تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الكريهة المنظر والرائحة والتى ذابت من كثرة ما اعتدى عليه فيها رهبان الظلام وهو غلام، قد حصل على ما قاله من أن الدليل الذى يثبت أن اسم الرسول الحقيقى "قثم" هو "أن أهل مكة استقبلوا محمد صاحب الشريعة الأسلامية قائلين: "طلع القمر علينا"! ". ترى متى وأين استقبل المكيون النبى قائلين: "طلع القمر علينا"، وهم الذين أخرجوه من دياره وتآمروا على قتله فكانت الهجرة الشريفة إلى المدينة؟ إن أهل يثرب هم الذين فعلوا ذلك حسبما تقول بعض الروايات، لكنهم لم يكونوا بلهاء جهلاء كأندراوس فيقولوا: "طلع القمر علينا"، بل تقول جميع الروايات التى وردت فى هذا الصدد: "طلع البدر علينا". كما أن "ثنية الوداع"، حسبما جاء فى "الروض المعطار في خبر الأقطار" لعبد المنعم الحميرى، تقع "عن يمين المدينة. أحسب أنه كان الخارج من المدينة يودعه المشيع من هناك. ولما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في الهجرة لقيته نساء الأنصار يقلن:

طلع البدر علينا* من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا* ما دعا لله داع".

وفى "معجم ما استعجم" لأبى عبيد البكرى أن "ثَنِيَّةُ الوَدَاع، بفتح أوله، عن يمين المدينة أو دونها. والثنيّة: طريق في الجبل مخلوق، فاذا عولج وسل فهو نقب. قال الشاعر:

طَلَع البدْرُ علينا* من ثَنِياتِ الوَدَاع

وَجَبَ الشكْرُ علينا* ما دَعَا الله داع".

وفى "معجم البلدان" لياقوت الحموى أنها "ثنيّة مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة، وقيل: "الوداع" وادٍ بالمدينة". وفى "آثار المدينة المنورة" لعبد القدوس الأنصارى أن "في المدينة ثَنِيَّتَيْ وداع". والواقع أن ما يقوله أندراوس يذكرنى بالجهل المضحك الذى تحتوى عليه دعوى جمال الغيطانى فى روايته التافهة: "الزينى بركات" من أن اليهود قد استقبلوا النبى عليه الصلاة والسلام بالحجارة يرمونه بها من فوق أسوار الطائف. الله أكبر! هذا هو العلم، وإلا بلاش! علاوة على المقدار الهائل من الأخطاء الإملائية واللغوية والتركيبية التى تدل على تخلف أندراوس الشنيع وعتهه البشيع حتى فى استعمال اللغة والتى قمت بتصحيح عدد منها غير قليل مع ذلك، مع ترقيم النص كى أسهل مطالعته على القارئ، ودعنا من نطاعته وإطلاقه الاتهامات والتدليسات ذات اليمين وذات الشمال، من مثل زعمه أن عَلَم مصر، الذى ظل يستعمل رسميا من سنة 1923م حتى 1953م وظل يستعمل شعبيا حتى سنة 1958م كما يقول، إنما يمثل الله إله القمر الوثنى وبناته الثلاث: اللات والعزى ومناة، وأن علم مصر الحالى يشتمل على صورة "صقر قريش والقمر والنجوم الثلاثة"، يريد أن يقول إن علم مصر الآن هو أيضا علم وثنى. بل إنه ليمضى أبعد من ذلك حين يشير إلى أن رمز "الهلال" الذى ظهر مع صورة الرئيس مبارك أيام الانتخابات الرئاسية هو كذلك رمز وثنى ... وما إلى ذلك من مخزون عقله المتخلف المعتوه.

أما اسم "مذمَّم"، الذى كتبه ذلك الأبله المتخلف بالزاى وصححته له مع كثير من التصحيحات الأخرى التى لم تستطع أن تعمل شيئا مع خِلْقَته العَكِرة فظلت سطوره مفعمة بالأخطاء الرهيبة التى تدل على تخلف عقلى وفكرى ميؤوس من صلاحه، فهو دليل على عكس ما يريد، إذ ذكر المستشرق البريطانى ألفرد جِيُّوم فى أحد هوامشه على ترجمته لسيرة ابن هشام، فيما أذكر اعتمادا على رجوعى لتلك الترجمة منذ سنوات، ما معناه أن الشعراء الكفار الذين كانوا يهجون الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا يستعملون له اسم "مذمَّم" فيأتى المسلمون إلى الصيغة المحرفة ويعيدونها إلى أصلها كرة أخرى قائلين: "محمد". كما أنه قد علق على عبارة "يا أهل الجباجب، هل لكم في مذمَّم والصُّبَاة معه قد اجتمعوا على حربكم؟ " (وهى العبارة التى قيل إن الشيطان قد صرخ بها ليلة العقبة كى يلفت انتباه المشركين إلى ما كان يدور بين الرسول واليثربيين من اتفاق حول هجرته إلى بلادهم فيُفْشِلوه) بأن كلمة "مذمَّم" من الممكن أن تكون قد استعملت هنا باعتبارها طِبَاقًا لاسم النبى "محمَّد" ( The Life of Muhammad: A translation of Ibn Ishaq's Sirat Rasul Allah, by A. Guillaume, Oxford University Press, 1980, 205, n.1). وواضح أن الكفار لم يكونوا يقولون له: "مُذَمَّم" (وهو نفس الاسم الذى استعملته له أيضا أم جميل زوجة عمه أبى لهب كما نقل هذا الحمار الحساوى المسمى:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير