وقد أورد القصةَ بدون خطامٍ ولا زمامٍ.
ولست أدري حالَ الرجل،
فمن يعرفُ حاله فليدلنا عليه.
وعلى كل الأحوال، فهو لم يذكر لهذه القصة سندًا،
وإنما العبرةُ بالأسانيد،
والله المستعان!
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[16 - 04 - 10, 09:41 م]ـ
إنما أوردتُ الحديثَ الذي أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى،
إشارةً مني إلى أن هذا هو الذي صحَّ،
وأن ما عداه مما سألتَ عنه أخي الكريم، لا يصحُّ.
وقد بحثتُ عن القصة محل السؤال،
ولم أجدها إلا في شريطٍ مفرَّغٍ،
لشيخٍ إسمه صالح بن عواد المغامسي،
وقد أورد القصةَ بدون خطامٍ ولا زمامٍ.
ولست أدري حالَ الرجل،
فمن يعرفُ حاله فليدلنا عليه.
وعلى كل الأحوال، فهو لم يذكر لهذه القصة سندًا،
وإنما العبرةُ بالأسانيد،
والله المستعان!
ثم وجدت الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى قد روى هذا الأثر في تفسيره مختصرًا،
ولكن بتمام موضع الشاهد،
كما وجدت الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى قد رواه بطوله في الدر المنثور 5/ 224،
وعزواه كلاهما لدلائل النبوة، للحافظ أبي نعيم الأصبهاني،
ولا يوجد في المطبوع من الدلائل؛ قال هذا: محقق تفسير ابن كثير؛ سامي بن محمد سلامة.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:
فائدة حسنة جليلة: روى الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتاب دلائل النبوة، من طريق محمد بن عمر الواقدي: حدثني مالك بن أبي الرجال، عن عمرو بن عبد الله، عن محمد بن كعب القرظي، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة إلى قيصر؛ فذكر وروده عليه وقدومه إليه.
وفي السياق دلالة عظيمة على وفور عقل هرقل، ثم استدعى من بالشام من التجار، فجيء بأبي سفيان صخر بن حرب وأصحابه، فسألهم عن تلك المسائل المشهورة التي رواها البخاري ومسلم، كما سيأتي بيانه، وجعل أبو سفيان يجهد أن يحقر أمره، ويصغره عنده.
قال في هذا السياق عن أبي سفيان: والله ما يمنعني أن أقول عليه قولا أسقطه من عينه، إلا أني أكره أن أكذب عنده كذبةً يأخذها علي، ولا يصدقني بشيء. قال: حتى ذكرت قوله ليلة أسري به، قال:
فقلت: أيها الملك، ألا أخبرك خبرًا تعرف أنه قد كذب؟
قال: وما هو؟
قال: قلت: إنه يزعم لنا أنه خرج من أرضنا؛ أرض الحرم؛ في ليلةٍ فجاء مسجدكم هذا؛ مسجد إيلياء، ورجع إلينا تلك الليلة قبل الصباح.
قال: وبطريق إيلياء عند رأس قيصر، فقال بطريق إيلياء:
قد علمت تلك الليلة!
قال: فنظر قيصر، وقال: وما علمك بهذا؟
قال: إني كنت لا أنام ليلة حتى أغلق أبواب المسجد، فلما كان تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها، غير باب واحد غلبني، فاستعنت عليه بعمالي ومن يحضرني كلهم فعالجته فغلبني، فلم نستطع أن نحركه، كأنما نزاول به جبلا، فدعوت إليه النجاجرة، فنظروا إليه فقالوا: إن هذا الباب سقط عليه النجاف والبنيان، ولا نستطيع أن نحركه حتى نصبح، فننظر من أين أُتى. قال: فرجعت وتركت البابين مفتوحين. فلما أصبحت غدوت عليهما، فإذا الحجر الذي في زاوية الباب مثقوب، وإذا فيه أثر مربط الدابة، قال: فقلت لأصحابي: ما حُبِسَ هذا الباب الليلة إلا على نبي، وقد صلى الليلة في مسجدنا.
وذكر تمام الحديث. اهـ.
تفسير القرآن العظيم 5/ 44 - 45.
ومحمد بن عمر بن واقد الواقدى الأسلمى:
قال البخارى: متروك الحديث، تركه أحمد، وابن نمير، وابن المبارك، وإسماعيل بن زكريا.
وقال فى موضع آخر: كذبه أحمد.
وقال معاوية بن صالح: قال لى أحمد بن حنبل: هو كذاب.
وقال معاوية أيضا عن يحيى بن معين: ضعيف.
وقال فى موضع آخر: ليس بثقة.
وقال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ليس بشىء.
وقال المغيرة بن محمد المهلبى: سمعت على ابن المدينى يقول: لا أرضاه فى الحديث، ولا فى الأنساب، ولا فى شىء.
وقال مسلم: متروك الحديث.
وقال النسائى: ليس بثقة.
وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث.
ومما سبق يتحصلُ أن هذا الأثرَ ضعيفٌ جدًا.
هذا والله أعلم،
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.