3 - فَفَطِنَ لَهُ الْقَوْمُ: وفي رواية (ففطن آباؤنا): أي أنَّ الآباء الذين كانوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَهِموا منه أمراً ما.
4 - وَهُوَ يَلُوكُ لُقْمَتَهُ لاَ يُجِيزُهَا: يمضُغ الطعام، ولكن لا يدخله إلى جوفه.
5 - فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ: امتنعوا عن تناول الطعام، لما رأوا ذلك من الرسول صلى الله عليه وسلم.
6 - وَغَفَلُوا عَنَّا: أي وغَفَلَ الآباء عن أبنائهم ونسوا أنّهم يأكلون من هذا الطعام.
وقد علمنا قبل ذلك أنَّ راوي الحديث كان غلاماً في ذلك الوقت.
7 - ثُمَّ ذَكَرُوا فَأَخَذُوا بِأَيْدِينَا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَضْرِبُ اللُّقْمَةَ بِيَدِهِ حَتَّى تَسْقُطَ: أي ثم تذكَّر هؤلاء الآباء أن أبنائهم يأكلون من الطعام، فقاموا بالإمساك بأيدي أبنائهم، وضربوا على أيديهم حتى يسقط الطعام ولا يأكلوا منه.
8 - ثُمَّ أَمْسَكُوا بِأَيْدِينَا يَنْظُرُونَ مَا يَصْنَعُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ثم أمسك الآباء بأيدي أبنائهم، حتى ينظروا ماذا سيصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
9 - ((أَجِدُ لَحْمَ شَاةٍ أُخِذَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا)): أي أن هذا اللحم أُخِذ بطريق غير مشروع، وفي هذا بيان معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
10 - ابْتَاعَ: اشترى.
11 - فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ: أي فأرسلت هذا المرأة إلى عامر بن أبي وقاص برسالة.
12 - أَنِ ابْتُغِىَ لِي شَاةٌ فِي الْبَقِيعِ فَلَمْ تُوجَدْ: تقول المرأة لعامر في هذه الرسالة أنها قد أرسلت من يشتري لها شاة من البقيع ولكنها لم تجد.
13 - فَذُكِرَ لِي أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ شَاةً: وتقول المرأة أيضاً لـ "عامر" في الرسالة أنه قد ذُكر لها أنك قد اشتريت شاةً.
14 - فَأَرْسِلْ بِهَا إِلَيَّ: وفي رواية (أرسل إلى بها بثمنها): أي أنَّ المرأة أرادت أن تشتريها من "عامر بن أبي وقاص" بالثمن الذي اشتراه بها.
15 - فَلَمْ يَجِدْهُ الرَّسُولُ، وَوَجَدَ أَهْلَهُ: أي أن الرسول الذي أرسلته المرأة، لم يجد "عامراً"، ولكنّه وجد "زوجة عامر".
قلتُ: فلما رجع رسول هذه المرأة إليها وأخبرها بذلك، أرسلت إلى "زوجة عامر" فاشترت منها الشاة، ((ولكن بدون إذن عامر)).
16 - الأُسَارَى: جمع "أسير"، ومن المعلوم أن الأسير يكون كافراً.
قَالَ الإمامُ الطحاويّ: [فَتَنَزَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِهَا، وَلَمْ يَأْمُرْ بِطَرْحِهَا، بَلْ أَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ بِهَا، إذْ أَمَرَهُمْ أَنْ يُطْعِمُوهَا الأَسَارَى.
فَهَذَا حُكْمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللَّحْمِ الْحَلالِ، إذَا غُصِبَ فَاسْتُهْلِكَ]. انتهى.
وَقَالَ الإمامُ الطِّيبِيُّ: [وَهُمْ كُفَّار - أي الأسارى - وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا لَمْ يُوجَد صَاحِب الشَّاة لِيَسْتَحِلُّوا مِنْهُ، وَكَانَ الطَّعَام فِي صَدَد الْفَسَاد، وَلَمْ يَكُنْ بُدّ مِنْ إِطْعَام هَؤُلاءِ فَأَمَرَ بِإِطْعَامِهِمْ]. اِنْتَهَى.
ومعذرةً أخي الحبيب على تقصيري في هذا الشرح، ولكن لعله يفيدك.
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[26 - 03 - 06, 01:36 م]ـ
جميل , جزاكم الله خيرا لكن من أين أخذت الكلام للطحاوي و الطيبي؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 03:25 م]ـ
كلام الإمام الطحاوي موجود في "شرح معاني الآثار" له.
وكلام الإمام الطيبي موجود في "عون المعبود" للعظيم آبادي.
ـ[أبو رحمه]ــــــــ[26 - 03 - 06, 11:05 م]ـ
أخي: أحمد.
فصل ما بين صحة الإسناد , وصحة الحديث ,
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 11:30 م]ـ
أخي الحبيب ((أبو رحمه)):
[هذا حديثٌ حسنٌ].
ولا يعرف إلا من طريق عاصم بن كليب، وقد رواه جماعة من الثقات عن عاصم، ولم أجد علّة لحديث عاصم، فيكون حكمي على الإسناد كحكمي على الحديث، وإن كان الأدق أن أحكم على الحديث، والله أعلم.
وقال الشيخ الألباني في "صحيح سنن أبي داود": [صحيح].
وأورده أيضاً في "السلسلة الصحيحة" (754).
ـ[العسكري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 06:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال ما زال قائما أخي أحمد أقعده مقعد العز والشرف
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 07:19 ص]ـ
هذا آخر ما عندي حول هذا الحديث!!
وأسأل الله السداد والتوفيق.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[العسكري]ــــــــ[29 - 03 - 06, 08:29 ص]ـ
لماذا لا ترد على أخي أحمد