وجاء الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط ( Emmanuel Kant) (1804) وحاول إنقاذ العقل من المأزق الذي وضعته فيه المدرسة الوضعية، فميز بين مستويات ثلاثة للإدراك هي: الحدس، والفهم، والعقل. وتتم معرفة الأشياء في نظره من خلال الحدس أولا، ثم يتم تصنيف المعطيات وفق مفاهيم أو أسماء، وهي أصناف ذهنية يولدها العقل نفسه ليميز المظاهر المختلفة للأشياء، ثم ترتبط هذه الأصناف الذهنية بعضها ببعض من خلال مجموعة من المبادئ العقلية، سابقة للخبرة الإنسانية ومتعالية عن التجربة الحسية ...
اما عن التحليل في الفكر الحداثي فآخر ما توصل إليه الفكر الحداثي هو التحليل التفكيكي، إذ كل الفلسفات والمناهج غايتها التفكيك. وقد ارتبط بهايدغر ( Heidegger) (1976)، قبل أن ينتشر في الفكر الفرنسي المعاصر على يد اليهودي جاك دريدا ( Jacques Dérida)(2004) ابتداء من سنة 1967.
والتفكيك قطيعة مع الميتافيزيقا والخروج من سلطتها، بل كل فكر غيبي ميتافيزيقي ماورائي ينبغي تقويضه لإعادة البناء. يقول جاك دريدا: "إنه هو (يقصد هايدجر) من قرع نواقيس نهاية الميتافيزيقا وعلمنا أن نسلك معها سلوكا استراتيجيا يقوم على التموضع داخل الظاهرة وتوجبه ضربات لها متتالية لها من الداخل. أي أن نقطع شوطا مع الميتافيزيقا، وأن نطرح عليها أسئلة تُظهر أمامها من تلقاء نفسها عجزها عن الإجابة وتفصح عن تناقضها الداخلي. إن الميتافيزيقا ليست نصا واضحا ولا دائرة محددة المعالم والمحيط يمكن أن نخرج منها ونوجه لها ضربات من هذا الخارج ... وهذه العملية هي ما دعوته بالتفكيك".
ثانيا: بعض المراجع المقترحة في الباب:
أولا: باللغة العربية:
1. دريدا (جاك): الكتابة والاختلاف، حوار وترجمة كاظم جهاد، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء سنة 1988.
2. دريدا (جاك): مواقع، (حوارات)، ترجمة فريد الزاهي دار توبقال، البيضاء، ط1. 1992.
3. ديورانت (وول): قصة الحضارة، ترجمة محمد بدران، نشر الإدارة العربية في جامعة الدول العربية، مطابع الدجوي، القاهرة.
4. صافي (لؤي): إعمال العقل .. من النظرة التجزيئية إلى الرؤية التكاملية، دار الفكر، دمشق، ط1، 1998. [كتاب قيم جدا]
5. صالح (سعد الدين السيد): احذروا الأساليب الحديثة في مواجهة الإسلام، دار الأرقم، الزقازيق، ط2، 1413هـ-1993م.
6. عبد الرحمن (طه): روح الحداثة .. مدخل إلى تأسيس الحداثة الإسلامية، المركز الثقافي العربي، البيضاء. ط1، 2006.
7. الفجاري (مختار): نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون، دار الطليعة بيروت ط1، 2005.
8. فيشر (أ. هـ): تاريخ أوروبا في العصور الوسطى، ترجمة مصطفى زيادة، مصر 1966م.
9. قطب (محمد): مذاهب فكرية معاصرة، دار الشروق، بيروت، ط 2، 1407هـ-1987م.
10. القفاري (ناصر وزميله): الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة، دار الصميعي للنشر، الرياض، ط1، 1413هـ-1992م.
11. كرم (يوسف): تاريخ الفلسفة الحديثة ...
12. الميداني (عبدالرحمن): كواشف زيوف، دار القلم، ط 1، 1405هـ-1985م.
ثانيا: باللغة الأجنبية:
13. Barbier (Maurice): Religion et politique dans la pensée moderne, Nancy, PUN; 1987.
14. Capéran (louis): Histoire contemporaine de la laïcité française tome 1, Paris, librairie Marcel Rivière et Cie, 1957.
15. Mestiri (Mohamed, Moussa khadimillah): Penser la modernité et l’islam.. Regards croisés, IIIT, Paris 2005.
ثالثا: بعض المواقع ربما تكون مفيدة في الموضوع:
http://www.fikrwanakd.aljabriabed.net
http://maaber.50megs.com/last_issue/index.htm
www.philomaroc.com
www.nizwa.com
www.altasamoh.net
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[22 Aug 2007, 09:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا أحمد بو عود؛ فقد أجدت وأفدت
وأرجو مواصلة إتحافنا بمثل هذه الفوائد والفرائد
ونرحب بك عضوا في ملتقى أهل التفسير
ـ[النجدية]ــــــــ[22 Aug 2007, 09:39 ص]ـ
أستاذنا الكريم، نشكركم جزيل الشكر!!
و نسأل الله أن ينفع بكم، و بعلمكم!!
و دمتم في حفظ الرحمن ...
ـ[النجدية]ــــــــ[22 Aug 2007, 10:12 ص]ـ
أستاذنا رعاكم الله ...
فهمت مما سبق: أن الحداثة نتاج فلسفة الغرب باختصار، و فرضت علينا الآن، و من أجل أن نتقن فهمها؛ يجب أن نغوص لجذورها؛ لندرك أصل تكونها!!
أهذا فهم سوي؟؟ -سدد الرحمن على الخير خطاكم!! -
أستاذنا ما نعني بالعبارة التالية: "صبغة معرفية إبستيمية "؟؟؟
و دمتم على الخير أعوانا!!
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[22 Aug 2007, 03:50 م]ـ
موقع يهتم بالحداثة
http://www.bayan-alquran.net/forums/forumdisplay.php?f=20
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[22 Aug 2007, 06:26 م]ـ
أحبابي الكرام ... حفظكم الله ورعاكم ونورنا وإياكم بنور الفهم وجعلنا من إخوان الآخرة
المقصود ب"إبستيمية" معرفية ... وهي من فصيلة المشتقات للإبستيمولوجيا التي تعني -كما نعلم جميعا- دراسة نقدية للعلوم (مبادئها ومناهجها وقيمتها) من أجل تحديد أصلها وقيمتها ووظيفتها. (انظر Paul Robert, Le grand Robert de la langue française, 2è éd. VUEF Paris, 2001, Tome 3, p 104 ).
أقترح عليكم هذا الرابط الذي تجدون به دراسة حول تناقضات الحداثة العربية:
http://www.arabiancreativity.com/waili4.htm
وإنه لمن دواعي السرور أن يهتم الباحثون في العلوم الشرعية بما أفرزته الفلسفات الغربية ... وهذا من مقتضيات الدعوة إلى دين الله تعالي. فنقض الباطل لا يتم إلا بمعرفة مواطن عجزه وقصوره.
حفظكم الله جميعا.
محبكم احمد بوعود
¥