[هل من مجيب؟]
ـ[بدر اللويحق]ــــــــ[25 - 03 - 07, 04:27 م]ـ
أساتذتي الفضلاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ثلاثة أسئلة:
1/لماذا كان وقوع المصدر حالا خلاف الأصل؟
2/قال جل وعلا: (قل لايعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله)
أعرب الآية كاملة؟
3/من هم نحاة العصر الأندلسي وبلاد المغرب؟
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان.
ـ[بدر اللويحق]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:31 ص]ـ
أين أنتم؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:45 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إليك التطفل على جواب السؤال الأول، وأما الباقي فيجيبك عنه الأساتذة الفضلاء فلست منهم
الحال يقع مصدرا نكرة كثيرا في كلام العرب، كما قال ابن مالك:
ومصدر منكر حالا يقع ............. بكثرة كبغتة زيد طلع
ولكنه مقصور على السماع مع كثرته؛ لأنها كثرة نسبية، والشياع لا يلزم منه الاطراد كما قال المرادي.
وإنما كان ذلك على خلاف الأصل لأن الحال هو الخبر في المعنى (لا في اللفظ)، فأنت إذا قلت: (رأيتك راكبا) كان معناه: (رأيتك وأنت راكب)، فـ (راكب) هو إخبار عن المرئي في المعنى، ولكنه في اللفظ حال، وإذا قلت (أكلت جالسا) كان معناه (أكلت وأنا جالس)، فهو في المعنى إخبار عني بأني جالس.
ولما كان الأمر كذلك كان الأصل أن يكون الحال (الذي هو خبر في المعنى) مطابقا لصاحب الحال (الذي هو مخبر عنه في الأصل)، فكما لا يصح أن تقول: (زيد سرعة)، ولا (عمرو نظافة) ولا (هند وضاءة)، فكذلك لا يصح أن تكون هذه المصادر أحوالا لها.
ولذلك اختلف النحويون فيما ورد عن العرب من ذلك، فبعضهم يعربه حالا على ظاهره، وبعضهم يجعله مفعولا مطلقا لفعل محذوف، وبعضهم يجعله منصوبا بالفعل المذكور.
والله أعلم
ـ[بدر اللويحق]ــــــــ[16 - 12 - 07, 02:55 ص]ـ
جزاك الله كل خير.
ـ[د أبو مصطفى]ــــــــ[16 - 12 - 07, 11:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أما عن إعراب الآية المذكورة (النمل27) فإليك ما قاله أبو حيان في البحر المحيط (نقلا عن المكتبة الشاملة):
تفسير البحر المحيط - (ج 8 / ص 488)
قيل: سأل الكفار عن وقت القيامة التي وعدهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وألحوا عليه، فنزل: {قل لا يعلم من في السموات والأرض}، الآية. والمتبادر إلى الذهن أن من فاعل بيعلم، والغيب مفعول، وإلا الله استثناء منقطع لعدم اندراجه في مدلول لفظ من، وجاء مرفوعاً على لغة تميم، ودلت الآية على أنه تعالى هو المنفرد بعلم الغيب. وعن عائشة، رضي الله عنها: من زعم أن محمداً يعلم ما في غد، فقد أعظم الفرية على الله، والله تعالى يقول: {قل لا يعلم من في السموات والأرض إلا الله}، ولا يقال: إنه مندرج في مدلول من، فيكون في السموات إشارة إلى ظرفاً حقيقياً للمخلوقين فيهما، ومجازياً بالنسبة إليه تعالى، أي هو فيها بعلمه، لأن في ذلك جمعاً بين الحقيقة والمجاز، وأكثر العلماء ينكر ذلك، وإنكاره هو الصحيح. ومن أجاز ذلك فيصح عنده أن يكون استثناء متصلاً، وارتفع على البدل أو الصفة، والرفع أفصح من النصب على الاستثناء، لأنه استثناء من نفي متقدم، والظاهر عموم الغيب. وقيل: المراد غيب الساعة.
وقال الزمخشري: فإن قلت: ما الداعي إلى اختيار المذهب التميمي على الحجازي؟ يعني في كونه استثناء منقطعاً، إذ ليس مندرجاً تحت من، ولم أختر الرفع على لغة تميم، ولم نختر النصب على لغة الحجاز، قال: قلت: دعت إلى ذلك نكتة سرية، حيث أخرج المستثنى مخرج قوله: إلا اليعافير، بعد قوله: ليس بها أنيس، ليؤول المعنى إلى قولك: إن كان الله ممن في السموات والأرض، فهم يعلمون الغيب، يعني أن علمهم الغيب في استحالته كاستحالة أن يكون الله منهم. كما أن معنى: ما في البيت إن كانت اليعافير أنيساً، ففيها أنيس بناء للقول بخلوها عن الأنيس. انتهى. وكان الزمخشري قد قدم قوله: فإن قلت: لم أرفع اسم الله، والله سبحانه أن يكون ممن في السموات والأرض؟ قلت: جاء على لغة بني تميم، حيث يقولون: ما في الدار أحد إلا حمار، كان أحداً لم يذكر، ومنه قوله:
عشية ما تغني الرماح مكانها ... ولا النبل إلا المشرفي المصمم
وقوله: ما أتاني زيد إلا عمرو، وما أعانه إخوانكم إلا إخوانه. انتهى. وملخصه أنه يقول: لو نصب لكان مندرجاً تحت المستثنى منه، وإذا رفع كان بدلاً، والمبدل منه في نية الطرح، فصار العامل كأنه مفرغ له، لأن البدل على نية تكرار العامل، فكأنه قيل: قل لا يعلم الغيب إلا الله.
تفسير البحر المحيط - (ج 8 / ص 489)
ولو أعرب من مفعولاً، والغيب يدل منه، وإلا الله هو الفاعل، أي لا يعلم غيب من في السموات والأرض إلا الله، أي الأشياء الغائبة التي تحدث في العالم، وهم لا يعلمون بحدوثها، أي لا يسبق علمهم بذلك، لكان وجهاً حسناً، وكان الله تعالى هو المخصوص بسابق علمه فيما يحدث في العالم.
¥