[صاحب التكملة والسينية الشهيرة في رثاء بلنسية ـ (الحلقة الثانية). (منقول).]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - 05 - 07, 01:25 ص]ـ
صاحب التكملة والسينية الشهيرة في رثاء بلنسية
ابن الأبار.
بقلم: أبي الوليد الأندلسي.
تناولنا في الحلقة الاولى حياة ابن الآبار البلنسي رحمه الله وتطرقنا إلى نسبه وتاريخ ولادته ونشأته في بلنسية ثم رحيله إلى تونس بعد سقوط بلنسية عام 656ه. ثم خبر مقتله وإحراق كتبه، كما تناولنا مصنفاته التي نجت من الحرق وبيّنا المطبوع منها، ثم تحدثنا عن شعره وأوردنا نماذج منه. وفي الجزء الثاني من الحديث عن ابن الأبّار، سنتناول ديوانه الذي ظل مجهولاً لعدة قرون، ثم نتحدث عن القصيدة الهمزية التي نسبتها المصادر القديمة إلى شاعر مجهول وهي لابن الآبار كما أثبتها الديوان.
بعدها نورد مقاطع من رسالته البديعة في رثاء بلنسية ثم نورد السينيّة الشهيرة، وهي القصيدة التي ألقاها في محفل كبير بين يدي الأمير الحفصي حاكم تونس، يستصرخه لإنقاذ بلنسية المحاصرة من الأعداء.
ديوان ابن الأبار
بقي ديوان ابن الأبّار مفقوداً ومجهولاً لأكثر من سبعة قرون، ولم يشر إليه من المتقدمين إلا الفقيه والمؤرخ محمد بن عبدالملك المراكشي في "الذيل والتكملة" وابن الطواح في "سبك المقال في فك العقال".
وأما من المتأخرين فلم يشر إليه أحد، بل إن أحدهم نفى أن يكون لابن الأبار ديوان شعر، وأكد أن أشعاره جاءت متفرقة في بعض المصادر مثل (نفح الطيب) و (أزهار الرياض) وفي بعض مؤلفاته التي نجت من الحرق والضياع.
وفي الثمانينيات من القرن الرابع عشر الهجري قيض الله من يكتشف عدداً من المخطوطات النادرة في الخزانة الملكية بالمغرب عند إعادة تنظيمها وترتيبها، وكان من بينها مخطوطة ديوان ابن الأبار، وقد اعتنى بها تحقيقاً وتعليقاً الدكتور عبدالسلام الهراس، وصارت هذه المخطوطة القسم الثاني من رسالته التي تقدم بها المحقق لنيل شهادة الدكتوراه الدولية من كلية الفلسفة والآداب بجامعة مدريد. وقد نوقشت الرسالة سنة 1386ه- 1966م، بقاعة كلية الآداب بمدريد.
لقد أضاف الباحث إنجازاً رائعاً أثرى به المكتبة الأندلسية، بالرغم من الصعوبات التي واجهته في تحقيق الديوان، ومن أهمها أنه اعتمد على نسخة المخطوطة الوحيدة.
ولنترك الباحث يحدثنا عن قصة المخطوطة وعن وصفها:
"عندما حظيت الخزانة الملكية بالتنظيم اكتشف القائمون عليها، وفي مقدمتهم الأخ الأستاذ المحقق محمد المنوني، كنوزا نادرة من تراثنا المغربي الأندلسي والعربي. ومن أهم ما اكتشف "ديوان ابن الأبار". والمخطوط مسجل تحت رقم 4602، وهو سِفْر متوسط الحجم يحتوي على 222 صفحة، في الصفحة 21 سطراً، ومقياسه 25 على 20 سم، والإطار المكتوب 5.19 على 10 سم. والديوان أصيب ببتر في الصفحات الأولى مما ضيع على الأقل الورقة الأولى والورقة الثانية التي تحتوي على 16 بيتا من القصيدة الهمزية رقم: 1.وقد يكون الضائع أكثر من ذلك ولكنه قليل، كما وقع بتر عند الصفحتين 19 و 99 ويبدو أن في البتر لم يصب إلا صفحات قليلة، على أن في صفحتي 99 - 100 بياضاً. وهو مرتب على الحروف الهجائية حسب الترتيب المغربي والأندلسي، فهو يبتدئ بالهمزة وينتهي بالياء دون أن يستوفي الشعر جميع الحروف، ولم يسلم الترتيب من اضطراب قليل، لأن المخطوطة كانت أوراقاً مبعثرة، ورمّمها ونسقها بعض الإخوان الفضلاء القائمين على الخزانة العامة بالرباط.
"وقد تصرفت بعض التصرف في ذلك التنسيق والترتيب، كما قمت بترقيم الصفحات، وقد نبهت على ذلك التصرف أثناء التحقيق.
"وخطُّ هذا الديوان أندلسي حسن، به كثير من التصحيف والتحريف زيادة على الخروم والتأكّل، والديوان خال من تاريخ النسخ واسم الناسخ، وضياع الأوراق الأولى والورقة أو الأوراق الأخيرة فوت علينا معرفة اسم الناسخ وتاريخ النسخ. ونقل الدكتور الهراس عن الأستاذ محمد المنوني قوله: "ويبدو أن نسخ هذا الديوان وقع حوالي سقوط الأندلس". (1)
القصيدة المجهولة النسب:
ظلت هذه القصيدة مجهولة النسب لأكثر من سبعة قرون حتى اكتشاف ديوان ابن الأبار وقد بلغت هذه القصيدة تسعين بيتاً ومطلعها:
نادتك أندلس فلبِّ نداءها
واجعل طواغيت الصليب فداءها
صرخت بدعوتك العلية فاحْبُها
من عاطفاتك ما يقي حوباءها
¥