[تخريج روايات حديث أبي هريرة في ولوغ الكلب وذكر مذاهب الصحابة ومن بعدهم في ذلك]
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 07:24 ص]ـ
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم، أما بعد:
اعلم –سددك الله- أن حديث ولوغ الكلب في الإناء= جاء من حديث ابن مغفل ومن حديث أبي هريرة:
أما حديث عبد الله بن مغفل: فقد أخرجه مسلم (1/ 62و5/ 36) وابن ماجة (365و3200و3201) والنسائي (1/ 54 و177) وفي الكبري (70) وأحمد (4/ 86) و (5/ 56) والدارمي (743 و 2012) من طرقٍ عن شعبة، عن أبي التياح يزيد بن حميد قال:سمعت مطرفاً يقول: قال: عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه -: «أمرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب، ثم قال: ما بالُهُمْ وبَالُ الكلاب؟ ثم رخَّص في كلب الصيد وكلبِ الغنم، وقال: إذا ولَغَ الكلبُ في الإناء فاغسلوه سَبعَ مَرَّات، وعَفِّرُوه الثامنةَ في التراب».
وأما حديث أبي هريرة:
فيرويه عنه جماعةٌ من أصحابه: وهم (الأعرج، وابن سيرين، وأبوصالح، وأبو رزين، وأبو رافع-إن صح إليه السند-، وهمام بن منبة، وأبوسلمة، وعبيد بن حنين)، وإليك تفصيل رواياتهم:
1 - الأعرج:
وروايته أخرجها مالك (الموطأ) (47) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم، فليغسله سبع مرات».
ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1/ 54) ومسلم (1/ 161) وأحمد (2/ 460) وأبو داود (تحفة الأشراف 13799) [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1) وابن ماجة (364) والنسائي (1/ 52).
تابع مالكاً ابنُ عيينةَ: أخرجه الشافعي 1/ 23 والحميدي (967) وأحمد (2/ 245) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2) وابن خزيمة (96) وابن الجارود (52) وأبو عوانة 1/ 207.
وتابعه أيضا هشام بن عروة: أخرجه ابن حبان (1294)، والدارقطني 1/ 65.
[فهذه الرواية ليس فيها ذكر التتريب]
2_محمد بن سيرين:
ولفظه –في غالب الروايات-: «طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسله سبع مرات، أولاهن بالتراب».
ويرويه عن ابن سيرين:
1) هشام بن حسان، واختلف عنه في لفظه:
رواه عبد الرزاق عنه (330)، ومن طريقه أخرجه أحمد (7604) وأبو عوانة 1/ 207 - 208: بدون ذكر التتريب.
ورواه-أيضا- عن هشام جماعةٌ فذكروا التتريب بلفظ (أولاهن بالتراب):
أخرجه مسلم (1/ 234) وأحمد (9511) عن ابن عُلية،
وأخرجه أحمد (10595) وابن أبي شيبة "المصنف" (331)، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/ 208 عن يزيد بن هارون،
وأخرجه أبو داود (71) عن زائدة،
كلهم عن هشام به. وهذا اللفظ هو المحفوظ من رواية هشام.
ورواه عن ابن سيرين –أيضا- أيوب، واختلف عليه في لفظ الحديث، وفي وقفه ورفعه:
(الاختلاف في لفظه على أيوب): أخرج الحميدي (968) عن سفيان بن عيينة، وابن الجارود (52) عن علي بن سلمة، عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، به -وفيه: "أولاهن أو إحداهن بالتراب"-.قال سفيان: رفعه أيوب مرة.
وأخرجه الشافعي 1/ 23 - 24، ومن طريقه أبو عوانة 1/ 208، وأبو نُعيم في "الحلية" 9/ 158، والبيهقي 1/ 241، والبغوي (289) عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، به -لكن قال فيه: "أولاهن أو أخراهن بالتراب".
ولعل روايةَ الحميدي أرجح؛ فهو أثبتُ الناس في ابن عيينة، وأجلّ أصحابه، وكان راويته، ثم إنه قد تابعه على لفظه راوٍ آخر، وهو علي بن سلمة عند ابن الجارود.
وأخرجه الترمذي (91)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 21، وفي "مشكل الآثار" (2650) من طريق سوار بن عبد الله عن معتمر بن سليمان، عن أيوب، به (مرفوعا) -وفيه عند الترمذي: "أولاهن أو أخراهن من التراب"-، وفي "مشكل الآثار": "أولاهن -أو قال-: أولهنَّ بالتراب"، وفي "شرح المعاني": "أولاهن بالتراب" فقط. قال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه أحمد (10341) من طريق سعيد عن أيوب بلفظ "أولاهن بالتراب" فقط.
(وأما الاختلاف في رفعه ووقفه): فقد سبق ذكرُ من رواه مرفوعا عن أيوب، وأما رواية الوقف: فقد أخرجها أبو داود (72) من طريق مسدد عن معتمر بن سليمان وحماد بن زيد، والدارقطني 1/ 64 من طريق حماد بن زيد، وأبو عبيد (186) [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3) عن ابن علية، ثلاثتهم عن أيوب، به.
قال أبو عبيد: ولم يرفعه أيوب، والثابت أنه مرفوع؛ ولكن أيوب كان ربما أمسك عن الرفع.
¥