تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحتى التصريح الصادر عن المكتب الإعلامى للفاتيكان يوم السبت 16/ 9/ 2006 والذى استشهد فيه المتحدث الرسمى بقرار وثيقة " فى زماننا هذا " الصادرة عن مجمع الفاتيكان الثانى سنة 1965، فهو أيضا بمثابة عذر أقبح من ذنب، ويكشف عن الموقف غير الكريم والملتوى ـ لكى لا أقول ذوالوجهين للفاتيكان. فمن يطّلع على محاضر صياغة هذا النص تحديدا يصاب بالغثيان من كثرة ما جاهد كاتبوه لإستبعاد أن العرب من سلالة إسماعيل، الإبن البكر لسيدنا إبراهيم، ولا ينتمون اليه، وإنما يتخذونه مثلا!. واستبعاد حتى أن الله قد خاطب المسلمين عن طريق الوحى إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والمرجع صادر عن الفاتيكان بعنوان " الكنيسة والديانات غير المسيحية"، وبه محاضر الجلسات المخجلة. الأمر الذى يوضح مدى تمسككم باستمرار ذلك الموقف غير الأمين تجاه الإسلام و المسلمين، لعدم الإعتراف به كديانة توحيدية. وسواء إعترفتم أو لا تعترفم به فالإسلام موجود ومعترف به من الجميع على أنه الرسالة التوحيدية الثالثة المرسلة للبشر، ورفضه أو إنكاره لا يدين إلا شخصكم.

ولا يسع المجال هنا لتناول مختلف النقاط التى طرحتموها في تلك المحاضرة والتى تزيد عن العشرين موضوعا، وسأكتفى بالرد على ما يخص الإسلام، وهما نقطتان اساسيتان: ما وصفتم به الله عز وجل فى " المذهب الإسلامى " من ان التصعيد المطلق لله عبارة عن مفهوم لا يتفق ولا يتمشى مع العقل والمنطق، ولا يمكن فهمه، وأن إرادته لا ترتبط بأى واحدة من فئاتكم المنطقية، ولا حتى فئة المعقول؛ وأن سيدنا محمد عليه صلوات الله، لم يأت إلا بكل ما هو شر ولا إنسانى، مثل أمره بنشر العقيدة التى يبشر بها بالسيف!.

وأول ما يجب توضيحه هنا هو ان الإسلام ليس بمذهب، كما وصفتمونه، وإنما دين توحيدى متكامل، شامل الأركان، ثابت وراسخ، وخاصة شديد المنطق والوضوح وهو ما يجذب الناس إليه. و مجرد إغفال مثل هذه الحقيقة يوصم موقفكم ويكشف عن مدى عدم الأمانة العلمية والموضوعية التى تتمسكون بها!

ولن أحدثكم هنا عن الإسلام الذى يمكنكم دراسته إن شئتم، لكننى سأسألكم عن الكتاب المقدس بعهديه، والذى ترون أنه بقسميه يتفق مع العقل والمنطق دونا عن القرآن، مشيرين فى موضع آخر " أن العنف يتعارض مع طبيعة الله وطبيعة الروح، وان الله لا يحب الدم و التصرف بمنافاة العقل يعد ضد طبيعة الله ". وهنا لا يسعنى إلا أن أسألكم عن كل ما هو وارد بالعهد القديم من أمر الإله يهوة لأتباعه بإبادة كل القرى وحرقها وذبح الرجال والنساء والأطفال بحد السيف و أخذ الذهب والفضة ... وفى مكان آخر يطلب تعذيبهم و تقطيعهم وحرقهم فى افران الطوب ... هل تتمشى مثل هذه الآيات مع العقل والمنطق فى نظركم؟ وخاصة هل ترونها تخلو من الشر واللا إنسانية؟! أم هذا هو التسامح الذى تقرونه!

وما هو وارد فى سفر حذقيال حين يأمره الرب أن يأكل خبزا وعليه "خراء الإنسان " وحينما اشتكى النبى حزقيال أمره أن يضيف عليه روث البقر! هل يتمشى هذا مع العقل والمنطق فى نظركم؟! وأخجل حقا من ذكر بعض الإباحيات الواردة بهذا النص وغيره رغم محاولة درئها بتغييرها أو تعديلها من طبعة لأخرى .. والنصوص والطبعات موجودة.

أما فى المسيحية التى تترأسون أعلى المناصب فيها، فأبدأ بسؤالكم عن تأليه السيد المسيح فى مجمع نيقية الأول سنة 325، رغم وجود العديد من الآيات التى يقول فيها السيد المسيح ان "الرب إلهنا واحد " (مرقس 12:29)، "ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله" (متى 16:19)، "إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى و إلهكم " (يوحنا 20:17)، " للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (متى 4:10)، وما أكثر الآيات التى يوضح فيها أنه إنسان:" أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذى سمعه من الله " (يوحنا 8:40)، كما أن هناك آيات تقول:" هذا يسوع النبى الذى من ناصرة الجليل " (21:11)، و"قد قام فينا نبى عظيم " (لوقا 7:16) .. ورغم كل هذه التأكيدات التى لا تزال موجودة ولم تمحى بعد، قامت المؤسسة الكنسية بإعلان أن يسوع "إله حقيقى من إله حقيقى، مولود وليس مخلوق، ومشارك للآب فى الجوهر" .. وبعد ذلك جعلته الله شخصيا، فهل تتمشى كل هذه المغالطات مع العقل والمنطق ـ رغم أنها أدت إلى تقسيم المسيحية وإلى مذابح بين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير