تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[جهود العلماء المسلمين في شرح كتب الحديث بين القرن 14 الهجري حتى أوائل القرن 15 الهجري]

ـ[محمد حافظ سوروني]ــــــــ[23 - 03 - 06, 11:17 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين،

إخواني الكرام،

فقد سألت منذ فترة في هذا الملتقى عن جهود العلماء المسلمين في شرح كتب الحديث بين القرن 14 الهجري حتى أوائل القرن 15 الهجري، ولكن لم أجد أحداً يجيبني، فبذلت جهدي في جمع هذه المعلومات من هنا وهناك لحاجتي الماسة إلي معرفتها، وكنت أريد أن أقدم بحثاً يتعلق بهذا الموضوع. وها أنا أعرضه إلى المشايخ والأساتذة المحققين لإجراء أي تعديلات أو تصحيحات أو استدراكات حتى يكون البحث أكمل وأتم. وجزاكم الله خيراً. فأقول:

جهود العلماء المسلمين في شرح كتب الحديث بين القرن الرابع عشر الهجري حتى أوائل القرن الخامس عشر الهجري

إعداد: محمد حافظ بن سوروني الماليزي

مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.

ارتكز هذا البحث في جمع ما ألّفه العلماء المتأخرون من شروح كتب الحديث ما بين القرن الرابع عشر الهجري حتى أوائل القرن الخامس عشر الهجري، وذلك ما بين سنة 1301هـ إلى هذا العام 1427هـ على وجه التقريب. وقد تعرض البحث لذكر ما تناولوه بالشرح والتعليق عليه من كتب الحديث للمتقدمين فقط، وأما ما جمعه هؤلاء المتأخرون من الأحاديث وشرحوها في كتب، فلم نتعرض لذكرها، مع العلم بأن عددها كثير جداً خاصة ما صنفه أساتذة الجامعات أو المعاهد كالمقرر الدراسي على طلابهم، وكذلك ما تناوله العلماء والأساتذة بالتحقيق والتخريج والتعليق ما ذكرنا منه شيئاً لعدم استيفائه لمقصد بحثنا. وفي جمع هذه المؤلفات في موضع واحد له غاية الأهمية بمكان، إذ منها معرفة مدى اهتمام العلماء المتأخرين بتلك الكتب الحديثية، واعتراف ذوي الفضل والإحسان وجهودهم في تبيين وتوضيح معاني السنة النبوية للمسلمين، وإبقاء لمآثرهم حتى لا تذهب بالضياع مع مرور الأزمنة، وإعطاء بعض التصور لجهود العلماء في شرح كتب الحديث في الفترة المذكورة، وغير ذلك من الفوائد. وقد رتبنا مضمون البحث على حسب البلدان، فنبدأ بالمغرب، فمصر، فالشام، فالسعودية، فدول الخليج، فالقارة الهندية، أي الهند والباكستان، ثم جنوب شرقي آسيا، أي ماليزيا وإندونيسيا، ويلاحظ في هذا الترتيب ابتداء من المغرب وانتهاء إلى المشرق. وذكرنا أولاً اسم المؤلف مرتباً على سنين الوفاة، ثم أتبعنا بذكر كتاب شرحه أو كتب شروحه. ولا ندعي في هذا البحث الاستيعاب والاستقصاء، لأن حصر ذلك لأمر عسير وعزيز وقوعه، كما نعتقد بأنه ما زال هناك شروح كتب الحديث في غير ما ذكرنا من البلاد، فنشكر لمن زادنا بالمزيد أو نبهنا بالخطأ الواقع في هذا البحث.

وإن من أهم الأهداف والغايات في دراسة الحديث النبوي الشريف هو فقه كلام رسول الله ?، وهو الرسول الموحى إليه المؤيد من قبل الله تعالى، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، إذ به نفذ شرع الله على وجهه الصحيح واستقامت أمور الحياة الإنسانية دينية ودنيوية. وقد برع في ذلك سلفنا الصالح، فبينوا وشرحوا مراد أحاديث رسول الله ? للمسلمين، ولكن مع ذلك لم يدونوا ما شرحوا وما استنبطوا منها في كتب خاصة حتى جاء القرن الثالث الهجري، وهو عصر ازدهرت فيه حركة التأليف والتدوين بنطاق واسع خاصة في الحديث الشريف، فظهرت مؤلفات في إيضاح وشرح بعض الأحاديث المشكلة أو المختلفة فيها ككتاب "اختلاف الحديث" للإمام الشافعي (ت 204هـ) وكتاب "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة الدينوري (ت 276هـ)، كما ظهرت فيه مؤلفات في بيان غريب الحديث، وقيل: أول من صنفه النضر بن شميل المازني (ت 203هـ)، وقيل: أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت 210هـ). ومن أهم انتاج العلماء في هذا القرن أيضاً ظهور أمهات الكتب الحديثية الكبرى وفي مقدمتها الكتب الستة وهي: صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي وسنن الترمذي وسنن ابن ماجه، فتناول العلماء من بعد على ما دونوه رواية ودراية حتي مست الحاجة إلى تأليف الشروح على أحاديث تلك الكتب لضعف الأفهام وقصور الأنظار وخمول الأذهان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير