[حاشية الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ على (ميزان الإعتدال)]
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[06 - 09 - 06, 03:45 ص]ـ
حاشية الشيخ سليمان على ميزان الاعتدال: تحقيق ودراسة (الجزء الأول)
ألف الحافظ في أسماء الضعفاء و المُتكلَّم فيهم كتباً كثيرة، ومن أجمع ما أُلف في ذلك كتاب (ميزان الاعتدال)، قال عنه الذهبي:
«فهذا كتاب جليلٌ مبسوط، في إيضاح نقلة العلم النبوي،وحملة الآثار، ألفته بعد كتابي المنعوت بالمغني،وطولت العبارة، وفيه أسماء عدة من الرواة زائداً على من في المغني ()، زدت معظمهم من الكتاب الحافل () المذيَّل على الكامل لابن عدي».
وزيادة على ما ذكره الذهبي، فيه قواعد وضوابط حديثية لا بد أن ينظر إليها من يعتني بعلم الرجال وتراجمهم.
ولجلالة قدر هذا الكتاب، جعله أهل العلم أصلاً لمعرفة المُتكلَّم فيهم، بل اعتبر بعضهم أن عدم وجود راوٍ في (ميزان) الذهبي،دليل على توثيقه!.
كما فعل الهيثمي (ت 807هـ) في كتابه (مجمع الزوائد)، حيث قال فيه: «ومن كان من مشايخ الطبراني في (الميزان) نبهت إلى ضعفه، ومن لم يكن في (الميزان) ألحقته بالثقات الذين بعده» ().
وبما أن (ميزان الاعتدال) صار العمدة عند المتأخرين، في معرفة ضعفاء الرجال، عكف على دراسته و الاستدراك عليه، وتذييله، أكابر الأئمة الحفاظ منهم:
1 – الحافظ الحسيني (ت 765هـ) في كتابه (ذيل الميزان) قال الحافظ ابن حجر: «له تعليق على الميزان بيَّن فيه كثيراً من الأوهام، واستدرك عليه عدة أسماء» ().
2 – الحافظ ابن كثير (ت 774هـ) في كتابه (التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل) جمع فيه بين (تهذيب الكمال) للمزي و (ميزان الاعتدال) مع بعض الزيادات ().
3 – الحافظ سليمان بن يوسف اليَاسُوفي (ت 789هـ) في (حاشيته على الميزان) ().
4 – الحافظ زين الدين العراقي (ت 806) في كتابه المعروف (ذيل الميزان).
5 – الحافظ برهان الدين سبط ابن العجمي الحلبي (ت 841هـ) في كتابه
(نَثْل الهِمْيان في معيار الميزان) ().
6 – ثم الحافظ ابن حجر العسقلاني، حيث ألف على (الميزان) ثلاثة كتب هي: (ذيل الميزان) يشتمل على نحو من ألفي ترجمة، زيادة على الأصل،بيَّض الحافظ أوائله. و (تحرير الميزان) ويشتمل على إصلاح ما وقع للذهبي من وهم،وما فاته من تراجم. و (لسان الميزان) و هو أحفلها وأوفاها.
هذا وقد جرى على منوال هؤلاء الأئمة، في خدمة (الميزان) الشيخ الحافظ المحدث سليمان بن عبد الله ـ رحمه الله ـ فقد كتب حاشية نفيسة على
(ميزان الاعتدال) وتميزت هذه الحاشية بعدة مزايا، لهذا قمت بتحقيقها ودراستها، مرتباً ما فيها من المزايا، على عناوين متعددة، لتسهل الاستفادة منها لأهل العلم، وأهل الحديث خاصة.
هذا وأسأل الله التوفيق والسداد.
مزايا حاشية الشيخ سليمان على (ميزان الاعتدال):
أولاً: تعقبات الشيخ الحديثية على الإمام الذهبي:
وهذه التعقبات جاءت متنوعة على ما يلي:
أ – تعقبه على الإمام الذهبي في تجهيله لبعض الرواة، وهم بخلاف ذلك. وأمثلة ذلك ما يلي:
1 – قال الذهبي: «عبد الله بن مُنَينْ، مصري،ما روى عنه سوى الحارث بن سعيد، له في سجود القرآن، عن عمرو بن العاص» ().
قال الشيخ: «عبد الله بن مُنَينْ، وثقه يعقوب بن سفيان، على ما قاله الحافظ ابن حجر، فهو إذاً ثقة» ().
قلت: «عبد الله بن مُنَينْ اليَحْصُبِي المصري، من بني عبد كِلال، روى عن: عمرو بن العاص، في: «سجود القرآن».
وقيل: عن عبد الله بن عمرو، وعنه: الحارث بن سعيد العُتَقِي، وقيل: سعيد بن الحارث، وقيل: الحارث بن يزيد» ().
وقد ذهب الإمام الذهبي إلى أنه مجهول، كما في (ميزان الاعتدال) و (تذهيب تهذيب الكمال) ()، و (الكاشف) ().
وصرَّح بذلك في (ديوان الضعفاء) ()، فقال: «تابعي مجهول».
ولا يعرف له توثيق، إلا ما جاء عن يعقوب بن سفيان الفسوي، حيث وثقه في (المعرفة والتاريخ) () تحت عنوان:
«هؤلاء ثقات التابعين من أهل مصر» وذكره وساق حديثه، وهو ما نقله الحافظ ابن حجر وارتضاه في (تهذيب التهذيب) () و (تقريب التهذيب ()) ومنه نقل الشيخ سليمان.
¥