تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد قرأت بحث الدكتور ولم أجد فيه جوابا شافيا لبعض الإشكالات التي أثارها ولاسيما مقولة الزركشي رحمه الله [ quote][/ ويرى الزركشي أن هناك فرقاً بين القراءة والقرآن، يفيد أنهما حقيقتان متغايرتان، يختلف عما ذهب إليه مكي، قال: (اعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي المنزل على (محمد) - صلى الله عليه وسلم - للبيان والإعجاز. والقراءات: هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف، أو كيفيتها، من تخفيف، وتثقيل، وغيرهما. ولا بد من التلقي والمشافهة، لأن القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع) (). Quote]

التي يحار في شرحها .... فالأحاديث التي ذكرها الباحث لا تخفى على الزركشي ولكن ما مراده من التفرقة بين القرآن والقراءات؟؟؟

وما السبب وراء تلحين النحاة لبعض القراءات القرآنية المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟

إن الإجابة عن كلام الزركشي هذا هو جواب عن تضعيف النحاة لبعض القراءات وتلحينهم لها، فكلام الزركشي يحتمل معنيين:

المعنى الأول:

أن بعض القراءات ليست متواترة وإنما هي من اختيار القارئ ...

لذا كره الإمام مالك رحمه الله القراءة بالإمالة، يقول الطاهر عاشور: (ويحتمل أن يكون القارئ الواحد قد قرأ بوجهين ليرى صحتها في العربية قصدا لحفظ اللغة مع حفظ القرآن الذي نزل بها، ولذلك يجوز أن يكون كثير من اختلاف القراء في هذه الناحية اختيارا، وقد كره مالك رحمه الله القراءة بالإمالة مع ثبوتها عن القراء وهي مروية عن مقرئ المدينة نافع من رواية ورش عنه وانفرد بروايته أهل مصر، فدلت كراهته على أنه يرى القارئ بها ما قرأ إلا بمجرد الاختيار)) التحرير1/ 51 - 52

وروي عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قال في قراءة حمزة: (لا تعجبني)

وكان أبو بكر بن عياش يقول: (قراءة حمزة بدعة، يزيد ما فيها من المد المفرط والسكت وتغيير الهمز في الوقف والإمالة وغير ذلك) وقال عبد الرحمن بن مهدي: (لو كان لي سلطان على من يقرأ قراءة حمزة لأوجعت ظهره))

ويقول ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن 41 - 42: ((لحن اللاحنين من القراء لا يجعل حجة على الكتاب، وقد كان الناس قدبما يقرأون بلغاتهم كما أعلمتك، ثم خلف قوم بعد قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة، ولا علم التكلف، فهفوا في كثير من الحروف وزلوا، وقرأوا بالشاذ وأخلوا، منهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربة من القلوب بالدين، فلم أر فيمن تتبعت وجوه القراءات أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره لعله، ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة))

ويقول: ((هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المد والهمز والإشباع وإفحاشه في الاضطجاع والإدغام، وحمله المتعلمين على المركب الصعب، وتعسيره على الأمة ما يسره الله، وتضييقه ما فسحه، وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقهم، وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها، وطول اختلاف المتعلم إلى المقرئ فيها، ورأه عند قراءته مائل الشدقين، دار الوردين، راشح الجبينين، توهموا أن ذلك لفضيلة في القراءة وحذق بها، وليس هكذا كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا خيار السلف، ولا التابعين، ولا القراء العالمين)

المعنى الثاني (رأي د/نوري حسن حامد المساتي في كتابه أسباب اختلاف النحاة (90):

أن الزركشي متأثر بمذهب أهل الاعتزال القائلين بأن الكلام قسمان: لفظي ونفسي، وأن الكلام الإلهي من النوع الثاني، ومردهم بالكلام النفسي هو المعنى اقائم في النفس المجرد من الصيغة، زعامين أنهم ينزهون الخالق عن مشابهة خلقه ففروا من التشبيه إلى التعطيل.

ويقول الدكتور: ويؤيد هذا الذي رأيته أن أبا علي الفارسي والزمخشري –وهما معتزليان- يريان أنه يجوز للقارئ أن يعدل عن قراءاته المخالفة للقاعدة إلى ما يوافقها، لأن اللفظ في معتقد مذهبهما العقائدي ليس من الله تعالى، وهذا كلامهما ينطق بذلك:

فأما أبو علي الفارسي فقد قال عند حديثه عن قراءة ابن عامر ((وكذلك زين لكثير من المشركين قتلُ أولادَهم شركائهم)) قال هذا قبيح في الاستعمال، ولو عدل عنها كان أولى)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير