تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد توبع زيد على عدم ذِكْر الصباح والمساء من رواية عبد الله بن سليمان الأسلمي عن معاذ عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال: بيْنا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم راحلته في غزْوة؛ إذ قال: "يا عقبة قُلْ" فاستمعتُ، ثم قال: "يا عقبة قُلْ" فاستمعتُ، فقالها الثالثة، فقلتُ: ما أقول؟ فقال: (قل هو الله أحد) فقرأ السورة حتى ختمها، ثم قرأ: (قل أعوذ برب الفلق) وقرأتُ معه حتى ختمها، ثم قرأ: (قل أعوذ برب الناس) فقرأت معه حتى ختمها، ثم قال: "ما تعوّذ بمثلهن أحد".

أخرجه النسائي في "المجتبى" برقم (5430) وفي "الكبرى" برقم (7846) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 21 - 22) برقم (952).

وعبد الله بن سليمان الأسلمي "صدوق يخطئ" إلا أنه توبع من زيد بن أسلم على ذِكْر المعوذتين، ولعل من خطئه هنا زيادة (قل هو الله أحد) وقد جعل الحديث من مسند عقبة بن عامر لا من مسند عبد الله بن خبيب، وقد حصل وهم آخر منه: فروى الحديث عن معاذ عن عقبة دون ذكر أبيه أصلاً، وبدون ذكر الصباح والمساء أيضًا: أخرجه النسائي في "المجتبى" برقم (5431) وفي "الكبرى" برقم (7852) فهذا الاضطراب من عبد الله بن سليمان الأسلمي، إلا أن روايته – مع ما فيها- تتوافق مع رواية زيد بن أسلم الثقة، في ذكر المعوذتين وإطلاق الذِّكْر دون تقييده بالصباح والمساء.

هذا، وقد اختلفت كلمة الحافظ ابن حجر في هذا الحديث:

فحسّنه في "نتائج الأفكار" (2/ 345) بذكر الصباح والمساء، وقال مرة أخرى في (2/ 347): "والحديث معروف بعقبة بن عامر ..... وبسبب هذا الاختلاف توقفْتُ في تصحيحه" اهـ وقال في "النكت الظراف" (4/ 317): "وهو معروف بعقبة بن عامر" اهـ وقال في "الإصابة" (4/ 65): "ولا يبعد أن يكون الحديث محفوظًا من الوجهين" اهـ.

قلتُ: أما ذكر عقبة في حديث عبد الله بن خبيب فلا تطمئن النفْس إلى ثبوته، لرواية زيد بن أسلم - وهو ثقة- ومتابعة أسيد بن أبي أسيد - وهو صدوق- على عدم ذكر عقبة، وخالفهما عبد الله بن سليمان الأسلمي – وهو صدوق يخطئ- فروايته منكرة، إلا أن الحديث في ذِكْر المعوذتين من حديث عقبة مشهور، بل ادعى بعضهم فيه التواتر، فإن حُمل كلام الحافظ عليه فلا إشكال.

وهاك حديث عقبة بن عامر: فقد جاء بلفظ: "ألم تر آيات أُنزلت الليلة لم يُرَ مثلهن قط؟ (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) " وفي رواية: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقراءتهن دبر كل صلاة"، وفي بعض الروايات: "كلما نمت وقمت" وفي بعضها: "إذا نمت وإذا قمت" وفي بعضها مع ذِكْر قصة، وفي بعضها بدون القصة، وفي بعضها بذكر المعوذات، وغالبها مقتصر على المعوذتين، وفي بعضها بذكر سورة الفلق فقط، والحديث بهذه الروايات مفرقًا أخرجه:

مسلم في "صحيحه" برقم (814) وأبو نعيم في "مستخرجه على صحيح مسلم" برقم (1842، 1843، 1844) وأبو داود برقم (1462، 1463) والنسائي في "المجتبى" برقم (1336، 5433، 5434، 5435، 5436، 5437، 5438، 5439، 5440) وفي "الكبرى" برقم (1259، 7838، 7839،7840، 7842، 7843، 7844، 7845، 7847، 7848، 7849، 7851، 7855) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (889) والترمذي برقم (2902، 2903) والدارمي برقم (3482، 3483، 3484) وابن خزيمة برقم (534، 535، 536، 755) وابن حبان برقم (1842) والحاكم (1/ 253)، (2/ 540) والطيالسي في "مسنده" برقم (1003) وابن أبي شيبة في "مصنفه" برقم (29595) وأبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (صـ145) برقم (47/ 3)، (صـ145) برقم (47/ 4) والحميدي في "مسنده" برقم (851) وأحمد في "مسنده" برقم (17296، 17299، 17303، 17322، 17341، 17342، 17350، 17366، 17370، 17378، 17392، 17417، 17418، 17452، 17455، 17792) وابن شبّة في "تاريخ المدينة" (3/ 1011مرتين، 1011 - 1012، 1012مرتين، 1012 - 1013) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب" (صـ322،326) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/ 500) برقم (1312) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (صـ122) برقم (286)، (288، 289) والرُّوياني في "مسنده" (1/ 150) برقم (160) وأبو يعلي الموصلي في "مسنده" برقم (1734، 1735، 1736) وابن المنذر في "الأوسط" برقم (1560) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 113 - 116) برقم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير