[سؤال في فقه اللغة العربية]
ـ[فارس سترونج]ــــــــ[02 - 03 - 07, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي باله هناك سؤال أشكل علي أرجو إفادتي بالدليل والبرهان جزاكم الله خيراً
هل اللغة العربية توقيفية أم إصطلاحية؟
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 03 - 07, 06:27 ص]ـ
هناك بحوث مستفيضة للعلماء الثقات حول أصول اللغة تجدها منثورة في كتب ابن جني والإمام الجويني والسيوطي والشاطبي وغيرهم ...
حول هل اللغة توقيفية أم توفيقية!!؟
وباختصار هل اللغة شيء نازل من السماء دفعة واحدة لا يقبل زيادة أو نقصا
أم أن اللغة تتكون وتتشكل باتفاق وإرادة ورغبة البشر!!!؟
وقد اختار العلماء الثقات أن اللغات في أصلها توقيفية أي من عند الله عز وجل
وبتعليم منه وإلهام إلا أن كل لغة قابلة للزيادة والحذف فهي بعد صيرورتها
ملكا للبشر يمكن أن يستخدموا فيها عقولهم فينحتوا مفردات جديدة
ويشتقوا كلمات وليدة ..
كما يمكن أن يهجروا كلمات ومفردات عتيقة كما أنه يجوز أن يستعيروا كلمات
ومفردات ومصطلحات من لغات أخري ومع كثرة الاستعمال وتوالي العصور والأزمان
تصبح هذه المفردات ملكا للغة الجديدة وتعطي لها الجنسية علي الفور وهذا
ما يمكن أن نسميه بالتبادل اللغوي بين الثقافات والحضارات؛
كما أن هناك تبادلا تجاريا واقتصاديا ..
وإذن فإن وجود مفردات لها أصول لغوية غير عربية لا يقدح هذا في كون هذه المفردات
عربية ما دام العرب يستعملونها وإذا تكلم به أي واحد أمامهم فهموا المراد منها.
إذن فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين وليس هناك معضلة ..
إذن اللغة الحية هي اللغة المرنة غير الجامدة والقادرة علي تطوير نفسها من داخلها
كما أنها هي اللغة القادرة علي الأخذ من غيرها والعطاء لسواها
وأنت تعرف أن هناك كثيرا من اللغات التي أخذت من لغتنا الكثير أيضا
من الكلمات والمفردات ...
والله تعالى أعلم
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[02 - 03 - 07, 06:48 ص]ـ
وقد ذهب جماعة (1): إلى أن اللغات توقيفية (2): لقوله تعالى: " وعلم آدم الاسماء كلها " [2/ 32]، وقوله تعالى: " واختلاف ألسنتكم " [30/ 23]، والمراد به اللغات (3). وقال أبو هاشم (4): إنها إصطلاحية (5)، لقوله تعالى:
" وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " [14/ 5]. ولا يجب أن يكون لكل معنى لفظ (6)، وإلا لزم عدم تناهي الالفاظ، بل الواجب وضع اللفظ لما تكثر الحاجة إلى التعبير عنه. والعلم باللغة: واجب، لوجوب معرفة الشرع المتوقف عليها. والكلام عند المعتزلة (7): هو المنتظم من الحروف المسموعة المتميزة، المتواضع عليها. إذا صدرت عن قادر واحد، ويطلق على الجملة المفيدة ... (8)
(1) منهم: أبو الحسن الاشعري، وابن فورك. " المزهر: 1/ 16 بتصرف ". (2) بمعنى أن الله عزوجل: وقف آدم ـ عليه الصلاة والسلام ـ على ما شاء أن يعلمه إياه، مما إحتاج إلى علمه في زمانه، وانتشر من ذلك ما شاء الله، ثم علم بعد آدم من الأنبياء - صلوات الله عليهم - نبيا نبيا، ما شاء أن يعلمه، حتى انتهى الأمر إلى نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
فآتاه الله من ذلك، ما لم يؤته أحدا قبله، تماما على ما أحسنه من اللغة المتقدمة، ثم قر الأمر قراره فلا نعلم لغة من بعده حدثت. " المزهر: 1/ 9 "
(3) كما في: المزهر 1/ 16، وتفسير الطبري: 21/ 32، وتفسير التبيان: 8/ 239.
(4) هو: عبد السلام بن عبد الوهاب الجبائي (247 - 321 ه) أحد أعلام معتزلة البصرة، تبعته فرقة سميت فرقة البهشمية، نسبة إلى كنيته أبي هاشم. أعلام الزركلي: 4/ 130 - 131، والملل والنحل: 1/ 103 - 112، والمعتزلة: 1/ 153 - 156.
(5) وذلك: بأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعدا، فيحتاجوا إلى الإبانة عن الأشياء المعلومات، فيضعوا لكل واحد منها سمة ولفظا، إذا ذكر عرف به ما مسماه؛ ليمتاز عن غيره، وليغني بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين، فيكون ذلك أقرب وأخف وأسهل، من تكلف احضاره لبلوغ الغرض في إبانة حاله. " المزهر: 1/ 12 "
(6) لعدم تناهي المعاني. " غاية البادي في شرح المبادي: ص 8 "
(7) الاعتزال: مذهب كلامي في اصول الدين، مؤسسه واصل ابن عطاء، في مطلع القرن الثاني الهجري، ومن جملة مبادئه: أن الله تعالى قديم، وأن الحكيم لا يفعل إلا الصلاح والخير، وأن العبد قادر، خالق لافعاله. وهو ذو مدارس متعددة، لكل منها عناصر خاصة بها، وإن كانت جميعها تلتقي في عناصر مشتركة بينها. هذا!! ومن جملة مدارسه: الهذيلية أصحاب أبي الهذيل محمد بن الهذيل، والجبائية جماعة أبي علي محمد بن عبد الوهاب وابنه أبي هاشم عبد السلام. الملل والنحل: 1/ 57 - 112، والمعتزلة: 1/ 1 - 267، وأمالي المرتضى: 1/ 163 - 169.
(8) اعلم: أن الكلام عند الأصوليين، أعم من الكلام عند النحويين فإنهم أخذوه بحيث يشمل الكلمة والجملة المفيدة، فمفهوم الكلام عندهم هو القدر المشترك بينهما، أي بين تعريف المعتزلة وتعريف النحويين. " ...