تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الإمام أبو حنيفة والعربية]

ـ[خال ساجد]ــــــــ[11 - 03 - 07, 03:38 م]ـ

يقال: إن الإمام أبا حنيفة النعمان بن ثابت- رحمه الله- كان ضعيفا في اللغة العربية، فهل هذا الكلام صحيح؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 05:04 م]ـ

إن كان المقصود بذلك أنه كان يلحن في كلامه أحيانا، فهذا لا يطعن فيه؛ فإن كثيرا من العلماء لم يسلم من اللحن، بل إن الفراء كان في مجلس الخليفة يوما فلحن، فقيل له: أتلحن في مجلس الخليفة؟ فقال: إن طباع أهل الحضر اللحن، وطباع أهل المدر الإعراب، فإذا أمليت أو كتبت لم ألحن، وإذا رجعت إلى الطبع لحنت.

وإن كان المقصود أنه كان ضعيفا في العلم بالعربية فهذا لا يمكن أن يكون صحيحا؛ لأن أبا حنيفة ولد سنة ثمانين وتوفي سنة مائة وخمسين، أي إنه كان في عصر الاحتجاج بالاتفاق، واللحن نادر أو معدوم في هذا الوقت، ثم إن العلماء اتفقوا على جلالة قدر أبي حنيفة وسعة علمه وبلوغه الاجتهاد، وهذا لا يمكن مع الجهل باللغة.

وإنما شنع عليه بعض العلماء كأبي منصور الأزهري وغيره لكلامه في مسألة أن النخل والرمان ليسا بفاكهة، والخطأ في أمثال هذه المسائل إن سلم لا يلزم منه الجهل باللغة، فإن هذا المذهب محكي عن غير أبي حنيفة من المتقدمين.

وشنعوا عليه أيضا بقصة (ولو ضربه بأبا قبيس)، مع أن هذه لغة محكية مشهورة عن العرب.

وانظر كلام الكندهلوي في مقدمة شرحه على موطأ الإمام مالك (أوجز المسالك) فقد أطال في هذه المسألة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير