تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفات مع من يفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث]

ـ[محمد أشرف]ــــــــ[05 - 02 - 07, 05:58 م]ـ

بسم الرحمان الرحيم

الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على نبيه وعبده محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه.

لا أدري لماذا نحن المسلمون ابتلينا بالاختلاف في كثير من جوانب حياتنا (العقيدة الفقه , المنهج .. ) والثابث المعلوم أن الاختلاف يكون عند تعدد المصادر والمرجعيات التي يستقى منها فهم جزئيات كل منهج وطريق. لكن نحن المسلمون مصدرنا واحد موحد (الكتاب والسنة) فالاختلاف يبقى في فهم هذا المصدر. فالمشكلة اذن في اختلاف الأفهام، فلتلافي هذا النقص المعيب لا بد من الرجوع لفهم خير الناس في خير القرون والأزمان قال صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الصحيحة 699). وهنا يرد اشكال خفيف وهو أليس هذا الفهم الذي ينبغي الرجوع اليه فهم الصحابة والسلف الصالح هو أيضا قابل للاختلاف؟ ألم يخالف بعضهم بعضا في مسائل متعددة؟ أليس قد جاء في الخبر (اختلاف أمتي رحمة؟) (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم؟) الجواب هذه أحاديث باطلة ولا شك أن الرجوع الى هذي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في شؤون ديننا أمر واجب لاسيما ما كان منها عبادة محضة لامجال للرأي والاجتهاد فيها. واختلاف الصحابة انما كان عن ضرورة واختلاف طبيعي منهم في الفهم،لا اختيارا منهم للخلاف. ومن أطرف ماسمعت في محاضرة للشيخ مشهور حسن سلمان حول اختلاف الصحابة فوقت بدأ الأسئلة تقدم شاب وقال ياشيخ ألم يجعل الله الاختلاف في الألوان والأرزاق والأوزان والقوة والضعف (و كلاما نحوه) فهل اختلاف الليل والنهار اختلاف مذموم (يشير بدلك لامكانية التنوع في مناهج الاصلاح الديني).فأجاب الشيخ بان الاختلاف نوعان اختلاف تنوع واختلاف تضاد واستطرد طويلا في البيان فلله دره.

أقول الفرق من جهة الأثر واضح ذلك أن الصحابة رضي الله عنهم مع اختلافهم المعروف في الفروع كانوا محافظين على مظاهر الوحدة بعيدين كل البعد عما يفرق الكلمة ويصدع الصفوف فقد كان فيهم مثل من يرى مشروعية الجهر بالبسملة ومن يرى عدم مشروعيته وكان فيهم من يرى نقض الوضوء بمس المرأة ومن لا يراه ومع كل واحد نص يستدل به وهذا هو اختلاف تنوع وعكسه اختلاف التضاد وعليه يحمل قول مالك (الحق واحد صواب أو خطأ) وهذا الأخير اختلاف كوني أزلي فلا يجهد دعاة الوحدة بين الأديان والفرق أنفسهم في الجمع والتقريب بينهم لأنه اختلاف كوني كالجمع بين المتضادات كالماء والنار أو الجمع بين السنة والشيعة أو السلفية مع الاخوانية أو التكفيرية أو القطبية .. فما الحق والصواب هنا الا واحد وليس هناك الا خطأ وصواب ومن قال أن هذا من باب اختلاف التنوع فقد جانب الصواب فهذه نفيسة احفظها أخي القارئ.

ظهر فكر محدث جديد متأخر يقوم على التفريق بين المتقدمين والمتأخرين في منهج الحديث وتعليل الأخبار ونقدها كرد فعل على بعض التساهل عند بعض العلماء في تعليل الأخبار مع اضطراب عنده أهله في تحديد الفارق الزمني بين المتقدم والمتأخر هل هو سنة ثلاثمائة أو أربعمائة وعلى كل فالتقدم والتأخر أمر نسبي فكل لاحق هو متأخر عن السابق والسابق متقدم عن اللاحق فنحن متأخرون بالنسبة للحافظ ابن حجر وهو بالنسبة لنا متقدم ومتأخر بالنسبة للدارقطني وهكذا فما هو الضابط بين المتقدمين والمتأخرين. غالب ظني أنهم اعتمدوا على عبارة للذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 4) (حد المتقدم من المتأخر سنة ثلاثمائة من الهجرة) فان قصدوا هذه فقد أبعدوا الطريق لان قصده أن الرواة قبل الثلاثمائة نختاج لنقد حافظتهم فلا بد ان نعرف هل هذا الرجل ضابط حافظ متقن أم لا؟ أما بعدها فيكفينا أن يكون عدلا وطريقة تحمله للحديث صحيحة لأنهم لم يعودوا يعتمدون على الحافظة فالسنة أصبحث مدونة وكلامه واضح لو تؤمل. ثم من مات سنة سنة ثلاثمائة وواحد أو اثنين أو ثلاث مثل النسائي أو سبع كأبي يعلى فهل نتساهل ونجعله وتقدما؟ هذا شئ وشئ آخرمهم بالنسبة لي وهو لو حصرنا القضايا لتي يتكلم عليها اخواننا وفقهم الله لوجدناها محدودة جدا (الحديث الحسن , التدليس، التفرد والنكارة، والتقوية بالجوابر .. ) وهنا الشاهد فمنهج يقوم بذاته يا اخواني لا يكون مبني على مسائل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير