[تدوين الحديث النبوي الشريف]
ـ[عبدالله بن جاسم]ــــــــ[08 - 04 - 06, 05:07 م]ـ
[تدوين الحديث النبوي الشريف]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
هذا بحث وجيز في تدوين الحديث النبوي الشريف تناواته في الفردات الاتية،
المفردات
1 - الكتابة عند العرب قبل الإسلام
2 - أمية هذه الأمة
3 - الكتابة في العصر النبوي
4 - ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتابة:
أ- كراهة الكتابة ب- إباحة الكتابة
ج- الجمع بين النصوص
5 - الصحابة والكتابة:
أ- المجيزون ب- المانعون
6 - كتابة الحديث في عصر التابعين:
أ- تعريف التابعي ب-ابتداء عصر التابعين
ج- مصادر لمعرفة التابعين د- مقدمات التدوين
هـ- التدوين الرسمي و- بعض المصنفات في ذلك العصر
ك- المجيزون والمانعون للكتابة
7 - رواية الحديث بالمعنى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - الكتابة عند العرب قبل الإسلام:
عرف العرب الكتابة قبل الإسلام، فكانوا يؤرخون أهم حوادثهم على الحجارة، ويعود ذلك إلى القرن الثالث الميلادي، كما عرف الكتاتيب في الجاهلية، يتعلم فيها الصبيان الكتابة والشعر وأيام العرب، ويشرف عليها معلمون ذوو مكانة رفيعة، أمثال أبي سفيان وبشر بن مالك السكوني 0
وقد أطلق العرب اسم الكامل على من كتب وأحسن الرماية، وأجاد السباحة 0
ومع ذلك كله، كان العرب يعتمدون على حافظتهم القوية التي وهبها الرب تبارك وتعالى، فاحدهم يحفظ القصيدة الطويلة أو الكلمة البليغة لمجرد سماعها مرة واحدة 0
إن وجود الكاتبين، لا يدعونا إلى المغالاة في شانهم، إذ يصح أن نصف العرب بجهل الكتابة وعدم التمرس بها، لندرة أدواتها المتيسرة لديهم، وتعويلهم على الذاكرة في حفظ آثارهم ورواية آدابهم 0ولعل السبب في إعراضهم عن الكتابة هو عدم احتياجهم إليها في حياتهم اليومية 0
أما ابرز المدارس فكانت في مكة والطائف والمدينة والانبار والحيرة ودومة الجندل 0
وكانت القبائل أحيانا , إن لم يكن دائما، تقيد أشعار شعرائها , بل كان بعضها تسجل كل ما يتصل بالقبيلة من أخبار حروبها وأيامها وذكر مفاخرها وآثارها وشعر شعرائها وحكم بلغائها 0
والظاهرة التي تستدعي الانتباه وجود عدد من النساء الكاتبات منهن أم المؤمنين حفصة وأم كلثوم بنت عقبة والشفاء بنت عبد الله القرشية وعائشة بنت سعد وكريمة بنت المقداد 0
2 - أمية هذه الأمة:
وقد دل على ذلك نصوص من القران الكريم والسنة النبوية المطهرة، فمنها وصفه تبارك وتعالى لهذه الأمة بالأمية: " هو الذي بعث في الأميين رسولا" منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وان كانوا من قبل في ضلال مبين " (سورة الجمعة:2) 0
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: " الأميون هم العرب، وتخصيص الأميين بالذكر لا ينفي من عداهم، ولكن المنة عليهم ابلغ وأكثر " 0
ووصف الله تبارك وتعالى نبي هذه الأمة بالأمية فقال: " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي " 0 (سورة الأعراف: 157) 0
قال الحافظ ابن كثير: " وهذه صفة محمد? في كتب الأنبياء بشروا أممهم ببعثه وأمروهم بمتابعته، ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم يعرفها علماؤهم وأحبارهم " 0
وقال تبارك وتعالى في صفة محمد?: " فامنوا بالله ورسوله النبي الأمي "0 (سورة الأعراف: 158) 0
قال ابن كثير- رحمه الله تعالى – في تفسير هذه الآية:" النبي الأمي أي الذي وعدتم به، وبشرتم به في الكتب المتقدمة، فانه منعوت بذلك في كتبهم ولهذا قال: " النبي الأمي " 0
أما السنة النبوية المطهرة فأدلة كثيرة نذكر منها دليلا واحدا:
قوله?: " إنا امة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا ... " الحديث يعني: الشهر مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين يوما" 0
قال العلامة ابن الأثير: " الأمة: الجيل من الناس، والأمية التي لا تكتب ولا تقرأ. وقيل هو منسوب إلى الأم، أي: إنها على اصل ولادتها، لم تتعلم الكتاب " 0وما ذكرناه هو ما فهمه جمهور المفسرين، وما عليه علماء الأمة إلى يومنا هذا 0
¥