أخرجه الحارث بن أسامه - كما في بغية الباحث (2/ 566ح517)، والمطالب العالية (9/ 35ح1850) -، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص201ح439)، وابن عبدالبر في الاستذكار (24/ 82)، وابن الجوزي في ذم الهوى (ص163) كلهم من طريق عباد بن كثير عن عبدالله بن محمد بن عقيل، عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عمل عمل قوم لوط فاقتلوه».
وإسناده ضعيف جداً، فيه عباد بن كثير الثقفي، "متروك"، كما في التقريب (3139)، وعبدالله بن محمد بن عقيل - صدوق وفي حديثه لين، ويقال: تغير بآخرة - كما في التقريب (3592).
وتابع عباد بن كثير: القاسم بن عبدالواحد بن أيمن المكي متابعة لا تنفعه، عند: أحمد في المسند (23/ 317ح15093)، والترمذي في جامعه في أبواب الحدود، باب ما جاء في حد اللوطي (1457)، وابن ماجه في كتاب الحدود، باب من عمل عمل قوم لوط (2563)، والحاكم في المستدرك في كتاب الحدود (4/ 397ح8057)، والبيهقي في الجامع الشعب الإيمان (7/ 273ح4989)، وأبو ذر الهروي في فوائده (ص51)، بنحوه.
وفي إسناده القاسم بن عبدالواحد – وهو مقبول – كما في التقريب (5471)، وعبدالله بن محمد بن عقيل في حديثه لين، وقد تفردا بهذا الحديث، فلم يتابعهما عليه أحد، ومثلهما لايقبل منه التفرد.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه عن عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن جابر».
الثاني: حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ورد عنه من طريقين:
الأول: رواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.
- أخرجه ابن ماجه في كتاب الحدود، باب من عمل عمل قوم لوط (2562)، وأبو يعلى (12/ 43ح6687)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار في باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن وجد يعمل بعمل قوم لوط (9/ 445ح3833)، وابن عدي في الكامل (6/ 399) من طريق عاصم بن عمر.
- وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب الحدود (4/ 395ح8048)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص202ح440)، والآجري في تحريم اللواط (رقم28/ 32) من طريق عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر العمري.
كلاهما (عاصم بن عمر، وعبدالرحمن بن عبدالله العمري) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عمل قوم لوط فارجموا الفاعل والمفعول به»، هذا لفظ العمري، ولفظ عاصم بن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذي يعمل عمل قوم لوط: «ارجموا الأعلى والأسفل، ارجموهما جميعاً».
وإسناده من طريق عاصم: ضعيف، فإن عاصم بن عمر بن حفص "ضعيف"، كما في التقريب (3068).
قال الترمذي في جامعه (ص354): «هذا حديث في إسناده مقال، ولا نعرف أحداً رواه عن سهيل بن أبي صالح غير عاصم بن عمر العمري، وعاصم بن عمر يُضَعَّفُ في الحديث من قبل حفظه».
وإسناده من طريق عبدالرحمن العمري: ضعيف جداً، فإن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر بن حفص بن عاصم العمري "متروك"، كما في التقريب (3922).
قال الذهبي في التلخيص: «عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر العمري ساقط».
الثاني: رواه عبدالرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة.
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (8/ 234ح8497)، والبيهقي في الشعب (7/ 330ح5089)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص201ح438) من طريق محرز بن هارون بن علي بن محرز التيمي.
وأخرجه الحاكم في المستدرك في كتاب الحدود (4/ 396ح8053)، من طريق هارون بن هارون التيمي، قال: سمعت عبدالرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله سبعة من خلقه فوق سبع سماوات، فردد لعنته على واحدة منها ثلاثاً، ولعن بعد كل واحدة لعنة فلعنة قال: ملعون ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط ... الحديث.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 419): «رواه الطبراني في الأوسط وفيه محرز بن هارون ويقال: محرر، وقد ضعفه الجمهور، وحسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح».
وقال الذهبي في التلخيص: «هارون بن هارون التيمي ضعفوه».
وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (11/ 610ح5368): «وإسناده ضعيف جداً».
الثالث: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفاً عليه: «من عمل عمل قوم لوط فاقتلوه».
أخرجه الآجري في ذم اللواط (ص67رقم43) من طريق ابن المبارك، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس ابن أبي حازم.
الرابع: حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه موقوفاً عليه: «يكون في آخر الزمان أقوام لهم أرحام منكوسة، ينكحون كما تنكح النساء، فمن أدركهم فليقتل الفاعل والمفعول به».
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 333رقم1127)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 186رقم1352)، قال أبو حاتم: «هذا حديث منكر».
قال ابن حزم في المحلى (11/ 383): «فهذا كل ما موهوا به، وكلُّه ليس لهم منه شيء يصح، أمَّا حديث ابن عباس فانفرد به عمرو بن أبي عمرو وهو ضعيف، وإبراهيم بن إسماعيل ضعيف، وأما حديث أبي هريرة فانفرد به القاسم بن عبداللَّه بن عمر بن حفص وهو مُطَّرَح في غاية السُّقوط، وأما حديث جابر فعن يحيى بن أيوب، وهو ضعيف عن عبَّاد بن كثير، وهو شَرٌّ منه، وأما حديث ابن أبي الزناد، فابن أبي الزناد ضعيف، ومحمَّد بن عبداللَّه مجهول، وهو أيضاً مرسل، فسقط كل ما في هذا الباب».