تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نظرات في "القول الموثوق في تصحيح حديث السوق" لسليم الهلالي]

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - 03 - 07, 01:00 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقد اقتنيتُ قريبًا رسالة "القول الموثوق في تصحيح حديث السوق"، تأليف: أبي أسامة سليم بن عيد الهلالي، ط 1427 دار الصواب للكتاب، ودار الإمام أحمد. وهي طبعة جديدة، زاد فيها المؤلف - كما يقول (ص7) - "فوائد زوائد شرائد"!

وحديث السوق هذا من الأحاديث التي كثر حولها الكلام، وهو - عند التأمل - من الأدلة البيّنة الظاهرة على الفرق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين ومن تابعهم من المعاصرين في علم الحديث النبوي.

وقد علقتُ ببعض تعليقاتٍ على الكتاب في بعضِ مواضع فيه تحتاج إلى نظر، وأنشر ذلك هاهنا مطولاً، وليس قصدي تتبع كل ما في الكتاب.

وإلى سليم الهلالي أشير بقولي: "المؤلف".

أسأل الله التوفيق والهداية والسداد.

1 - قال (ص11): "والبزار في البحر الزخار"، وليس للبزار كتاب بهذا الاسم.

2 - ينقل (ص12، 13 وغيرهما) كلمات بعض الأئمة المتقدمين في جرح بعض الرواة وتعديلهم، ثم يقول: "ونقله عنه ... والمزي في تهذيب الكمال، والحافظ في تهذيبه ... ". والحافظ إنما نقل ما نقل عن تهذيب الكمال؛ لأنه يهذبه، فذِكْرُ نقله إلى جانب نقل المزي في تهذيب الكمال= حشوٌ.

3 - يُضاف إلى الأقوال في عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير: قولُ يعقوب بن شيبة فيه، قال - كما في ملخص من مسند يعقوب بن شيبة (4ب) -: "لم أرَ أحدًا من أصحابنا ممن يتكلم في الحديث إلا وهو يضعفه ويضعف أحاديثه، وأحاديثه منكرة".

4 - ذكر (ص16) متابعة محمد بن واسع - من رواية أزهر بن سنان عنه - عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن جده.

ثم ذكر أقوال الأئمة في تضعيف أزهر بن سنان هذا، ثم قال (ص18): "ومن تأمل أقوال أهل العلم فيه؛ وجدها تليِّنه؛ لكنها لا تطرحه، فقد قال ابن عدي في الكامل (1/ 420): ولأزهر بن سنان غير ما ذكرت من أحاديث، وليس بالكثير، وأحاديثه صالحة، ليست بالمنكرة جدًّا، وأرجو أنه لا بأس به.

وقال ابن أبي حاتم؛ كما في إكمال تهذيب الكمال (2/ 49): هو ثقة ... "،

إلى أن قال: "وبذلك يتبين أن أزهر بن سنان لين الحديث، وليس بمتروك؛ فإنه لا يحكم على راوٍ بأنه متروك حتى تتفق كلمات أئمة الجرح والتعديل على ذلك".

ثم نقل عن بعض كتب المصطلح، وليس فيها ما يفيد قاعدته هذه!

بل إنه اعتبر عمرَو بن دينار قهرمان آل الزبير متروكًا (ص12) ولم تتفق كلمة أئمة الجرح والتعديل على ذلك، ففيهم من ضعفه فحسب، وبعضهم ذكر أنه يكتب حديثه.

والحكم بالترك على الراوي يكون بالنظر في حاله عمومًا، وكلام الأئمة المفصل فيه، وإلا لما حُكم بالترك على من خولف في تركه، وهذا منتفٍ في تطبيقات الأئمة وأقوالهم.

وهذه أقوال الأئمة في أزهر بن سنان:

- ابن المديني: قال أبو غالب الأزدي: ضعفه علي بن المديني جدًّا في حديث رواه عن ابن واسع.

- يحيى بن معين: لا شيء. وفي رواية: ليس بشيء. وفي رواية: ليس بثقة (هذه الأخيرة لم يذكرها المؤلف، وهي في تاريخ دمشق: 56/ 139).

- يعقوب بن شيبة: ضعيف الحديث جدًّا، ضعفه أهل الحديث.

- أبو داود السجستاني: ليس بشيء.

- ابن حبان: قليل الحديث، منكر الرواية في قلته، لم يتابع الثقات فيما رواه.

- الساجي: فيه ضعف - لم ينقل المؤلف هذه الكلمة، وهي في تهذيب الحافظ -.

- ابن أبي حاتم - فيما نقله مغلطاي -: ثقة.

- ابن عدي: ولأزهر بن سنان غير ما ذكرت من أحاديث، وليس بالكثير، وأحاديثه صالحة، ليست بالمنكرة جدًّا، وأرجو أنه لا بأس به.

وعلى قلة كلام الأئمة فيه إلا أن أكثره في أنه ليس بشيء، ضعيف جدًّا، وأن حديثه - على قلته - منكر.

وكلمة: "ليس بشيء" جرح شديد، قرنها أحمد بن حنبل بالترك والوضع، وقرنها ابن معين مرةً بالكذب، وتجد كثيرًا ممن قال فيهم ابن معين: "ليس بشيء"= من المتروكين ومنكري الحديث ونحوهم، وكذلك الحال عند أبي داود السجستاني.

وقد استقرأ غير واحد من الباحثين هذه الكلمة عند ابن معين، فخلص إلى أن معظمها يفيد الضعف الشديد. وإن كان لهذه الكلمة مقاصد أخرى عنده - أي: ابن معين -؛ كقلة الحديث= إلا أنها هنا بمعنى الجرح ولا شك،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير