْبِ أَهْل التَّحْصِيل، فَلْيُنْظَرْ فِي تَأْوِيله بِمَا يَلِيق بِهِ)).

والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير