و قال يحيى بن سعيد، عن شعبة: أخذ منى حفص بن سليمان كتابا فلم يرده، و كان يأخذ كتب الناس فينسخها.
و قال أبو أحمد بن عدى، عن الساجى، عن أحمد بن محمد البغدادى، عن يحيى بن معين: كان حفص بن سليمان، و أبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم،
و كان حفص أقرأ من أبى بكر، و كان كذابا، و كان أبو بكر صدوقا.
يقولون: كذاب لا يصدق ... فهل هذا يليق بأهل القرآن ... ؟؟؟؟
هل يصحّ قولهم هذا؟؟
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله.
بارك الله فيك.
لا تعارض بين ضعفه في الحديث، وإمامته في القراءة.
فقد يصرف الرجل كل طاقته وجهده واهتمامه في جانب، ويُشارك في جانبٍ آخر، فيكون عَلَمًا في الجانب الأول، وكأيِّ رجلٍ آخر في الجانب الثاني.
وفي العلماء اليوم من تجده إمامًا في الفقه، وعاميًّا في القراءات -مثلاً-، أو العكس، وهذا غير ضائر.
وقد كان الحديث يحتاج حفظًا، وكتابةً، وضبطًا، ومراجعةً، وتعاهدًا، ومذاكرةً مع الأقران والشيوخ ... إلخ، وهذا لا يستطيعُه من فرَّغ نفسَه للقراءة والإقراء، فربما كان حفصٌ تحمَّل أحاديث، لكنه لم يضبطها؛ للسبب المذكور، فضعَّفه الأئمة في رواية الحديث فحسب.
ولذا؛ فإن يحيى بن معين الذي قال فيه: (ليس بثقة)؛ قال -هو نفسه-: (كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم)، وقال الذهبي ملخِّصًا أقوال الأئمة -في الكاشف-: (ثبتٌ في القراءة، واهي الحديث)، وقال ابن حجر -في التقريب-: (متروك الحديث، مع إمامته في القراءة).
والله أعلم.
لا فض فوك يا ابن عبدالله
ألا ترى أخي الكريم أن الواقدي قد تركه جمهو النقاد، ولكنه في المغازي ممن يعتبر به ولذا قال الحافظ ابن حجر فيه متروك، مع سعة علمه، فإذا انصرف جهد إمام من الأئمة لعلم وفن من الفنون وأتقنه بطول الممارسة وكثرة المراجعة كحفص في القراءة والواقدي في السير وغيرهم
ولعل في كلام شيخنا محمد بن عبدالله غنية وكفاية
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:43 ص]ـ
قلت لم يتهم حفصاً بالوضع إلا رافضي جلد و هو عبد الرحمن بن يوسف بن خراش و حاشا حفصاً أن يضع شيئاً أما أنه متروك أو ليس بثقة في الحديث فلا يلزم منه عدم قبول قراءته فلا تلازم بين الأمرين.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 12:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا من مظاهر التخصص في العصور الأولى فهؤلاء تخصصوا وتفرغوا للقراءات لم يتجهوا لعلم الحديث
وآخرون تخصصوا في الحديث والرجال والعلل
فعثمان بن أبي شيبة مثلاً إمام محدِّث وهو من شيوخ البخاري المشاهير، ولكنه ضعيف في القرآن بل قيل أنه قرأ (وما علمتم من الخوارج مكلبين)!! و (وإذا بطشتم بطشتم خبازين) وراجع ترجمته في ميزان الإعتدال.
ـ[ابوعمر الجدعاني]ــــــــ[04 - 10 - 10, 11:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وكتب الله لكم الاجر
للفائدة في هذا الموضوع
1 /
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35732
2 /
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32734
وفقكم الله
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:19 ص]ـ
بوركتم وجزاكم الله خيرا كثيرا:))
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:13 م]ـ
وللفائدة:
للدكتور غانم الحمد بحث في ذلك بعنوان:
حفص بن سليمان الأسدي (راوي قراءة عاصم) بين الجرح والتعديل. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3767)
وقد نشره أيضا في كتابه (أبحاث في علوم القرآن)، تجده هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22094) مصورا.
وإتماما للفائدة؛ هذا موضوع مهم:
حفص بن سليمان المقرئ ومروياته بين القبول والرد - نقاش علمي مع أ. د. غانم قدوري الحمد. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4319)
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 08:56 م]ـ
قال الإمام الذهبي:
(قلت: كان عاصم ثبتا في القراءة، صدوقا في الحديث، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: في حفظه شئ يعني: للحديث لا للحروف، وما زال في كل وقت يكون العالم إماما في فن مقصرا في فنون.
وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان ثبتا في القراءة، واهيا في الحديث)
تأمل العبارة الملونة رحمك الله
ما أنفسها من عبارة وأنصفها لله دره.
- لأجل هذا لم يحدث مالك رحمة الله عليه عن أقوام عباد يستسقى بهم الغمام، و ما ذاك إلا لأنهم ليسوا بأهل هذا الشأن،
- وهو نفسه لم يعتد أهل القراءات بطعنه في بعض أوجه القراءة الثابتة.
- وأبو حنيفة الفقيه الفذ قد عرفتم منزلته في الحديث،
- وكذا بعض أصحاب التاريخ والسير والأنساب كالواقدي وسيف بن عمر والكلبي ...
كانوا أئمة في فنونهم بخلاف أحوالهم في الحديث.
فمثل هذا يقال عن أصحاب القراءات هؤلاء رحمة الله على الجميع
إذا فَهمتها زال الإشكال لديك إن شاء الله.
¥