تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التعذر والثقل .. مدخل تحليلي]

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[01 - 03 - 07, 04:29 م]ـ

تقدر الحركة لأشياء كثيرة مثل المناسبة، والإدغام، والثقل والتعذر. وأود الوقوف مع التعذر والثقل وقفة تحليلية أبرز وجهة نظر عرضت لي أثناء نقاشي مع الأخ الحبيب "عماد غزير".

ما هذه النظرة؟

قبل إبداء هذه النظرة أذكر ما استقر عليه النحو من تقديره تعذر الحركة على المقصور المنتهي بألف لازمة قبلها فتحة، وتقديره الثقل في المنقوص المنتهي بياء لازمة قبلها كسرة.

هذا ما استقر عليه النحو، وهذا ما كنت أراه إلى أمس عندما عرض لي سؤال مفاده: لماذا التفرقة بين الألف وأختيها؟

كيف؟

إن الحروف الثلاثة " الألف والواو والياء" لها اعتبارات هي:

1 - حرف علة ومد ولين، وهذا هو الألف دوما؛ لذا فإنه لا يتحمل الحركة؛ لذا جعلوا سبب التقدير التعذر.

2 - الواو والياء لها الاعتبارات التالية:

أ- حرف علة ومد ولين: عندما تكون ساكنة وقبلها حركة من جنسها، مثل "نو - حي".

ب- حرف علة و لين: عندما يظهر السكون ويسبقا بفتح، مثل "خوْف - بيْت".

ج- حرف علة: عندما تتحمل الحركات الثلاثة، ولد - يسر.

ووجهة نظري تتصل بالحالة "أ"، فهي لا تفترق عن الألف في شيء؛ فعندما نقول: القاضي - تكون الياء هنا كالألف في "الصبا" غير متحملة للحركة للتعذر. لكن النحاة يقدرون إمكان ظهورها فيقال:"القاضيُ". وهنا - وهذا هو جديدي الذي أو الحوار حوله- يعتبرون الياء كما كانت على الرغم من تحولها من "أ" إلى "ج".

لهذا أقول: ينبغي أن يكون التعذر هو سبب التقدير في المقصور والمنقوص على السواء.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 03 - 07, 08:38 م]ـ

وفقك الله وسدد خطاك

ينبغي أن يكون الخلاف هنا لفظيا؛ لأن كلامك مبني على أن الأحوال (أو الاعتبارات) الثلاث للواو والياء لا يمكن التنقل بينها، فأنت فصلت بين هذه الاعتبارات أو الأحوال فصلا تاما، فعندك أنه لا يمكن التحول من الحالة "أ" إلى "ب" أو "ج"، وبناء على هذا الفصل وعدم إمكان التحول استنتجتَ أنه لا فرق بين الواو والياء في الحالة "أ" وبين الألف.

وهذا الاستنباط صحيح إن سلمنا عدم إمكانية التحول، ولكن النحاة عندهم أن هذا التحول ممكن، ولذلك يقدرون الحركات على الواو والياء في حشو الكلام أيضا وليس في آخره فقط، فمثلا في قولك " أعُوذ " تجد الضمة على العين وما بعدها واو ممدودة، ولكن النحاة يقولون إن الأصل في هذه الكلمة هو " أعْوُذُ " بسكون العين وضم الواو، ثم نقلت هذه الضمة إلى العين للثقل، وكذلك قولهم "جاء القاضي" أصله عندهم " جاء القاضيُ " ثم خففت الياء بنقلها من حرف علة إلى حرف مد.

فالنحاة يقررون أصلا أن حالة المد في الواو والياء ليست هي الأصل، ولكنها حالة حدثت بعد أن لم تكن، للتخفيف، بخلاف الألف فهو لا يحتمل إلا حالة واحدة أصلا، فليس فيه تحول.

ولو كان التعذر هو السبب في تقدير الحركة على نحو " القاضي " لكان ذلك موجودا في جميع الأحوال الإعرابية، ولكن الواقع بخلاف ذلك، فعندك حالتان تظهر فيهما الحركة: الأولى: حالة النصب، والثانية حالة الضرورة الشعرية رفعا ونصبا وجرا، فلذلك لم يصح أن يقال: إن سبب التقدير هو التعذر؛ لأن المتعذر لا يمكن الإتيان به مطلقا لا في بعض الأحوال ولا في الضرورات.

والله تعالى أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير