لا شك أن وراء ذلك – بصورة مباشرة – هو الصراع الذي دار بين المسيحية والإسلام في قارة أوروبا .. حيث أصبح هذا الصراع العقدي جزءًا لا يتجزأ من التاريخ البلغاري ومن كيان الشعب البلغاري أيضًا .. ولا شك أن الظروف الحالية في هذه المنطقة من العالم .. ترتبط ارتباطًا كبيرًا مع ما ورثه سكان بلغاريا من أحداث الماضي .. كما أن الاعتبارات السياسية قد تدخلت في الأمور العقديّة .. وبالرغم من كل ذلك فإن هناك نوعًا من التعايش بين فئات المجتمع البلغاري .. قائم على أساس الاعتراف المتبادل بينهم باستقلالية كل فئة من هذه الفئات في الدين واللغة والحضارة والتقاليد وغيرها – وذلك في نطاق وحدة المجتمع البلغاري – إلا أنه بصورة عامة في بلغاريا – فإن المسلم يعني التركي حتى الإسلام يُطلق عليه هناك اليوم اسم "الدين التركي" .. والبلغاري يعني المسيحي .. أما "البوماق" فهم جماعة خاصة تتغير عن بقية المجتمع البلغاري.
الشيوعيّة هي السبب
نعرف جميعًا .. أن المسلمين في بلغاريا قد عانوا من حماقة الممارسات الشيوعية .. التي أجبرتهم على تغيير عقيدتهم – حتى الأموات منهم – واضطرتهم للهجرة الإجبارية إلى الدول المجاورة خاصة إلى تركيا – فهل ترى أن جزءًا من هذه الممارسات لا زالت مستمرة تجاه المسلمين في بلغاريا؟
لا شك أن العامل الديني له أهمية بالغة في المجتمع البلغاري .. إلاّ أن الانتماء العرقي مُقدّم على الانتماء العقديّ في بلغاريا .. ونحن نلاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد عدد المؤمنين – سواء أكانوا من المسلمين أو المسيحيين – إلاّ أن الواقع البلغاري يؤكد أن المؤمنين هناك لا يتعمقون في عقائدهم ولا يلتزمون بها إلاّ في إطار الاحتفالات الدينية .. وأنهم يكتفون بمعلومات قليلة عن عقائدهم .. ويُقبلون على أديانهم بصورة اختيارية وليست إجبارية .. وذلك كله بسبب النظام الشيوعي الذي ساد هناك فترة من الزمن .. ومنع الناس من القيام بممارسة شعائرهم الدينية بصورة صحيحة .. وما زالت الآثار الشيوعية في هذا المجال بادية في بلغاريا حتى بعد مرور (14) سنة على انهيار النظام الشيوعي. اقرأ أيضاً:
بلغاريا .. وعودة النشاط الإسلامي
المصدر ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=102&catid=104&artid=4845)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[18 Apr 2007, 09:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا يادكتور احمد علي نقل هذا الحوار الموضوعي المفيد وما ادق قوله (ولا شك أن المنهج الاستشراقي غير الموضوعي هو وليد الحركة الاستعمارية والمنهج التنصيري الذي يستهدف تشويه الإسلام وصورته وبث الأخطاء المُتعمّدة حول الإسلام .. وأنا أعتقد أن هذا هو الجزء الأكبر في الحركة الاستشراقية العالمية التي يجب التصدّي لها بكافة السبل المتاحة لدى المؤسسات الإسلامية العالمية.)
وقوله
(ولا شك أن نظرتي للمؤسسات الاستشراقية غير الموضوعية- هي نظرة الحذر الشديد لكل ما يصدر عنها من دراسات) ..
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[11 May 2007, 01:43 ص]ـ
شهادة تثلج الصدر من متخصص خبير ...
وفقكم الله
ـ[مرهف]ــــــــ[14 May 2007, 07:39 م]ـ
حوار مفيد وهناك عدد من المستشرقين كما ذكر المحاور خلت مؤلفاتهم من الطعن بالإسلام وبسيد الأنام نينا محمد عليه الصلاة والسلام بقول الشيخ أبو الحسن الندوي: (لذلك أعترف بكل وضوح وصراحة أن عدداً من المستشرقين كرسوا حياتهم وطاقاتهم على دراسة العلوم الإسلامية وتبنوا موضوع الشرقيات والإسلاميات بدون تأثير عوامل سياسية أو اقتصادية أو دينية بل لمجرد ذوقهم وشغفهم بالعلم ... ويكون من المكابرة والتقصير أن لا ينطلق اللسان بمدحها والثناء عليها ... ) ثم ذكر أمثلة على ذلك كصاحب كتاب الدعوة إلى الإسلام البروقيسور ت - و - آرنلد، وصاحب كتاب صلاح الدين الأيوبي استانلي لين بول وغيرهم، ولكن ينبغي أن يبقى الحذر من كتاباتهم جمييعاً إلا ما تيقن سلامته انظر كتاب الإسلاميات بين كتابات المستشرقين والباحثين المسلمين ط مؤسسة الرسالة الثالثة 1986
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:18 م]ـ
حوار مفيد وجميل لا سيما في قسمه الأول الخاص بالاستشراق وهو ما قبل الحديث عن الخريطة العقديّة لبغلاريا.
ولعل د. مازن المطبقاني يعطينا رأيه فيما طرحه الكاتب عن الاستشراق.