تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثانياً: أما أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف فكلها صحيحة بل ومتواترة، غاية ما في الأمر أنا نقول لمن اثار هذه الشبهة إنك لم تفهم أصلاً معنى الاختلاف المفهوم من الأحاديث لأنه يعنى التنوع في آداء اللفظ القرآني، ذو المعنى المقصود بالوحى، وليس تنوعاً مطلقاً حسب الهوى والمزاج 0

إن شئت فقل هو اختلاف في طرق الأداء في دائرة محدودة، لا تعارض بين معانيها ولا تضارب بين أحكامها، وفي هذا يقول ابن الجزري رحمه الله:-

قد تدبرنا اختلاف القراءات فوجدناه 0

لا يخلو من ثلاثه أحوال:

أحدها: اختلاف اللفظ لا المعنى،كالاختلاف في ألفاظ " الصراط " تقرأ بالسين بدل الصاد وبالزاى أيضا.

ثانياً: اختلافهما جميعاً مع جواز اجتماعهما في شيء واحد، نحو لفظ " مالك يوم الدين " و" ملك يوم الدين " فمالك تختلف عن ملك لفظا ومعنى، لكن يمكن اجتماع الوصفين في موصوف واحد، ومن النكات الظريفة في هاتين القراءتين أن ملك أبلغ من مالك، لأن كل ملك مالك، وليس كل مالك ملك، وملك أقل حروفا من مالك، وإذا اتحد لفظان في معنى ولو من وجه كان الأقل حروفاً منهما هو الأبلغ، حسبما قرر البلاغيون 0

ثالثاً: اختلافهما جميعاً مع امتناع جواز اجتماعهما في شيء واحد، لكن تتفقان مع وجه آخر لا يقتضي التضاد، نحو قوله تعالى " وظنوا أنهم قد كذبوا " قرئت بالتشديد " كذّبوا " وبالتخفيف " كذبوا " وقراءة التشديد تعنى أن الكلام يعود على الرسل، والمعنى وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم 0

وأما قراءة التخفيف، فالمعنى: وتوهم المرسَل إليهم أن الرسل قد كذبوهم،يعنى " كذبوا عليهم " فيما أخبروهم به، فالظن في الأولى يقين، والضمائر الثلاثة للرسل، والظن في القراءة الثانية شك، والضمائر الثلاثة للمرسَل إليهم أ ه

أذن فليس في القرآن شئ من التضاد أو التنافي كما يزعم هؤلاء،هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وإلى لقاء قادم في حلقات متجددة مع شبهات حول القرآن الكريم والرد عليها.

كتبه:-

د. حامد محمد عثمان

أستاذ التفسير المساعد بجامعة الطائف

http://www.soutulhaq.com/ar/maqalat/view.php?id=132

ـ[سمير القدوري]ــــــــ[29 Jan 2007, 04:39 م]ـ

بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل: د. حامد محمد عثمان

المرجو منكم أن تتابعوا هذه المسألة بكل ما أوتيتم من علم وقوة.

تنبيه بسيط: وقع في الآية غلط مطبعي نرجو منكم تصحيحه:"وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " فقد ورد في مشاركتكم: "أئمة الفكر".

دمتم لنا ذخرا ومزيدا من الفوائد ننتظرها منكم.

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Jan 2007, 07:31 م]ـ

تم تصحيح الآية وللجميع وافر الشكر والتقدير.

ـ[ alheewar] ــــــــ[30 Jan 2007, 03:05 م]ـ

شكرا لكما وجزاكم الله كل خير

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير