السابقة.
على أني قد وجدت له طريقا أخرى عن ابن عمر. أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
(3/ 162 / 3) عن محمد بن أحمد بن العلس: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي
أويس حدثنا عن مالك عن نافع عنه. و هذا إسناد رجاله رجال الشيخين غير ابن
العلس هذا فلم أعرفه.
و قد وجدت له شاهدا مرسلا بإسناد جيد بلفظ: " ازهد في الدنيا يحبك الله و أما
الناس، فانبذ إليهم هذا يحبوك ".
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8/ 41) من طريق أبي أحمد إبراهيم ابن محمد بن
أحمد الهمداني حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو عبيدة ابن أبي
السفر حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا المفضل بن يونس حدثنا إبراهيم بن أدهم عن
منصور عن مجاهد عن أنس: " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني
على عمل إذا أنا عملته أحبني الله عز وجل و أحبني الناس عليه، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم .. " فذكره و قال: " ذكر أنس في هذا الحديث وهم من عمر أو
أبي أحمد، فقد رواه الأثبات عن الحسن بن الربيع فلم يجاوزوا فيه مجاهدا ".
ثم ساقه من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا الحسن بن الربيع أبو علي البجلي
به مرسلا مرفوعا، لم يذكر فيه أنسا و قال: " قال الحسن، قال المفضل: لم
يسند لنا إبراهيم بن أدهم حديثا غير هذا، و رواه طالوت عن إبراهيم، فلم يجاوز
به إبراهيم، و هو من حديث منصور و مجاهد عزيز، مشهوره ما رواه سفيان الثوري
عن أبي حازم عن سهل بن سعد ".
قلت: قد تقدم حديث سفيان من طرق عنه و هي و إن كانت ضعيفة و لكنها ليست شديدة
الضعف - بإستثناء رواية خالد بن عمرو الوضاع - فهي لذلك صالحة للاعتبار،
فالحديث قوي بها و يزداد قوة بهذا الشاهد المرسل، فإن رجاله كلهم ثقات أما من
وصله، ففيه ضعف، فإن أبا حفص عمر بن إبراهيم قال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق، في حديثه عن قتادة ضعف ". و أما أبو أحمد إبراهيم بن محمد بن أحمد
الهمداني فلم أجد له ترجمة و كلام أبي نعيم المتقدم فيه يشعر بأنه محل للضعف.
و جملة القول أن الحديث صحيح بهذا الشاهد المرسل، و الطرق الموصولة المشار
إليها. و الله أعلم.
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[14 - 03 - 07, 06:18 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 10:58 م]ـ
قال الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله في الفتاوى الحديثة (1/ 460 - 461 - 462) كما في المكتبة الشاملة:-
((أما حديث: «إن الله فرض فرائض لا تضيعوها» فهو حديث ضعيف. أخرجه الدارقطني (4/ 1183 - 184)، والطبراني في «الكبير» (ح22/ رقم 589، 221، 223)، وابن بطة في «الإبانة» (400)، والبيهقي (10/ 12 - 13)، وأبو نعيم في «الحلية» (9/ 17)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (630) من طرق عن داود بن أبي هند، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني مرفوعا فذكره. وهذا الحديث حسنه النووي في «الأربعين» (ص40)، وفي «رياض الصالحين» (ص544)، وفي «الأذكار» (ص353) وسبقه إلى هذا الحكم أبو بكر السمعاني في «الأمالي» كما ذكره ابن رجب في «جامع العلوم» (ص242)، وذكر شيخنا الألباني رحمه الله في «غاية المرام» (ص18) أن أبا الفتوح الطائي خرجه في «الأربعين» وقال: «حديث كبير حسن، تفرد به داود عن مكحول».
قلت: وهذا الحكم ليس بصواب، لأن مكحولا لم يسمع من أبي ثعلبة، وهو كثير الإرسال، فيخشى من ذلك، وهذه علة لا سبيل إلى جبرها، وذكر الدارقطني في «العلل» (6/ 324) أنه اختلف على مكحول في رفعه ووقفه، فرفعه إسحاق الأزرق ومحمد بن فضيل وغيرهما عن داود. ورواه يزيد بن هارون وحفص بن غياث عن داود فوقفاه. ورواه حفص عند البيهقي (10/ 12)، ورواه قحذم بن سليمان قال: سمعت مكحولا يقول: ولم يتجاوز به. ورجح الدارقطني الطريق المرفوع وقال: «هو أشهر» وقد مر بك ما أعل به.
وله شاهد من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7461) قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الوشاء. وأخرجه أيضا في «الصغير» (1111) قال: حدثنا نوح الأبلي قالا: ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام نا أصرم ابن حوشب، نا قرة بن خالد، عن الضحاك بن مزاحم، عن طاووس، قال: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله فذكر مثله.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن قرة بن خالد، إلا أصرم بن حوشب، تفرد به: أبو الأشعث». وأصرم هذا أصرم من الخير، فإنه كذاب وضاع. ورواه نهشل الخراساني، عن الضحاك ابن مزاحم أنه اجتمع هو والحسن بن أبي الحسن ومكحول الشامي وعمرو بن دينار المكي وطاووس اليماني، فاجتمعوا في مسجد الخيف، فارتفعت أصواتهم، وكثر لغطهم في القدر، فقال طاووس وكان فيهم مرضيا: أنصتوا حتى أخبركم ما سمعت من أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: «إن الله افترض عليكم فرائض ... » الحديث. وفي آخره: نقول ما قال ربنا ونبينا، الأمور بيد الله، من عند الله مصدرها، وإليه مرجعها، ليس إلى العباد فيها تفويض ولا مشيئة. فقاموا وهم راضون بقول طاووس.
أخرجه الدارقطني (4/ 297 - 298) من طريق إسحاق الأزرق، عن أبي عمرو البصري، عن نهشل الخراساني بهذا. وسنده مثل سابقه ساقط، ونهشل كذبه ابن راهويه، وتركه النسائي وأبو حاتم والكلام فيه طويل الذيل. وللفقرة الثالثة طريق آخر عن أبي الدرداء، وهي قوله: «وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا»، ثم تلا هذه الآية: {وما كان ربك نسيا}.
أخرجه البزار (123، 2231، 2855 - كشف الأستار) عن إسماعيل بن عياش. والحاكم (2/ 375)، وعنه البيهقي (10/ 12) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، كليهما عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن أبيه، عن أبي الدرداء مرفوعا: «ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه ... » قال الحاكم: «صحيح الإسناد». وقال البزار: «إسناده صالح». وحسن إسناده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (10/ 171).
وله شاهد من حديث سلمان الفارسي بسند ضعيف خرجته في «تنبيه الهاجد» (1162))) ا. هـ كلامه حفظه الله.