للعبد الفقير بدر الدين القرافي المالكي من ذرية العارف
الشيخ ابن أبي حمزة نفعنا الله به آمين.":
قال في الصحاح:
" البَلَحُ قبل البُسْر، لأن أول التَمْر طَلْعٌ، ثم خَلال، ثم بَلَح، ثم بُسْر، ثم رُطَب، ثم تَمْر. الواحدة بَلَحَة." انتهى.
ونحوه قول صاحب القاموس، فيه:
" البَلَح (مُحرّكة) بين الخَلال والبُسْر." انتهى.
ومؤدى كلامهما أن الخَلال رتبة سابقة على البَلَح.
ووقع في القاموس في باب اللام ما يخالف ذلك، إذ قال:
"وخَلال (كسَحاب):البَلَح."انتهى، وفيه تجوز.
وقد نقل الشيخ أبو الحسن الشاذلي في شرح لغات مختصر الشيخ خليل عن أهل اللغة أن رتبته، أعني البَلَح، قبل البُسْر وبعد الخَلال، كما هو في الصحاح والقاموس في باب الحاء، ونصه:
" البُسْر (بضم الباء): المُنَصِّف (بضم الميم وفتح النون وكسر الصاد المهملة المشددة)، واحدته بُسْرة (بإسكان السين وضمها). قال أهل اللغة: أول تَمْر النخل، طَلْع وكافور، ثم بَلَح، ثم بُسْر، ثم رُطَب، ثم تَمْر."
ولم يذكر في القاموس أيضا البَلَح في باب الراء، عندما تكلم على البُسْر، ونصّه هناك:
" وقول الجوهري ' أول البُسْر طَلْع ثم خَلال إلى آخره' غير جيد. والصواب: أوله طَلْع، فإذا انعقد فَسَياب، فإذا اخضر واستدار فَجَدال وسَراد وخَلال، فإذا كَبِر شيئا فَبَغْو، فإذا عَظُم فبُسْر، ثم مُخَطَّم، ثم مُوكَّت، ثم تُذْنوب، ثم جُمْسَة، ثم ثَعْدَة وخالِع وخالِعة، فإذا انتهى نُضْجُه فَرُطَب ومَعْو، ثم تَمْر.
وبسطت ذلك في "الروض المَسلوف، فيما له اسمان إلى أُلُوف". انتهى
والذي للقاضي عياض درجات النخل سبعة:
الطَلْع، والإغريض، والبَلَح، والبُسْر، والزَّهو، والرُطَب، والتَمر. وهذا مذهب أكثر أهل اللغة.
وقوم يجعلون البُسْر بعد الزهو، وهو الذي يستعمله الفقهاء.
والزهو ابتداء طيب تمر النخل واصفراره واحمراره، ويُقال فيه: أزهى يزهي. وجاء في بعض روايات الحديث: يزهو، وقالوا: لا يصح. وقال أبو زيد:
"زهى وأزهى، ولم يُعرف للأصمعي أزهى" انتهى.
وقد نظمتُ ما رتّبه القاموس، فقلت:
لقد عَدَّ في القاموس عشرا وواحدا = لأسماء تمر النخل قد صحّ مَحسوبُ
فأوله طلع سباب خلاله = ويعقبه بُسْرٌ مُخطّمٌ مَجْنوب
موَكَّت مسبوقُ المُخَطَّم = على وفقِ ترتيبٍ ويتلوهُ تُذْنُوبُ
جميسة يتلوه وثَعدةُ بعده = كذا رُطَبٌ تمرٌ به تمَّ مطلوبُ
ومَجنوب صفة لمُخَطَّم لا معدود، وأُسقط بَغْو لكونه في حكم الخَلال.
وقد نظمتُ ما رتبه القاضي عياض فقلتُ:
وأسما ثمار النخل سبعٌ كما حكى = عياض زكى مثوى وقد صَحَّ معدودُ
فأولُها طَلْعٌ وإغريض بعده = كذا بَلح بُسْر به طاب مجرودُ
ويزد به زهو كذا رطب حلى = ويعقبه تمرٌ به تمّ مقصودُ
وقد نظمتُ ما رتّبه الشيخ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى فقلتُ:
وأسما ثمار النخل في العدِّ سبعةٌ = حكاها بليغٌ طيَّبَ اللهُ مثواهُ
فطلعٌ وكافورٌ خلالٌ مرتباً = كذا بلحٌ بُسرٌ وقد طاب حلواهُ
كذا رطبٌ تمرٌ به تمَّ أمرُها = وأهل اللغا قالوه لا تعدُ فحواهُ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 04 - 08, 02:28 م]ـ
وفي:صحيح مسلم / كتاب الأشربة:
24 - (1988) حدثنا يحيى بن أيوب. حدثنا ابن علية. أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير، عن عبدالله بن أبي قتادة، عن أبيه. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تنتبذوا الزهو والرطب جميعا. ولا تنتبذوا الزبيب والتمر جميعا. وانتبذوا كل واحد منهما على حدته).
[ش (الزهو) هو بفتح الزاي وضمها. لغتان مشهورتان.
قال الجوهري:
أهل الحجاز يضمون. والزهو هو البسر الملون الذي بدا فيه حمرة أو صفرة، وطاب.
وزهت النخل تزهو زهوا، وأزهت تزهى].
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[04 - 04 - 08, 03:20 م]ـ
بارك الله فيك أخانا الفاضل وجزاك عني كل خيرا
آخر عبارة ذكرتها أخي الفاضل وهي:
"قال الجوهري:
أهل الحجاز يضمون. والزهو هو البسر الملون الذي بدا فيه حمرة أو صفرة "
تدل على أن الزهو بداية الاحمرار أو الاصفرار وقد رجحت لي سابقا أخي الفاضل أن الزهو هو اكتمال الاحمرار أو الاصفرار , فما الراجح أخي الحبيب ولماذا؟؟ وجزاك عني كل خير
أكرر أشكرك وجزاك عني كل خير
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[04 - 04 - 08, 03:49 م]ـ
أخي الفاضل
بالإضافة إلى سؤالي في المشاركة الأخيرة
في أي المواضع أو الكتب هذا النقل عن القاضي عياض؟؟
أعني ما ذكرته عن القاضي:
" الطَلْع، والإغريض، والبَلَح، والبُسْر، والزَّهو، والرُطَب، والتَمر. وهذا مذهب أكثر أهل اللغة "
وما تعليلك أخي الفاضل لعدم ذكر صاحب القاموس المحيط البلح في المراتب التي ذكرها في باب الراء، عندما تكلم على البُسْر؟؟
أكرر أشكرك بشدة على هذه المعلومات القيمة وعلى هذا المجهود المبذول
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 04 - 08, 05:45 م]ـ
ووجدت لك هذا النص، في تفسير القرطبيّ:
((وذلك أنه تعالى قال:
"انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه".
فتراه أولا طلعا ثم إغريضا إذا انشق عنه الطلع.
والإغريض يسمى ضحكا أيضا، ثم بلحا، ثم سيابا، ثم جدالا إذ اخضر واستدار قبل أن يشتد، ثم بسرا إذا عظم، ثم زهوا إذا احمر؛ يقال:
أزهى يزهي، ثم موكتا إذا بدت فيه نقط من الإرطاب.
فإن كان ذلك من قبل الذنب فهي مذنبة، وهو التذنوب، فإذا لانت فهي ثعدة، فإذا بلغ الإرطاب نصفها فهي مجزعة، فإذا بلغ ثلثيها فهي حلقانة، فإذا عمها الإرطاب فهي منسبتة؛ يقال: رطب منسبت، ثم ييبس فيصير تمرا.
فنبه الله تعالى بانتقالها من حال إلى حال وتغيرها ووجودها بعد أن لم تكن بعد على وحدانيته وكمال قدرته، وأن لها صانعا قادرا عالما. ودل على جواز البعث؛ لإيجاد النبات بعد الجفاف.
قال الجوهري: ينع الثمر يينع ويينع ينعا وينوعا، أي نضج).
¥