([29]) لأن الصفع لا يترقب حصوله إثر المجيء لكنه لتعلقه بزيد كان فيه رائجة مناسبة فكان قبحه أضعف من قبح المثال الذي بعده.
([30]) شرط هذا العامل أن يفيد حكماً معتبراً فلذلك تعتبر الجمل المحكية بالقول كأنها لم يجمعها عامل إعرابي فلا يعطف الثانية منها على الأولى وإنما تأخذ حكم الجمل حين نطق بها قائلها، إلا إذا أريد التنبيه على تكرر القول نحو ((وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)) إذا جعلنا الواو للعطف في المقول.
([31]) أي الذين اعتقدوه أنه غير منذر وكذبوه والذين اعتقدوا أنه لا رسول إلا الرسل الذي مضوا أو اعتقدوا إنه لا رسول بعد موسى عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
([32]) وكذلك قوله تعالى: ((فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم)) الآية فإن جملة قال -يا آدم- بيان للوسوسة فكانت كعطف البيان فلم تحتج للربط.
([33]) حكى الأدباء أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه مر برجل في يده ثوب فقال له أبو بكر: أتبيع هذا الثوب؟ قال لا رحمك الله، فقال أبو بكر ((قد قومت ألسنتكم لو تستقيمون لا تقل هكذا قل رحمك الله لا، وقيل قال له قل لا ورحمك الله)).
([34]) مسائل الفصل والوصل من أصعب مسائل فن البلاغة لكثرة ما فيها من التفاصيل التي يعسر ضبطها بقاعدة تجمعها ولقد فرعها السكاكي تفريعاً زادها صعوبة، وأنا خالفت طريقته وطريقة التلخيص في هذه الرسالة فابتدأت الباب بما يفتح بصائر المتعلمين في تمييز خليطها واقتضبت في خلال ذلك من مهم كلام القوم ما يمكن بأيدي الطلبة مفاتيح معاقدها وضربت صفحاً عما عدا ذلك تاركاً إياه إلى أن تتهيأ الأفهام بعد هذه المرتبة.
([35]) لأن ما كان أسلوب كلامهم على تقديره كالضمير المستتر في فعل الأمر وكحذف المستثنى منه في الاستثناء المفرغ يعتبر كالمذكور فلا يعد حذفه إيجاز.
([36]) أي إلا إذا منع منه مانع المقام كمقام خطاب الغبي ومقام التهويل فكلاهما مقام إطناب.
([37]) تمام البيتين * تشذ وتنأى عنهم القرباء:
فما سبأوا الراح الكميت للذة
ولا كان منهم للخراد سباء
([38]) كقول أبي العاصي الثقفي لثقيف حين هموا بالارتداد عام الردة ((كنتم آخر العرب إسلاماً فلا تكونوا أولهم ارتداداً)) وكذلك يرتكب الإيجاز في الغرض لقصد أن يعين السامع الكلام كما كتب البديع لابن أخته ((أنت ابني ما دمت والعلم شانك، والمدرسة مكانك، والمحبرة حليفك، والدفتر إليفك، فإن قصرت ولا إخالك، فغيري خالك))
([39]) فيه تعريض بمن ذكر بعضه في فن المعاني كصاحب التلخيص.
([40]) أنما زدت قيد الصريحة في تعريف التشبيه لا خراج ما دل على مشاركة أمر لا مر في وصف دلالة غير صريحة وذلك أنواع الاستعارة. لان صورة الاستعارة لا تنبئ بالمشاركة بل هي أثبات الوصف لمن ليس متصفا به و أنما قصد التشبيه بالقرينة كما يأتي وخرج أيضا التجريد الآتي في فن البديع فلا حاجة إلى ما أطال به صاحب التلخيص. كما أننا عدلنا عن لفظ المشاركة الواقع في التلخيص لئلا يرد نحو تضارب.
([41]) المختار أن الواو للمعية.
([42]) أردت بهذا أن أشير إلى عدم الاحتياج إلى زيادة قيد في اصطلاح التخاطب في تعريف المجاز وأن من زاده كالملخص نظر للظاهر.
([43]) وقد ظفرت له بمثالين من كلام العرب أردت ذكرهما هنا لقلة أمثلته المثال الأول قول سلامة بن جندل
ولي حثيثا وهذا الشيب يتبعه
لو كان يدركه ركض اليعاقيب
فجعل لليعاقيب وهي ذكور الحجل ركضا. الثاني قول طرفة في المعلقة* وإن تلتمسني في الحوانيت تصطد* فأطلق على لقائه لفظ الاصطياد.
([44]) هذا هو الوجه ولا يصح قول من قال أنه أرسل فلم يقيد بعلاقة خاصة لكثرة علاقاته لأن هذا لا يسمى إرسالا بل تكثيرا إذ الإرسال لا يكون إلا في مقابلة تقييد.
([45]) هذان المثالان استعير فيهما حرفان لمعنيين تمكن تأديتهما بحرفين حقيقيين وهما على وفاء التفريع وقد تكون استعارة الحرف لمعنى ليس له حرف يؤدّى به كقوله تعالى ((ألم ترى إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك)) فإن هنالك استعارة تبعية لأن لام التعليل محذوفة وقد جعل إتيانه الملك علة لإنكار الربوبية فكان الكفر في موضع الشكر.
¥