تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الجامع الضعيف في بيان الأثار الضعيفة في فضل الإحتفال بالمولد الشريف]

ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 10:03 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي أتم لنا الدين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين , وبعد:

فلقد كثرت البدع في هذا الزمن وانتشرت لقلة العلم وفشو الجهل , وهناك بدعة خطيرة تفعل في هذا الشهر ألا وهي بدعة الإحتفال بمولد النبي صلى الل عليه وسلم والمتتبع للتاريخ الإسلامي يجد أن مثل هذه الإحتفالات لم تكن موجودة عند المسلمين الأوائل بل ولا في القرون المفضلة.

وقد قسم العلماء الإجتماع الذي يكون في ربيع الأول ويسمى بإسم المولد إلى قسمين:.

احدهما: ما خلا من المحرمات و فهو بدعة لها حكم غيرها من البدع , قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " أما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال أنها ليلة المولد .... فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف الصالح ".

الثاني: من عمل المولد , وهو المحتوي على المحرمات فهذا منعه العلماء ايضا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في فتوى له: " فأما الإجتماع في عمل المولد على غناء ورقص ونحو ذلك واتخاذه عبادة , فلا يرتاب أحد من أهل العلم والإيمان في أن هذا من المنكرات التي ينهى عنها , ولا يستحب ذلك غلا جاهل زنديق ".

وأول من أحدث هذه البدعة هم بني عبيد القداح الذين يسمون أنفسهم بالفاطميين ,

فأوّل من قال بهذه البدعة الاحتفال بالمولد النبوي – هم الباطنية الذين أرادوا أن يُغيِّروا على الناس دينهم، وأن يجعلوا فيه ما ليس منه؛ لإبعادهم عمَّا هو من دينهم، فإشغال الناس بالبدع طريق سهل لإماتة السنة والبُعْد عن شريعة الله السمحة، وسنته صلى الله عليه وسلم المطهرة

كان هدفهم الوحيد هو بلوغ أغراضهم السياسية، ونشر مذهبهم الإسماعيلي الباطني، واستمالة عامة الناس بإقامة الاحتفالات التي تتجلى فيها مظاهر الكرم، والهدايا النفسية من النقود، والجوائز للشعراء، وكتَّاب القصر، والعلماء، وكذلك الإحسان للفقراء، وإقامة الولائم. وكل هذه الأمور جديرة بأن تستميل كثيراً من الناس إلى اعتناق مذهبهم.

ورأيت أن أفتح موضوعا أبين فيه الأحكام على بعض الأثار التي وردت في فضائل أو استحباب الإحتفال بهذه الليلة , " وليس إيراد شبهات القوم والرد عليها ".

1 - ما أخرجه البيهقي عن أنس – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة. مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته.

قلت: فقد قال عبد الرزاق في مصنفه: أنبأنا عبد الله بن محرر عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عقَّ عن نفسه بعد النبوة

قال ابن قيم الجوزية بعد إيراده هذا الحديث وعزوه إلى عبد الرزاق في مصنفه قال عبد الرزاق: (إنَّما تركوا ابن محرر لهذا الحديث).

ب- وذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أن هذا الحديث لا يثبت، ونسبه للبزار، وقال: قال البزار: تفرد به عبد الله – محرر – وهو ضعيف.

جـ - قال النووي في المجموع شرح المهذب: وأما الحديث الذي ذكره في عق النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه فرواه البيهقي بإسناده عن عبد الله بن محرر- بالحاء المهملة، والراء المكررة -، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة. وهذا حديث باطل، وعبد الله بن محرر ضعيف متفق على ضعفه، وقال الحفاظ: متروك. والله أعلم.

د- قال الذهبي في ميزان الاعتدال- بعد أن ذكر ترجمة عبد الله بن المحرر،وكلام الحفاظ فيه،وأنه متروك، وليس بثقة – ومن بلاياه – عبد الله بن المحرر – روى عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعدما بُعِث.

2 - قال السيوطي: ثم رأيت إمام القرَّاء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى (عرف التعريف بالمولد الشريف) ما نصه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير