تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القرآن والعرب والأمم الأخرى .. قضية وأسئلة!]

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[28 - 02 - 07, 04:33 م]ـ

أثيرت من قبل هذه القضايا:

1 - أفضلية اللغة العربية، والرأي الذي ركن إليه المحدثون أخذا بمبادئ ومعطيات مناهج ونظريات دراسة اللغة -أن لا أفضلية للغة على أخرى، بل اللغات كلها سواء.

2 - أن تعليم وتعلم اللغة لا يعني تعلم قواعد جافة إنما يعني تعليم وتعلم ثقافتها من خلال نصوصها وقواعدها المنظمة لها.

3 - أن علوم اللغة العربية نتجت خدمة للقرآن الكريم ضمن بقية العلوم العربية في مختلف المجالات والمناحي.

والأسئلة التي تثار بعد ذكرنا حقيقة نزول القرآن الكريم باللغة العربية:

1 - هل القرآن الكريم الكتاب الخاتم عندما اختار اللسان العربي كان يشير إلى أفضليته على كل الألسنة؟ وهل هذه الأفضلية مطلقة؟ أم مقيدة؟ وإذا كانت مقيدة فما نوع وطبيعة قيدها؟

وعلى هذا ينبغي علينا رفض ما ركن إليه المحدثون من عدم تفضيلهم اللغة العربية على غيرها من اللغات؟

2 - هل القرآن الكريم الذي نزل وفق سنن العرب كان يرى أن طرق أدائهم التعبيري ينبغي أن تسود؛ لأن اللغة ثقافة؟

3 - هل القرآن الكريم عندما نزل وفق سنن العرب أراد لنا أن نسير عليها في أدائنا التعبيري؟ أم نعرفها لنفهمه فقط؟ أم أن الهدف تعليمي تعبدي مستمر؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 02 - 07, 05:09 م]ـ

مرحبا بالأخ الكريم (فريد البيدق)

ابتداء أحب أن أقول إن صيغة الأسئلة فيها تأثر بطريقة المستشرقين الذين يزعمون أن القرآن الكريم (ابتداع وإبداع لغوي عبقري من إنسان أمي) هو محمد عليه الصلاة والسلام.

فالصواب في السؤال أن يقال (هل أراد الله عز وجل - بإنزاله القرآن الكريم بلغة العرب - الإشارة إلى أفضلية لسان العرب على غيره من الألسن؟) وهكذا في باقي الأسئلة.

وهذه الأسئلة مهمة جدا وخاصة في الحوار مع غير المسلمين، ومع أذيال المستشرقين.

ولست أهلا للجواب عن شيء من هذه الأسئلة، ولكني أردت أن أدلي بدلوي فيها، ولعل المشايخ الكرام يتفضلون بالجواب الشافي الوافي.

1 - السؤال الأول:

لا شك أن الله عز وجل لما أنزل هذا الكتاب (القرآن الكريم) بلغة العرب كان في ذلك إشارة واضحة إلى أفضلية هذه اللغة على غيرها، ولذلك فإن القرآن مليء بالتمدح بهذه الصفة {بلسان عربي مبين} {لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين} {قرآنا عربيا غير ذي عوج}، فهذه النصوص وغيرها يظهر منها بوضوح أن هذه الصفات صفات مدح، والمدح لا يكون إلا بما هو أفضل، لا سيما إن كان المراد مدح أفضل كتاب على ظهر الأرض.

وهذه النقطة لا ينبغي أن يقع فيها اختلاف، ولكن قولك (هل هذه الأفضلية مطلقة) هذا السؤال يحتاج إلى نظر؛ لأنه يندر أن يوجد شيء مطلق، فنحن مثلا إذا قلنا إن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق، فهل هذه الأفضلية مطلقة؟ الجواب (لا)؛ بل هي أفضلية مقيدة قطعا؛ لأنه من المعلوم ضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس أكثر الخلق مالا، وليس أطولهم عمرا، وليس أكثرهم أولادا، وليس أعظمهم جسما، إلى غير ذلك من وجوه التفضيل التي يتفاضل فيها الناس.

فإذا تبين ما تقدم ظهر بوضوح أن الأفضلية المقصودة في معظم النصوص إنما تحمل على الأفضلية المقيدة، وهي الأفضلية الدينية أو الثوابية أو الأخروية، هذا في الجملة والله أعلم.

2 - السؤال الثاني:

ينبغي هنا أن نفرق بين أمرين: الأول: لغة العرب من حيث هي لغة القرآن الكريم، الثاني: لغة العرب من حيث هي ديوان لكل ما تكلم به العرب في عصور الاحتجاج، ولبيان الفرق بين الأمرين نقول: لا يشك أحد من دارسي لغة العرب قديما وحديثا أن قبائل العرب تختلف من حيث الفصاحة والبلاغة، ولا شك أن قوانين الكلام العربي تحتمل أن يعبر بها عن المعاني الحسنة والمعاني السيئة، ولذلك عرف عن العرب في الجاهلية التعبير عن المعاني المختلفة، فهناك شعراء الحكمة كزهير ولبيد، وهناك شعراء الفخر والحماسة كعنترة وهناك شعراء المجون والمغامرات كامرئ القيس.

فاللغة العربية كوعاء للكلام ليست مرتبطة بما يستعملها فيه أبناؤها من خير أو شر، ولذلك جاء في الأثر (الشعر كالكلام حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام)، ولا شك أن القرآن الكريم تجنب كثيرا من تعابير العرب القبيحة سواء كان القبح في المعنى أو اللفظ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير