15 - (والاسم) الواو للاستئناف، الاسم: مبتدأ أول، (منه) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، (معرب) مبتدأ مؤخر، والجملة منه ومن خبره خبر المبتدأ الأول، (ومبني) مبتدأ، وخبره محذوف، والتقدير: (ومنه مبني) ولا يجوز أن تعطف قوله مبني على معرب، لانه يستلزم أن يكون المعنى أن بعض الاسم معرب ومبني في آن واحد، أو يستلزم أن بعض الاسم معرب ومبني وبعضه الآخر ليس بمعرب ولا مبني، وهو قول ضعيف أباه جمهور المحققين من النحاة، (لشبه) جار ومجرور متعلق بمبني، أو متعلق بخبر محذوف مع مبتدئه والتقدير: (وبناؤه ثابت لشبه)، (من الحروف) جار ومجرور متعلق بشبه أو بمدني، (مدني) نعت لشبه، وتقدير البيت: والاسم بعضه معرب وبعضه الآخر مبني، وبناء ذلك المبني ثابت لشبه مدن له من الحرف، ومدني: اسم فاعل فعله أدنى، تقول: أدنيت الشئ من الشئ، إذا قربته منه، والياء فيه هنا ياء زائدة للاشباع، وليست لام الكلمة، لان ياء المنقوص المنكر غير المنصوب تحذف وجوبا.
16 - كالشبه الوضعي في اسمي جئتنا **** والمعنوي في متى وفي هنا
17 - وكنيابة عن الفعل بلا **** تأثر وكافتقار أصلا
16 - (كالشبه) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كالشبه، (الوضعي) نعت للشبه، (في اسمي) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة للوضعي، واسمي مضاف، و (جئتنا) قصد لفظه: مضاف إليه، (والمعنوي) معطوف على الوضعي، (في متى، وفي هنا) جاران ومجروران متعلقان بمحذوف نعت للمعنوي، وتقدير البيت: والشبه المدني من الحروف مثل الشبه الوضعي الكائن في الاسمين الموجودين في قولك (جئتنا) وهما تاء المخاطب و (نا)، ومثل الشبه المعنوي الكائن في (متى) الاستفهامية والشرطية وفي (هنا) الاشارية.
17 - (وكنيابة) الواو عاطفة، والجار والمجرور معطوف على كالشبه، (عن الفعل) جار ومجرور متعلق بنيابة، (بلا تأثر) الباء حرف جر، ولا: اسم بمعنى غير مجرور بالباء، وظهر إعرابه على ما بعده بطريق العارية، والجار والمجرور متعلق بمحذوف نعت لنيابة، ولا مضاف، وتأثر: مضاف إليه، مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة العارية التي يقتضيها ما قبله، (وكافتقار) الواو حرف عطف والجار والمجرور معطوف على كنيابة، (أصلا) فعل ماض مبني للمجهول، والألف للاطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على افتقار، والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل جر نعت لافتقار، وتقدير البيت: ومثل النيابة عن الفعل في العمل مع أنه لا يتأثر بالعامل، ومثل الافتقار المتأصل، والافتقار المتأصل: هو الافتقار اللازم له الذي لا يفرقه في حالة من حالاته.
18 - ومعرب الأسماء ما قد سلما **** من شبه الحرف كأرض وسما
18 - (ومعرب) مبتدأ، ومعرب مضاف، و (الأسماء) مضاف إليه، (ما) اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ، (قد سلما) قد: حرف تحقيق، وسلم: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والألف في (سلما) للاطلاق، (من شبه) جار ومجرور متعلق بقوله سلم، وشبه مضاف، و (الحرف) مضاف إليه، (كأرض) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كأرض (وسما) الواو حرف عطف، سما: معطوف على أرض، مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، وهو - بضم السين مقصورا - إحدى اللغات في اسم، ونظيره في الوزن هدى وعلا وتقى وضحا.
19 - وفعل أمر ومضي بنيا **** وأعربوا مضارعا إن عريا
20 - من نون توكيد مباشر ومن **** نون إناث كيرعن من فتن
19 - (وفعل) مبتدأ، وفعل مضاف، و (أمر) مضاف إليه، (ومضي) يقرأ بالجر على أنه معطوف على أمر، ويقرأ بالرفع على أنه معطوف على فعل، (بنيا) فعل ماض مبني للمجهول، والألف التي فيه للتثنية، وهي نائب فاعل، وذلك إذا عطفت (مضي) على (فعل) فإن عطفته على (أمر) فالألف للاطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على فعل، (أعربوا) فعل وفاعل، (مضارعا) مفعول به، (إن) حرف شرط، (عريا) فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، وألفه للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه، وجواب الشرط محذوف يدل عليه السابق من الكلام، أي: إن عرى الفعل المضارع من النون أعرب، وعري من باب رضي بمعنى خلا، وبأتى من باب قعد بمعنى آخر، تقول: عراه يعروه عروا - مثل سما يسمو سموا - إذا نزل به، ومنه قول أبي صخر الهذلي: وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر.
20 - (من نون) جار ومجرور متعلق بعري، ونون مضاف، و (توكيد) مضاف إليه، (مباشر) صفة لنون، (ومن نون) جار ومجرور معطوف بالواو على الجار والمجرور السابق، ونون مضاف، و (إناث) مضاف إليه، (كيرعن) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، وتقديره: وذلك كائن كيرعن، (من) اسم موصول مفعول به ليرعن، باعتباره فعلا قبل أن يقصد لفظه مع سائر التركيب، مبني على السكون في محل نصب، فأما بعد أن قصد لفظ الجملة فكل كلمة منها كحرف من حروف زيد مثلا، (فتن) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
يتبع إن شاء الله تعالى ....