[سؤال عن تخريج حديث الضعيف أمير الركب"]
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 03:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في كتاب الأدب للصف الأول الثانوي في صفحة 19 مايلي
"ومن أحاديثه الجامعة لكثير من المعاني الجليلة: الضعيف أمير الركب"
وحسب بحثي البسيط لم أجد هذا الأثر، فهل من مخرج له؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 03 - 07, 03:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز _ رحمه الله _ في برنامج نور على الدرب عن هذا الحديث فقال: (لا أعلم له أصلا ولا أظنه إلا موضوعا)
ولعل أهل الأدب أخذوه من كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لأبي الفتح للموصلي فقد ذكره مع أنه أشار إلى ضعفه فقال: (قد ورد في الأخبار النبوية من هذا الضرب شيء كثير وسأورد منه أمثلة يسيرة فمن ذلك:
قول النبي " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات "وهذا الحديث من أجمع الأحاديث للمعاني الكثيرة وذاك أنه يشتمل على جل الأحكام الشرعية فإن الحلال والحرام إما أن يكون الحكم فيهما بينا لا خلاف فيه بين العلماء وإما أن يكون خافيا يتجاذبه وجوه التأويلات فكل منهم يذهب فيه مذهبا
وكذلك جاء قوله " الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى " فإن هذا الحديث أيضا من جوامع الأحاديث للأحكام الشرعية
ومن ذلك قوله المضعف أمير الركب وقد ورد آخر هذا الحديث بلفظ آخر فقال سيروا بسير أضعفكم إلا أن الأول أحسن لأنه أبلغ معنى فإن الأمير واجب الحكم فهو يتبع وإذا كان المضعف أمير الركب كانوا مؤتمرين له في سيرهم ونزولهم وهذا المعنى لا يوجد في قوله سيروا بسير أضعفكم .. ) المثل السائر (2/ 110)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 03 - 07, 03:37 م]ـ
عفوا: قولي أشار إلى ضعفه خطأ حيث إني قرأت الحديث (قوله المضعف الضعيف أمير الركب) وإلصواب قوله: " المضعف أمير الركب " فهو قد ذكره بلفظ آخر ولم يضعف الحديث، والله المستعان
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 02:54 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 04:41 م]ـ
حديث: (الضعيف أمير الركب) لا أصل له من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يحكى في كتب الأدب من قول عمر رضي الله عنه بلفظ: (المُضْعِفُ أميرٌ عَلَى أصحابه).
انظر: لسان العرب - (ج 9 / ص 203)، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 191) والمستطرف في كل فن مستظرف - (ج 1 / ص 67) والنهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 188) وتاج العروس - (ج 1 / ص 5975).
قال ابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 429): يعني في السَّفَر يريد أنّهم يسيرون بسيره وهو مثل قول النبي صلى الله عليه و سلم (أقْطَفُ القوم دابَّةٌ أميرُهم) (1). ا. هـ
قال المناوي في فيض القدير (2/ 90): (أقطف القوم دابة أميرهم) أي هم يسيرون بسير دابته فيتبعونه كما يتبع الأمير، أو المراد أن الأمير كثير الرفقة المقدم فيهم أن يقارب خطو دابته فيكون بين البطء والإسراع لئلا ينقطع الضعيف والعاجز في السير. ا. هـ
وقال ابن الأثير في النهاية (4/ 132): (أقطَفَ القومَ دابَّةُ أميرِهم) أي أنهم يَسِيرون بسَيْرِ دابَّتِه فيَتَّبعونه كما يُتَّبَع الأميرُ. ا. هـ
قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة والموضوعة معلقاً على حديث: (أقطف القوم دابة أميرهم) (6/ 565):
ضعيف، أخرجه الخطيب في " التاريخ " (9/ 274) من طريق شبيب بن شيبة قال:
" كنت أسير في موكب أبي جعفر أمير المؤمنين، فقلت: يا أمير المؤمنين! رويدا فإني أمير عليك! قال: ويلك؛ أمير علي؟! قلت: نعم؛ حدثني معاوية بن قرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذكره) فقال أبو جعفر: أعطوه دابة، فهو أهون علينا من أن يتأمر علينا ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل، معاوية بن قرة؛ تابعي ثقة.
وشبيب بن شيبة - وهو أبو معمر البصري الخطيب البليغ - ضعيف كما قال النسائي والدارقطني. وفي " التقريب ":
" صدوق يهم في الحديث ". ا. هـ
ومن العجيب أن بعض الفقهاء كالشيخ البسام رحمه الله في التيسير والشيخ المختار في شرح الزاد يستشهدون به على أنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكرونه بصيغة الجزم.