تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تنكح المرأة لميسمها (لجمالها) ولمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك]

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[23 - 03 - 07, 12:25 م]ـ

عندما حققت كتاب:

المجازات النبوية؛ للشريف الرضيّ، وذلك منذ أكثر من عشرين

عاما، مرّ معي هذا الحديث، وأنا منذ ذلك الوقت أبحث عنه في

مصادر أهل السنة، ولم أجده حتى الآن؛ فأحببت أن تشاركوني

الرأي والبحث، وأنتم أهل الحديث وخاصته، وحاملو لواءه ورايته

:

جاء في كتاب:المجازات النبوية؛ للشريف الرضيّ (صفحة 47 ـ 48؛ بتحقيقي):

(ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام:

"تنكح المرأة لميسمها"؛

وهذا القول مجاز؛ لأنه لا ميسم هناك، ولا يبعدأن يكون هذا الكلام داخلا في

حيز الحقيقة، ويكون الميسم مفنعلا من الوسامة.

يقال: وسمت المرأة وسامة، وإنها ذات ميسم وجمال.

وهذا القول مجاز؛ لأنه لا ميسم هناك على الحقيقة؛ وإنما أراد عليه الصلاة

والسلام: أنها تنكح لأثر الجمال الظاهر عليها، وجعل الجمال ميسما لها مبالغة

في وصفه بالعلوق بها، والظهور على وجهها، كما يشهر أثر الميسم، الذي تكوى

به الإبل، فلا يذهب إلا بذهاب الجلد، الذي أثر فيه، وعلق به ز

ويقولون قي أمثالهم:

يبقى بقاء الوسم؛ إذا وصفوا الأمر بالخلود والدوام والبقاء على الأيام ... )


هذا هو الحديث، كما جاء في كتابنا
علما:
1 ـ أنني وجدته في كتب الشيعة جميعها.
2 ـ وهو في كتب اللغة، وغريبها جميعها.

وفي فتح الباري؛ لابن حجر العسقلانيّ:
(وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((تنكح المرأة لميسمها [الميسم: السمة. وأثر الحسن والجمال.] ولمالها لحسبها فعليك بذات الدين تربت يداك)) [ابن حجر. فتح الباري بشرح البخاري. باب النكاح. 11/ 36، 37.]).

وأورد ابن منظور الأقوال المختلفة في معنى هذا الحديث:
نرى ابن منظور وهو يستشهد بالحديث على معنى من المعاني يورد الأقوال المختلفة في تفسير عبارة من الحديث لها علاقة بالمادة التي يشرحها. نحو عبارة (تربت يداك).
قال ابن منظور: يقال: تربت يداه، وهو على الدعاء، أي لا أصاب خيراً.
وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((تنكح المرأة لميسمها ولمالها لحسبها فعليك بذات الدين تربت يداك)).
قال أبو عبيد: قوله (تربت يداك)، يقال للرجل، إذا قل ماله: قد ترب، أي افتقر حتى لصق بالتراب. وفي التنزيل العزيز {أو مسكيناً ذا متربة}.
وقال أبو عبيدة: ويرون، والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعمد الدعاء عليه بالفقر، ولكنها كلمة جارية على ألسن العرب يقولونها وهم لا يريدون بها الدعاء على المخاطب، ولا وقوع الأمر بها.
وقيل: معناها لله درك.
وقيل: أراد به المثل ليرى المأمور بذلك الجد، وأنه وإن خالفه فقد أساء.
وقيل: هو دعاء على الحقيقة، فإنه قد قال لعائشة: ((لا تربت يداك)) لأنه رأى الحاجة خيراً لها.
هذه ستة معان لكلمة ((تربت يداك)) الواردة في الحديث الشريف أوردها ابن منظور. فأي معنى عناه الرسول (صلى الله عليه وسلم)!!؟

ودمتم سالمين

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 03 - 07, 12:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك يادكتور ونفعنا بعلمك:
أما ما يخص المراد بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الحديث " تربت يداك " فأكثر شراح الحديث وأهل اللغة يرون أن المراد بتربت أي لصقت وهو كناية عن الفقر لكن لا يراد به حقيقته هنا فهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المخاطب ولا وقوع الأمر به وكثيراً ترد للعرب ألفاظ ظاهرها الذم وإنما يريدون بها المدح أو التعجب أو نحو ذلك كقولهم لا أب لك ولا أم لك ولا أرض لك وثكلتك أمك ونحوها.
وهذا ما اختاره أبو عبيد القاسم بن سلام وابن الأثير وابن قتيبة وابن عبد البر والنووي وابن الجوزي والمازري وابن حجر والزمخشري وغيرهم.
ينظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 93) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (1/ 628) غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 457) الاستذكار لابن عبد البر (1/ 294) الفائق للزمخشري (1/ 34) غريب الحديث لابن الجوزي (1/ 104) شرح مسلم للنووي ((3/ 221) (12/ 166) فتح الباري (1/ 92) (9/ 135)

وأما ما يخص رواية (لميسمها) فليتك أيها الشيخ الفاضل تفيدنا عن موطنها بالضبط في الفتح لأني رجعت إلى الموضع المذكور ولم أجدها والحديث ذكره البخاري في كتاب النكاح باب الأكفاء في الدين وشرحه في الفتح في (9/ 135) وقد بحثت عن الرواية في كتب الحديث لأستفيد منها فلم أجدها _ حسب ما توفر لدي من بحث _ إلا في كتب اللغة وغريب الحديث كغريب الحديث لأبي عبيد _ وهو لايسوقها بالإسناد _ والنهاية لابن الأثير وابن الجوزي وغيرها.
فأرجو من فضيلتكم أن تفيدونا بعزو دقيق لفتح الباري وجزاكم الله خيراً.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير