تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مصادر السنة ومناهج مصنفيها للشيخ د. الشريف حاتم بن عارف العوني (4) صحيح مسلم]

ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[22 - 04 - 06, 07:23 ص]ـ

ونبتدئ بالكتاب الثاني من كتب الصحيح:

ولا شك أن طلبة العلم يعرفون أن ثاني أصح كتاب بعد " كتاب الله " هو: كتاب الإمام مسلم بن الحجاج عليه رحمة الله، فنقف وقفة يسيرة مع ترجمة هذا الإمام.

هو الإمام مسلم بن الحجاج أبو الحسين القُشَيْري النَّيْسَابُوري، وقُشَيْر قبيلة عربية، وهو من العرب صَلِيبة، والله أعلم؛ هذا الراجح فيه، وإن كان هناك خلاف في هذه القضية، لكنه من العرب.

ونيسابور مدينة شهيرة في خراسان، وهي الآن في إيران، لكن ينطقونها بالشين: نيشابور، واسمها قديمًا نيسابور، كانت دارًا للسُّنة والعَوَالي كما يقول الإمام الذهبي.

ولد في هذه البلد ونشأ فيها، وكانت تَعُجُّ بالمحدِّثين، وكان لا يساوي بغداد أو يقاربها في كثرة السنة وكثرة المحدثين إلا نيسابور في بلاد العالم الإسلامي، فنشأ في هذه البلد التي امتلأت بالعلماء، ولا شك أنه استفاد من هذا الوسط العلمي.

وُلِد سنة مائتين وستة للهجرة، قيل: مائتين وأربعة، وقيل غير ذلك، لكن الراجح – والله أعلم – أنه سنة مائتين وستة للهجرة، فبينه وبين البخاري كم سنة؟ اثنا عشر سنة؛ لأن البخاري قلنا ولد سنة: مائة وأربعة وتسعين، مسلم ولد سنة: مائتين وستة.

وتوفي الإمام مسلم سنة: مائتين وواحد وستين، عليه رحمة الله.


بدأ السماع سنة مائتين وثمانمائة عشرة؛ أول سماعه للحديث كان سنة مائتين وثمانمائة عشرة، يعني كم كان عمره؟ كان عمره اثني عشرة سنة، وأول من سمع منه الحديث هو يحيى بن يحيى بن بُكَيْر التَّمِيمي النيسابوري، وهو أحد رواة " الموطأ " عن الإمام مالك، ولذلك فإن الإمام مسلم يروي " موطأ مالك " من رواية يحيى بن يحيى بن بكير التميمي. انتبهوا! هو غير يحيى بن يحيى اللَّيْثِي المَصْمُودي صاحب الرواية الشهيرة للموطأ، فالإمام مسلم لم يروِ " موطأ مالك " من طريق الليثي، وإنما رواه من طريق يحيى بن يحيى بن بكير التميمي.
ومن قدماء شيوخه ومشاهيرهم أيضًا: عبد الله بن مسلمة القعنبي، وإسحاق بن راهويه، وقتيبة بن سعيد.
وعدد شيوخ الإمام مسلم الذي روى عنهم في صحيحه: مائتان وإحدى عشر شيخ، وروى خارج " الصحيح " عن ست وعشرين شيخًا آخرين، فيكون عدد شيوخه: مائتين وخمسة وثلاثين شيخ، الذين وقفنا عليهم، وإلا عدد شيوخه أكثر من ذلك بكثير.
رحل من نيسابور إلى بلدان العالم الإسلامي، فسمع بالمدينة لإسماعيل بن أبي أُوَيْس، وبالبصرة من أكثر من واحد من أهل العلم، ومن بَلْخ، وبغداد، ولقي الإمام أحمد وسمع منه ومن غيره من أهل بغداد، وبالكوفة، والرَّي، والشام، ومصر، فله رحلة واسعة جدًّا تناولت بلدان خراسان والمشرق الإسلامي، وأيضًا العراق بما فيها المدن، وبلاد الشام بما فيها المدن، والحجاز؛ الحرمين، وأيضًا رحل إلى مصر وسمع من علماء مصر، وكان دخوله مصر قبل سنة مائتين واثنين وأربعين؛ لأن بعض شيوخه المصريين توفي سنة مائتين واثنين وأربعين، فمعنى ذلك أنه لقيهم قبل سنة وفاتهم، وهذا يدل على أن رحلته إلى مصر أيضًا كانت قبل هذه السنة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير