([17]) هو المكنى بابن أبي السّمط وهي كنية أبي حفصة لم تشتهر عند الأدباء وقد نسب هذا البيت إليه بعنوان هذه الكنية فتوقف في معرفته الكاتبون حتى أن صاحب معاهد التنصيص ترك موضع ترجمته هنا بياضاً.
([18]) أشرت إلى أن التجدد ينبغي أن يخص بالمضارع، وأما الماضي والحال فلا يدلان إلا على كون الوصف غير ذاتي وقد عبروا عن الأمرين بالتجدد.
([19]) والله يعلم من يؤمن ومن لا يؤمن وإنما أبرز الكلام في صورة ما لا جزم فيه على طريقة العرب لو تكلموا في مثل هذا المقام لقصد حث المسلمين على الثبات في الإيمان والتقوى كي يجزم المتكلم بحصولهما منهم.
([20]) أي لا يوجد دليل من جهة نفس اقتضاء الفعل لواحد منها وإن كان قد يوجد دليل لفظي مثل وقوع الفعل في جواب سؤال مقيد ببعض تلك المفاعيل إلا أن المقدر كالمذكور كقول الشاعر
أتصحوا أم فؤادك غير صاح
عشية هم قومك بالرواح
فإنك لو قدرت له جوابا فقلت نعم أصحوا لكان التقدير أصحو عشية هم قومي.
([21]) لأن السائل طلب منه أن يوجهه للجهاد فقال له لك أبوان قال نعم قال ففيهما فجاهد. وكانا كبيرين.
([22]) القصر مع كونه بابا له مباحث مهمة في علم البلاغة هو أيضا له تعليق كبير بالأبواب الثلاثة التي مضت فإن الإسناد والتعليق يتكيفان بالقصر في بعض الأحوال فكانت مسائل القصر تجري في المسند إليه وفي المسند وغي متعلقات الفعل وشبهه أعني المفاعيل والحال والظرف والتمييز والموصوف والصفة ولذلك أخر بابه عن الأبواب الماضية لكونه ليس أشد تعلقا بواحد منها منه بالآخر. مثال قصر الحال على صاحبها والعكس ما جاءني راكبا إلا زيد وما جاءني زيد إلا راكبا. ومثال قصر التمييز ما طاب زيد إلا نفسا وما طاب نفسا إلا زيد.
([23]) المراد بالشهاب قبس النار ومعنى يحور يرجع كقوله تعالى ((إنه ظن أن لن يحور)).
([24]) فإن الكلمات المجتمعة إنما يجمعها معنى عامل نحو كتب زيد الكتاب وكسوت زيدا حبة وأخبرتك زيدا قائما وكذلك بالأدوات نحو مررت بزيد، فإن اننهت قوة العامل أي أخذ من المعمولات ما يقتضيه معناه توصل إلى غير ذلك بالإتباع من نعت أو بيان أو بدل وهذه التوابع هي في الحقيقة عين المتبوع في المعنى أما طريق توصل العوامل لما هو أجنبي عن معمولاتها فذلك منحصر في طريق عطف النسق فإنك إذا أردت أن تعدي كسا مثلا لأكثر من مفعولين لم تجد مسلكا لذلك إلا العطف فتقول كسوتك جبة وبرنسا وقميصا فلا جرم كان عطف النسق هو الذي يجمع الكلمات الأجنبي بعضها عن بعض في لمعنى والبعيد بعضها عن أن يصل إليه عمل العامل. ومثل ما قيل في المفردات يقال في الجمل بل الجمل للعطف أحوج لأن أكثرها أجنبي بعضه عن بعض إذ الأصل في الجمل الاستقلال ولذلك لقب عطفها بالوصل لأن له مزيد أثر في الربط لشدة تباعد الجملتين. ثم أعلم أن مسائل الفصل والوصل الغرض منها معرفة أساليب العرب في ربط جمل الكلام حتى يجيء المتكلم بكلام لا يوقع فهم السامع في لبس. ولذلك ملن حق مسائل هذا الباب أن تكون أعلق بعلم النحو إذ ليس فيها ما يفيد خصوصيات بلاغية غير أن الذي دعا علماء البلاغة إلى ذكرها في هذا الفن أمور ثلاثة: أحدها أن النحاة تكلموا على أحكام العطف ولم يتكلموا على أحكام ترك العطف. ثانيها أنهم تركوا كثيرا من مسائل المناسبات. ثالثها أنه لما كان العطف وتركه قد يلاحظ فيهما أمور ادعائية في الشعر والخطابة ناسب أن يذكر مع خصوصيات علم المعاني.
([25]) ومنه قول الشاعر:
قال لي كيف أنت قلت عليل
سهر دائم وحزن طويل
([26]) سيأتي بعيد هذا ما بين المراد من قولي ((المنتظمة بحسب المتعارف)).
([27]) فقوله- زيد يكتب الخ- مثال للتماثل. وقوله- يعطي ويمنع- مثال للنضاد وقوله والسماء رفعها)) الآية مثال لشبه التضاد. ويجمع أمثلة القرب من التماثل والتضاد قوله تعلى ((أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)) الآية
([28]) هذا تهكم أي نزلتم بأرضنا لحربنا فبادرنا بقتالكم، فجعل نزولهم ضيافة وقتاله إياهم قرى، فلما عبر عن المعنيين المتناسبين في الحقيقة بمعنيين مجازيين متناسبين وكانا مترتبين في الوجود حسن العطف بالفاء واو غير أحدهما لقبح العطف، فلو قال نزلتم إلخ فقاتلناكم أن تشتمونا لكان ترتباً غريبا قبيحا، ولو قال نزلتم منزل الأعداء * منا فعجلنا القرى إلخ لكان قبيحاً كذلك.
¥