تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(أولها جهل بلاغة اللغة العربية التي بلغ القرآن فيها ذروة الإعجاز في أسلوبه ونظمه وتأثيره في أنفس المؤمنين والكافرين به جميعاً، فأحدث بذلك ما أحدث من الثورة الفكرية والاجتماعية في العرب، والانقلاب العام في البشر، كما شرحناه في هذا الكتاب. وقد كان من إكبار الناس لهذه البلاغة أن جعلها أكثر علماء المسلمين موضوع تحدي البشر بالقرآن دون غيرها من وجوه إعجازه، وجعلوا عجز العرب الخُلَّص عن معارضته بها، ثم عجز المولدين الذين جمعوا بين ملكة العربية العلمية، وملكة فلسفتها من فنون النحو والبيان، هو الحجة الكبرى على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد فقد العرب الملكتين منذ قرون كثيرة، إلا أفراداً متفرقين منهم – فما القول في غيرهم؟! فعلماء المسلمين في هذه القرون يحتجون بعجز أولئك ولا يدعون أنهم يدركون سر هذا الإعجاز أو يذوقون طعمه" ([66]).

ومن أمثلة ذلك:

- ترجمة كلمة (كلا) فقد ترجمها: Alexander Ross هكذا: nevertheless

- ترجمة عبارة (إلا ما قد سلف) من قوله تعالى:] وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ [(النساء:22)

فقد ترجمها: Savary بقوله:

Le Seigneur est indulgent et miséricordieux si le crime est commis

ومعنى قوله: إذا كانت الجريمة قد ارتكبت فالمولى متسامح كريم!

- ترجمة قوله تعالى:] هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [(البقرة: 187)

- ترجمها سافاري أيضاً فقال:

Elles vous êtes le leur sont votre vêtement et vous

ثانياً – الأخطاء المتعلقة بالنص القرآني:

إن أخطاءهم فيما يرجع إلى جهلهم بأحكام القرآن وعلومه كثيرة جداً نذكر منها:

ما يتعلق بالقراءة:

-مثاله: كلمة حافّين في قوله تعالى:] وَتَرَى المَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِحُوْنَ بِحَمْدِ رَبِهِم [(الزمر: 75) ترجمها (سافاري) ( Savary) فقال (إنها تعني حفاة الأقدام، لأنه قرأها حافين بتخفيف الفاء، على أن المعنى الصحيح للآية – بتشديد الفاء – "إنك ترى الملائكة يطّوّفون حول العرش

معظمين مقدسين لربهم" ([67]).

ما يرجع إلى الفواصل القرآنية التي يسمونها الجمل الأخيرة من الآيات: حيث نجدهم ينطلقون منها ويستندون إليها – مع جهلهم – في ادعاء:

أن لغة القرآن تشبه إلى حد بعيد لغة الشعر العربي القديم في إيقاعه

ووزنه وقافيته، يقول المستشرق الفرنسي إدوارد مونتيه: "إن أسلوب القرآن أسلوب شعري مقفى، غير أن هذا الأسلوب الشعري ينحصر في السور المكية، خصوصاً القديمة جداً منها، دون السور المدنية" وتابع قوله "إن القافية ترتكز على المقاطع اللفظية المغلقة، بمعنى أنها منتهية بحرف صامت غير منبور مسبوق بحركة خفيفة Koum و ho و ar و our it إلى آخره والقافية

فيها خفيفة ونادرة جداً" ([68]).

وهذا القول ناتج عن الجهل التام بلغة القرآن اللغة العربية. فالقرآن نوع أدبي متفرد، تتميز لغته عن سائر كلام البشر، ونظمه يخرج عن منظوم الكلام ونثره، ولا يدخل في شعر ولا رجز ولا سجع ولا خطبة ([69]).

نماذج من أخطائهم العجيبة:

لقد أثبتت الدراسات في اللغات الفرق الكبير بين حروف العربية وجملها الاسمية والفعلية وأساليبها المتعددة، وبين اللغات الأخرى، ومع ذلك نجد المستشرقين يتصدون للترجمة غير مراعين هذه الحقيقة، الأمر الذي يجعلهم يقعون في أخطاء شنيعة وغريبة. ومن أمثلة ذلك:

- ترجمتهم لكلمة (الساعة) في قوله تعالى:] يَا أَيُّهَا النِّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيْم [(الحج: 1) فقد جعلوا مقابلها في الفرنسية Heure وفي الإنجليزية: The hour فهل تعبر هاتان الكلمتان عن المفهوم القرآني ليوم القيامة ([70])؟!

- ترجمتهم لكلمة (والعصر) في قوله تعالى:] وَالعَصْرِ ... إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ [(العصر:1 - 2)

فقد وضعوا مقابلها في اللغة الإنجليزية: By the afternoon فهل العصر المقسم به في الآية معناه: ما بعد الظهر؟! ([71])

وترجم ماكس هاننج Max Henning كلمة (الإبل) في قوله تعالى:] أَفَلا يَنْظُرُوْنَ إَلى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ [(الغاشية: 17)

إلى الألمانية بـ: Wolken التي تعني السحاب! ([72]).

- ترجمتهم لكلمة (فروجهن) في قوله تعالى:] وَيَحْفَظْنَ فُرُوْجَهُنَّ [(جزء من آية النور: 31)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير